أيّام من الرعب والفزع قضتها أسر الأطفال الأوكرانيين الذين قادهم حظهم العثر للوقوع فريسة في أيدي القوات الروسية… لحظات قلق عاشها الآباء بعدما انقطعت سبل الاتصال مع فلذات أكبادهم، استغاثات كثيرة أرسلوها هنا وهناك علّهم يجدون المساعدة… حتّى تحقق المراد في النهاية وعاد الأطفال لأحضان والديهم ووطنهم من جديد، فما تفاصيل عملية الإنقاذ تلك؟

  • مفوض أوكرانيا الرئاسي لحقوق الطفل: هذه أصعب عملية إنقاذ منذ بداية الحرب وروسيا غيّرت موقع الأطفال 5 مرات لتضليلنا
  • روسيا أجبرت الأمهات والأطفال على تسجيل فيديوهات إمتنان لها لتدافع عن  نفسها أمام المجتمع الدولي
  • روسيا ادعت أنّ الأوكرانيين لا يريدون أبناءهم وسعت للترويج لذلك بهدف ضمهم الأطفال إلى صفوف الجيش

قرابة 31 طفل نجحت مؤسسة “Save Ukraine” الإنسانية في إعادتهم لأسرهم مؤخّراً، في عملية إنقاذ هي الأكبر والأصعب بسبب ألاعيب روسيا وأساليب المراوغة التي اتبعتها لتضليل أسر الأطفال، بغية إبقاء الأطفال داخل المخيمات الخاضعة لسيطرتها.

ماذا كان يحدث لأطفال أوكرانيا داخل تلك مخيمات؟

أخبار الآن” تتبعت تفاصيل أحدث عملية إنقاذ لأطفال أوكرانيا، والتي شملت 31 طفلاً من منطقتي خركيف و خيرسون، كانت روسيا احتجزتهم على مدار 6 أشهر.. الأمر لم يكن سهلاً على الإطلاق من مختلف النواحي، فالعملية الإنسانية تلك كانت معقّدة للغاية، وقد أوجبت التنقل بين أربع دول.

“في بداية سبتمبر العام 2022، كان ابني يدرس في إحدى مدارس اللغة الروسية، وفي مطلع أكتوبر التالي اقترح مدير المدرسة على الطلاب قضاء إجازة لمدّة أسبوعين في شبه جزيرة القرم، تحديداً في مخيم دروجبا في إيفباتوريا، غادر الأطفال في الثامن من أكتوبر وكنّا نتوقع عودتهم لكنّهم لم يعودوا لمنازلهم”… هكذا بدأت ألا أدن حديثها لـ”أخبار الآن” ساردة تفاصيل اختفاء ابنها “دانيلو”.

وصفت السيّدة الأوكرانية لحظات القلق والترقب التي عاشتها طوال الفترة الماضية، بالرهيبة قائلة: “ابني ظل هناك لمدّة 6 أشهر، حتى أدركنا تقريباً أنّه لا توجد فرصة لعودتهم مرّة أخرى، حينها لجأنا إلى مدير المدرسة مرّة أخرى وسألناه هل بإمكانه مساعدتنا والوصول إلى جزيرة القرم وإعادة الأطفال، فكانت الإجابة للأسف لا”.

تقطّعت السبل بالأم التي تعيش صدمة كبيرة، وقد عبّرت عن حجم معاناتها وخوفها بالقول: “لم يكن هناك طريق بري مفتوح، والعبور إلى أوروبا كان فوق إمكانياتي المادية. حاولت جاهدة لدرجة أنّني فكّرت في اختراق حدود زابوريجيا، لكن الطريق كان خطراً للغاية “.

كل ما كان يشغل بال الأم حينها هو فقط الاطمئنان على ابنها وأنّه مازال على قيد الحياة وبصحة جيدة: “كنت أريد فقط أن أعرف ما الذي يحدث معه، هل يأكل جيّداً، هل يتمّ الاعتناء… حتّى تمكنت من سماع صوته واطمأنيت أنّه على قيد الحياة… وها أنا اجتمع مرّة أخرى بطفلي في منزلنا، ولا شيء أهم بالنسبة لي”.

الأصعب والأكبر.. تفاصيل عملية إنقاذ أطفال أوكرانيا من معسكرات روسيا

 

“جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي الإنساني”

“ما يحدث بحق أطفال أوكرانيا جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي الإنساني”، هكذا وصفت مجموعة من المحققين التابعين للأمم المتحدة عملية الترحيل القسري التي تقودها روسيا ضدّ الأطفال الأوكرانيين داخل المناطق الخاضعة لسيطرتها.

أكثر من 6000 طفل أوكراني تحتجزهم روسيا في مخيمات ومعسكرات تابعة لها، تحديداً في شبه جزيرة القرم وسيبيريا، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم بضعة أشهر وفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن مركز بيل الأمريكي، بينما تُقدر كييف العدد الإجمالي منذ بداية الحرب قبل أكثر من عام بـ 19500 طفل، وحجة روسيا أنّها تهدف لإعادة تثقيفهم وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم وإنقاذهم من أهوال الحرب، بعدما فرّوا إليها برغبتهم جراء غزو أوكرانيا.

ادعاءات كثيرة تروّج لها روسيا لتدافع عن نفسها، خصوصاً بعدما أصدر قضاة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الشهر الماضي، مذكّرة توقيف بحقّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (Vladimir Putin)، بشأن ارتكاب جرائم حرب، وعلى رأسها اختطاف أطفال أوكرانيين في مخالفة للمواثيق الدولية.

 

تفاصيل أصعب عملية إنقاذ

5 عمليات إنقاذ قادتهم مؤسسة “أنقذوا أوكرانيا” الخيرية، أحدثها عملية الإنقاذ تلك، والتي وصفها ميكولا كوليبا المفوّض الرئاسي الأوكراني لحقوق الطفل ورئيس المؤسسة، بأنّها أصعب وأكبر عملية إنقاذ بسبب وجود العديد من العراقيل التي وضعها الجانب الروسي لتضليل الأسر وفرق الإنقاذ.

على مدار 6 أشهر، وهي فترة احتجاز الـ 31 طفلاً، سخّرت مؤسسة “انقذوا أوكرانيا” فرق البحث للتواصل مع الأهالي ورصد أيّ معلومات تقود للأطفال المختفية، وتمكّنت من جمع شهادات كثيرة من مصادر مختلفة عبر الخط الساخن الموجود في الخدمة على مدار الساعة، سواء من الآباء أو من الأطفال الذين تمّ إجلاؤهم والسلطات المحلية.

“قامت روسيا باستفزازنا واخضعت الأسر الأوكرانية للتحقيق لساعات طويلة وصلت لـ14 ساعة قبل استلام أطفالهم، وتزامن وصولنا للأطفال مع انعقاد  مؤتمر صحافي لماريا لفوفا بيلوفا (Maria Lvova-Belova) التي عيّنها بوتين كمفوض اتحادي لحقوق الطفل، وقد أجبروا الأمهات والأطفال على القول أمام الكاميرات إنّنا ممتنون لروسيا وأنّ الأخيرة أنقذتهم بوضعهم في تلك المخيمات”… هذا ما قاله المفوض الرئاسي الأوكراني لحقوق الطفل لـ”أخبار الآن” كاشفاً عن الألاعيب التي يلجأ لها الجانب الروسي لتلميع صورته أمام المجتمع الدولي خصوصاً في ما يتعلق بقضايا اختطاف الأطفال.

وأضاف رئيس المؤسسة المعنية بإنقاذ الأطفال الأوكرانيين: “أشاعت روسيا أنّها حاولت العثور على أهالي الأطفال طوال فترة احتجازهم، لكن ذلك ليس صحيحاً لأنّ الأولاد أخبرونا أنّه لم يحاول أحد البحث عن أهاليهم على مدار 6 أشهر، وما زاد الأمر صعوبة في عملية الإنقاذ الأخيرة، هي أنّ روسيا كانت تقوم بتغيير موقع الأطفال بين الحين والآخر، ويعطونهم لأسر حاضنة حتّى لا نتمكن من الوصول إليهم، كما يعرضون عليهم منح الجنسية الروسية، وذلك أمر في غاية الخطورة لأن بعد منحهم الجنسية يصبح من حقّ الأسر الروسية أن تتبنى هؤلاء الأطفال، وحينها لن نتمكن من الوصول إليهم لأنه خلال عملية التبنّي يتمّ تغيير اسم العائلة وتاريخ الميلاد.

مشاهد إنسانية حزينة كان ميكولا كوليبا شاهداً عليها خلال عملية الانقاذ الأخيرة، على رأسها وفاة جدة أحد الأطفال والتي ذهبت مع فريق الانقاذ لاستلام حفيدها لكنها توفيت في الطريق. في ذلك الصدد قال كوليبا لـأخبار الآن: “لدينا قصص إنسانية كثيرة ومتنوعة كنّا شهوداً عليها خلال رحلة إنقاذ أصعبها سيّدة توفيت بعد خضوعها لجلسة تحقيق لساعات طويلة شعرت بعدها بالإجهاد خصوصاً أنّها كانت جدة، فتوقف قلبها وهي داخل روسيا وبدأنا نفكر كيف يمكن أن ننقل جثمانها ونعيد الأطفال إلى أوكرانيا”.

الأصعب والأكبر.. تفاصيل عملية إنقاذ أطفال أوكرانيا من معسكرات روسيا

روسيا تغسل أدمغة الأطفال الأوكرانيين داخل المخيمات

“إذا لم تستعيدكم أسركم سنرسلكم إلى دار أيتام”.. كلمات بقيت عالقة في ذهن الفتى دانيلو الذي لم يتجاوز عمره الـ15 عاماً، وهو أحد الأطفال العائدين إلى أوكرانيا خلال عملية الانقاذ الأخيرة. تفاصيل كثيرة يذكرها الفتى أبرزها الاستغاثات التي كان يرسلها لوالدته بين الحين والأخر يطلب منها التدخل والإسراع في إنقاذه. فقال في حديثه لـ”أخبار الآن“: “كنا نمارس أنواع مختلفة من الأنشطة داخل مخيم دروزبا الساحلي، لكنّني بشكل عام لم أكن بحالة جيّدة وطوال الوقت كان يغلبني الحنين لبلدي وقد طلبت من أمّي أن تأخذني أكثّر من مرّة، وتوسّلت إليها بأنّني أريد العودة للمنزل خصوصاً بعدما علمنا بأمر تسليمنا لدار أيتام، لكنّها لم تستطع وكان الأمر في غاية الصعوبة. لأوّل مرة أكون بعيداً عن أسرتي طوال تلك المدّة”.

95 طفلاً أنقذتهم مؤسسة “أنقذوا أوكرانيا” بعدما اختطفتهم روسيا من مناطق الاشتباكات واحتجزتهم داخل مخيمات في المناطق المسيطرة عليها، وخلال فترة الاحتجاز تعمد روسيا إلى غسل أدمغة هؤلاء الأطفال وتغذيتها بفكر مناهض لوطنهم الأم. تختلف أعمار الأطفال لكن يتقاسمون جميعاً نفس الأفكار العدائية تجاه بلدهم والتي تحرص روسيا على إقناعهم بها طوال أشهر الاحتجاز.

فعلى سبيل المثال يتمّ إقناعهم بأنّه ستتمّ معاقبتهم في حالة العودة إلى أوكرانيا لأيّ سبب لأنّهم كانوا مع عائلات أو في مخيّمات روسية وذلك غير صحيح، أو أنّ عائلاتهم الأصلية لا تريدهم وأن الوضع خطير لن يستطيعوا العودة، وبالتالي من الأفضل لهم البقاء في روسيا، وفق كوليبا الذي أضاف: “هم يقومون باستغلالهم، وأحيانا يصبح من الصعب إقناع الأطفال بأنّ كلّ شيء على ما يرام ويمكنهم العودة إلى منازلهم بأمان. وسط تلك الظروف الصعبة كان من الصعب جدّاً العثور على الأولاد، فالبعض تمّ تغيير موقعه 5 مرات من قبل روسيا وأرسلوهم إلى مبان مختلفة، فأحياناً يتمّ تحديد أماكنهم في مبنى معين وبعدها بأسبوع يتمّ نقلهم إلى مبنى آخر في منطقة مختلفة”.

وتابع: “هناك أسباب عديدة تكمن وراء اختطاف روسيا لأطفال أوكرانيا، أولها أسباب ديمغرافية، فبعد مرحلة غسل الأدمغة لهؤلاء الأولاد يمكن ضمّهم إلى الجيش الروسي، فمثلاً بعد العام 2014 إبّان أول غزو روسي، ضمّت روسيا العديد من الأطفال، وخلال 9 سنوات قامت بغسل أدمغتهم وأصبحوا شباناً يحاربون ضدّ أوكرانيا الآن، وذلك هو هدفهم الحقيقي، تجنيد الأولاد وإشراكهم في الحرب والتأثير على تفكيرهم، وذلك نوع من الإبادة الجماعية، ويندرج تحت جرائم الحرب والمجازر التي ترتكبها روسيا”.

الأصعب والأكبر.. تفاصيل عملية إنقاذ أطفال أوكرانيا من معسكرات روسيا

كيف يتم اختطاف الأطفال من قبل روسيا؟

قبل نصف عام قدمت ماريا بيلوفا، مفوضة حقوق الطفل لدى روسيا تقريراً يتحدّث عن ترحيل الأطفال الأوكرانيين الذين خسروا أهاليهم من مدينة ماريوبول إلى روسيا وكيف حاولت عائلات روسية تبنّي هؤلاء الأولاد. في ذلك السياق قال كوليبا إنّ “روسيا تعتمد على أكثر من طريقة لاختطاف الأطفال، الأولى إرسالهم بعد قتل أهلهم مباشرة إلى روسيا أو ترحيلهم من دور الأيتام إلى جزيرة القرم، ولا يوجد عدد دقيق للأطفال الذين تمّ ترحيلهم في تلك الدور إلى روسيا”.

وتابع حديثه لـ “أخبار الآن“: “من الطرق التي اتبعتها روسيا أيضاً في اختطاف الأطفال عبر المخيمات خلال الصيف وشهري سبتمبر وأكتوبر، أنّهم نقلوا آلاف الأولاد إلى روسيا وجزيرة القرم إلى ما يسمى بمخيّمات صيفية، لكن في الواقع هي مخيمات تعليمية، وبعد أن حرر الجيش الأوكرانى تلك الأراضي، لم يعيدوا الأولاد، لهذا فنحن نقوم بتلك المهمّات الإنقاذية لاستعادتهم”.

وأشار إلى أنّ العدد الأكبر من الأطفال الذين تمّ ترحيلهم إلى روسيا العام 2014 بسبب الحرب، ومع الاجتياح الذي حصل العام الماضي، قالت ماريا لفوفا إنّ أكثر من 700 ألف ولد تمّ تسجيلهم في روسيا كنازحين، لكنّ في واقع الأمر ليس نزوحاً ولكن ترحيل. وأضاف: “نحن لا نعلم إنْ كان هناك أطفال برفقة أهاليهم أم لا، لكن في كلّ الأحوال إذا لم يكونوا برفقة أهاليهم فذلك اختطاف، وإنْ كانوا معهم فذلك ترحيل، وفي الحالتين روسيا لم تبلغنا بشكل رسمي عن إجمالي عدد الأطفال الأوكرانيين الموجودين على أرضها، وكل ما لدينا مجرّد معلومات من مصادر روسية حول عددهم، لكن إذا ما احتسبنا عدد الأطفال الذين تركوا المناطق غير المحتلة منذ العام 2014، فالعدد فهو 1.5 مليون طفل أصبحوا في روسيا، أي ما يعادل 20 % من إجمالي عدد الأطفال الأوكرانيين، وذلك معناه أنّ عدداً كبيراً من الأولاد الأوكرانيين يتعذبون ويتمّ غسل دماغهم وتلقينهم أفكاراً معينة. بالنسبة لروسيا فتلك مجرد استراتيجية تتبعها مع أطفال أوكرانيا، لكن بالنسبة لنا فتلك عملية إبادة  لأنّه يتم تسميم أفكارهم بالحملات الدعائية الروسية.

وتوجّه كوليبا إلى المجتمع الدولي قائلاً: “نحن نطالب العالم بمساعدتنا على استعادة أطفالنا وعودتهم إلى أوكرانيا ومساعدتنا على تحرير أراضينا، لأنّ الروس يستغلون أولادنا الأوكرانيين لتحقيق أهدافهم ولمحاربة الأوكرانيين، وعلينا أن نضع حدّاً لذلك الأمر فوراً. أنا أطلب منكم وأتوسّل إليكم أن تساعدونا لاستعادة أطفالنا وعائلاتنا، وإعطائنا معلومات حول مكان تواجدهم إذا ما كان لديكم أي معلومات”.

الأصعب والأكبر.. تفاصيل عملية إنقاذ أطفال أوكرانيا من معسكرات روسيا

روسيا تخرق القوانين الدولية وترتكب جرائم حرب

وعلى الرغم من أنّ القانون الروسى يحظر تبنّي الأطفال الأجانب من دون موافقة البلد الأم، ومع رفض أوكرانيا ذلك الأمر، تلاعب بوتين بالقضية وأصدر مرسوماً يسهّل على روسيا تبنّي ومنح الجنسية للأطفال الأوكرانيين الذين ليس لديهم رعاية أبوية، ويصعب على أوكرانيا أو حتّى أقاربهم الباقيين على قيد الحياة استعادتهم.

 

وذلك ما اعتبره حقوقيون اختطافاً وترحيلاً قسرياً رافضين أن يتم استغلال الأطفال من قبل روسيا لمقايضة أوكرانيا والضغط عليها. وفي ذلك الصدد، أكّدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها بشأن المبادئ الأساسية لحماية السكان المدنيين في النزاعات المسلحة، والذي تمّ اعتماده العام 1970، أنّه لا يجوز أن يكون السكان المدنيون أو الأفراد منهم عرضة للنقل القسري وفي قرارها أيضاً بشأن حماية النساء والأطفال في حالات الطوارئ والنزاعات المسلحة، أعلنت الجمعية العامة أنّ الإرغام على النزوح القسري الذي يرتكبه المتحاربون في سياق العمليات العسكرية أو في الأراضى المحتلة، يعتبر جناية.

شاهدوا أيضا : على خطوط أوكرانيا الأمامية.. “عين الخندق”رصاصة أيضاً