سياسة صفر كوفيد تؤدي إلى مصرع عائلة من الإيغور حرقاً

يوم الخميس الماضي، وقعت كارثة إنسانية بسبب قواعد الإغلاق المفروضة، حيث لقي عشرة أشخاص حتفهم في حريق اندلع في مبنى سكني في أورومتشي urumqi عاصمة مقاطعة شينجيانغ، حسب ما نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة.

وأكدت مصادر عديدة وشهادات منتشرة على الإنترنت، أن الحجر الصحي المفروض في أورومتشي بسبب سياسةصفر كوفيدعرقل وصول رجال الإطفاء إلى مكان الحادث، ما أودى بحياة عشرة أشخاص.

ومن بين ضحايا الحريق، توفيت عائلة كاملة من 5 أفراد من بينهم 3 أطفال، بينما تؤكد مصادر صحفية أن والد الأطفال الثلاثة يقبع في معسكر من معسكرات اعتقال أقلية الإيغور المسلمة التي تعاني من أبشع أنواع الاضطهاد والتعذيب من جانب الحزب الشيوعي الصيني.

واستغاث القتلى حتى الموت دون أن يبادر أحد لنجدتهم، ومات الأطفال حرقًا بسبب سياسة الإغلاق التي تتبناها الحكومة الصينية، مثلما حرمهم الحزب الشيوعي الصيني من والدهم الذي تم اعتقاله في عام 2017.

وبعد هذه الكارثة الإنسانية، اندلعت الاحتجاجات في شوارع أورومتشي عاصمة مقاطعة شينجيانغ، وكانت بمثابة شرارة الغضب التي أشعلت المظاهرات في بعض المدن الصينية.

كيف أشعل موت عائلة من الإيغور حرقاً الاحتجاجات ضد الحزب الشيوعي الصيني؟

طفلان من الأسرة الإيغورية التي مات أفرادها حرقًا. مصدر الصورة: تويتر

بسبب صفر كوفيد.. الشارع الصيني ينتفض في وجه الحزب الشيوعي

وعقب ذلك اندلعت احتجاجات في شوارع الصين ضد سياسات الحكومة المتعلقة بمكافحة جائحة كورونا والقيود المفروضة على الشعب الصيني, في مشهد غير معتاد يحدث ربما للمرة الأولى في البلاد.

كيف أشعل موت عائلة من الإيغور حرقاً الاحتجاجات ضد الحزب الشيوعي الصيني؟

وفي الوقت الذي يحاول فيه العالم التعايش مع فيروس كورونا، تتبنى الحكومة الصينية سياسةصفر كوفيد، وتفرض قيودًا صارمة وقواعد إغلاق في مناطق متفرقة من البلاد، بينما يشتكي البعض من عدم تمكنهم من الحصول على الطعام والدواء، ونشروا نداءات استغاثة لتلقي المساعدة عبر الإنترنت.

نقل تلفزيوني مزيف لمباريات كأس العالم

وفي الوقت ذاته، حاولت الحكومة الصينية إقناع شعبها بأن هذه القيود مفروضة في العالم أجمع، حيث قامت بحجب الجماهير الحاضرة لمُباريات كأس العالم أثناء عرضها على شاشات التلفزيون في البلاد.

وقامت القنوات الصينية الناقلة لمباريات المونديال بإغلاق الكاميرات التي تنقل أجواء المدرجات، مؤكدة أن المباريات تلعب من دون جمهور.

كيف أشعل موت عائلة من الإيغور حرقاً الاحتجاجات ضد الحزب الشيوعي الصيني؟

واعتمدت بكين بحسب الصور والفيديوهات المتداولة على الإنترنت، على التركيز على اللاعبين وعدم فتح كادر التصوير على الجماهير، لمنع إظهارهم وهم لا يرتدون الكمامات.

تصرف القنوات الصينية الذي أثار موجة سخرية عالمية جاء لإقناع المشاهدين بأن العالم أجمع يطبق سياسةصفر كوفيدويتبنى إجراءات إغلاق للحد من تفشي كورونا.

سياسة صفر كوفيد تفجر موجة غضب تاريخية.. القصة الكاملة لاحتجاجات الصين

الاحتجاجات تغزو شوارع المدن الصينية

وفجّر إصرار الحكومة الصينية على قواعد الإغلاق موجة غضب غير مسبوقة في تاريخ البلاد، واندلعت احتجاجات في جميع أنحاء الصين، في مشهد اعتبر مثل القنبلة التي انفجرت في وجه الحزب الشيوعي الصيني.

وفي شينجيانغ، اندلعت احتجاجات ضد إجراءات الإغلاق، وتجمع السكان ورددوا هتافات ”ارفعوا قيود الإغلاق، وقاموا بكسر الحواجز التي وضعتها الشرطة.

الاحتجاجات لم تقتصر على إقليم شينجيانغ فحسب، بل امتدت إلى مناطق متفرقة من الصين ووصلت إلى العاصمة بكين، واندلعت مظاهرات في شنغهاي أيضًا وهتف المئات: ”تنحى شي جين بينغ، تنحى الحزب الشيوعي، في تصرف غير مسبوق لتحدي سياسات البلاد الصارمة ضد وباء كورونا.

وفي عشرات الجامعات الصينية، نظم الطلاب تجمعات ووضعوا ملصقات حزنًا على قتلى حريق شينجيانغ، وتحدثوا علانية عن سياسةصفر كوفيدفي مشهد نادر الحدوث أيضًا.

ويعتبر المراقبون أن الغضبة في الشارع الصيني ضد سياسات الحكومة والحزب الشيوعي قد تكون بمثابة نواة لثورة غضب في الصين، خاصة وأن معاناة الشعب الصيني تتزايد في ظل قواعد صارمة وسياسات قمعية تتصاعد وتيرتها يومًا بعد يوم.