اشتباكات متواصلة وحظر تجول في دير الزور

  • BBC Monitoring ترصد تفاعل أنصار داعش بشأن اشتباكات دير الزور
  • الجماعات الإرهابية تحاول استغلال الاشتباكات في المنطقة
  • فرض حظر تجول على وقع الاشتباكات الدامية

بعد اشتباكات دامية في دير الزور أوقعت أكثر من 50 قتيلاً في معارك دارت هذا الأسبوع بين قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلين تابعين لعشائر عربية، فرضت قوات سوريا الديمقراطية حظر تجول اعتباراً من صباح السبت 2 سبتمبر ولمدة 48 ساعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها من محافظة دير الزور.

الأوضاع انفجرت في دير الزور بعد أن أوقفت قوات سوريا الديمقراطية الأحد قائد “مجلس دير الزور العسكري” أحمد الخبيل المعروف بأبي خولة في الحسكة، وأثار توقيفه توتراً شديداً تطور إلى اشتباكات مسلحة أوقعت بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان 54 قتيلاً على الأقل وفق حصيلة أوردها مساء الجمعة 1 سبتمبر.

وأوضح المرصد أنّ غالبية هؤلاء القتلى هم من أنصار أبي خولة، لكن في عداد هذه الحصيلة أيضاً ستّة قتلى مدنيين.

كيف يحاول داعش استغلال الاشتباكات في دير الزور لمصلحته؟

في هذه الأثناء، استغل أنصار الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة الاشتباكات وأظهروا اهتماماً كبيراً عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي عن الحرب الدائرة في شرق سوريا بين “القوات الكردية” و”الميليشيا العربية القبلية” المتحالفة معها، ناشرين التطورات مرفقة بأوسام مختلفة مثل “قسد الإرهاب” و”ميليشيات قسد”.

ومن غير المستغرب أن يستخدم معظم أنصار الجماعات الإرهابية هذه التطورات لمهاجمة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والتي يتهمونها عموماً بمعاداة “الإسلام والعرب”.

وتتألّف قوات سوريا الديمقراطية من فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية وتتمركز هذه القوات على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور.

ومجلس دير الزور العسكري الذي يتبع الإدارة الذاتية الكردية يضمّ مقاتلين محليين يتولّون أمن المناطق التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية بعد دحر تنظيم داعش الإرهابي من دير الزور.

وليل الجمعة، قالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان: “يعلن المجلس العسكري لدير الزور وقوى الأمن الداخلي حظراً للتجوال في منطقة دير الزور، يبدأ من الساعة الخامسة من صباح يوم غد الثاني من سبتمبر ولمدة 48 ساعة”.

واتّهم البيان “مجموعات مسلّحة تابعة لبعض الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وكذلك خلايا داعش” بالسعي “لإحداث فتنة في المنطقة ومحاولة استجرار المدنيين إلى مخططاتهم القذرة”.

وبحسب البيان يرمي حظر التجوّل إلى “حماية حياة المدنيين وممتلكاتهم من تخريب المجموعات المسلحة المرتزقة، ومنعهم من الاختباء ضمن تحركات المدنيين”.

كيف يحاول داعش استغلال الاشتباكات في دير الزور لمصلحته؟

أنصار داعش يحاولون استغلال الموقف

وبحسب تقرير نشرته (BBC Monitoring) فإن أنصار الجماعات الإرهابية استغلوا الموقف عبر منصات التواصل الاجتماعي للترويج لمن يناصروهم واستخدام الاشتباكات لدعم الجماعات.

وألقى أنصار الجماعات الإرهابية باللوم على قوات سوريا الديمقراطية في الاشتباكات واتهموها “بقمع” السكان المحليين” وتبادل العديد منهم تصريحات ومقاطع فيديو للقبائل العربية المحلية التي تحشد ضد الأكراد.

ووفقًا لما نقلته (BBC Monitoring)، أظهر أنصار تنظيم القاعدة دعماً مماثلاً للقبائل العربية حيث سلطوا الضوء على التحالف التقليدي لقوات سوريا الديمقراطية مع الولايات المتحدة. كما انتقدوا هيئة تحرير الشام – القوة المهيمنة في شمال غرب سوريا – واتهموا المجموعة بالتزام الصمت بشأن محنة “حلفائهم”.

وفي الوقت نفسه، شعر تنظيم داعش وأنصاره بالشماتة في المواجهة بين العرب المحليين وقوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا، حيث قاتلت المجموعتان بشكل مشترك ضد التنظيم في شرق سوريا في الماضي.

ويواصل داعش نشاطه في دير الزور من خلال خلايا صغيرة وعناصر ينفذون في الغالب هجمات صغيرة.

كيف يحاول داعش استغلال الاشتباكات في دير الزور لمصلحته؟

ونشرت عدة حسابات على منصة تيليغرام قائمة بمناطق دير الزور التي زُعم أن قوات سوريا الديمقراطية قد “طردت منها” واحتفلت روايات متعاطفة بالسيطرة المزعومة على العشرات من المواقع الكردية وكذلك المقاتلين.

وبحسب ما ذكرته (BBC Monitoring) وجه المؤيد البارز لتنظيم القاعدة، أبو يحيى الشامي، رسالة صوتية يدعو فيها إلى دعم أهالي دير الزور وطالب المتحدث المستمعين “بوضع خلافاتهم جانباً مع مجلس دير الزور العسكري” وزعم أن “قوات سوريا الديمقراطية تريد الحكم المباشر على العرب عندما كانت تحكم في السابق عبر المجلس”.

وقال إن أي دعم سيكون “لشعبنا” وليس للمجلس.

وعلى تطبيق تيليغرام أيضًا، سخرت قناة “أحلام النصر” وهي قناة أخرى مؤيدة لتنظيم داعش، من العرب بسبب حشدهم على أساس قبلي وعرقي بدلاً من “الانتقام للإسلام” في انتقاد لفشلهم في دعم داعش قبل سنوات عندما هاجمت قوات سوريا الديمقراطية مجموعة في الباغوز – المعقل الأخير لتنظيم داعش الإرهابي في دير الزور.

هذا وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ 2011 تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتيّة وأدّى إلى تهجير أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.