مؤثرون ومدونون.. وجه الدعاية الصينية الجديد على مواقع التواصل

في عام 2021 انتشرت مقاطع فيديو على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي لفتاتين من أقلية الإيغور المسلمة في شينجيانغ، وحاولت وسائل الإعلام الحكومية الصينية والدبلوماسيين ومدوني الفيديو الأجانب إثبات أن هاتين الفتاتين مجرد مدونات عاديات.

لكن، كشف حساب يعود لشخص يدعى “فيرغوس رايان” وهو مدقق خبير في شركة ASPI السيبرانية أن الحقيقة ليست كذلك أبداً..

النساء اللواتي يظهرن في مقاطع الفيديو بإسم “غولي الصغرى” و”غولي الكبرى” وهما “شقيقتان من أقلية الإيغور” في شينجيانغ ظهرتا في مجموعة حسابات على مواقع انستغرام، وتويتر ويوتيوب وتيك توك تحت اسم “قصة شينجيانغ من غولي” رغم أن كل هذه المنصات محجوبة في الصين.

مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الوجه الجديد لـ "الدعاية الصينية" في قضية الإيغور

صورة لحساب الفتاتين على موقع تويتر

لكن في الواقع، بحسب المدقق السيبراني فيرغوس رايان، فإن المرأتين يعملن في وكالة مقرها تشنغدو في الصين وهي شركة منخرطة بشكل كبير في أعمال الدعاية المتعلقة بشينجيانغ ويظهرن في إعلان توظيف للوكالة.

تنشئ الوكالة حسابات مع المؤثرين من الأقليات العرقية ثم تعقد صفقات مع العلامات التجارية والمؤسسات للترويج لرسائلها عبر الحسابات.

مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الوجه الجديد لـ "الدعاية الصينية" في قضية الإيغور

إيصال الوكالة لتحول ريناغول إلى مؤثرة

حتى أنهم يحولون الناس العاديين إلى مؤثرين على الإنترنت، وهو ما فعلوه مع مسؤولة في حكومة شينجيانغ تدعى “ريناغول رحمان” حيث أرفق المدقق “إيصال شراء” يُظهر أن الوكالة فازت بعرض 996 ألف ين من مكتب الثقافة والرياضة والإذاعة والتلفزيون والسياحة في مقاطعة شايار لتحويل ريناغول إلى مؤثرة على منصة “دوين” الصينية ومنصات فيديو أخرى.

ريناغول لديها الآن حوالي 868 ألف متابع على “دوين” ومن الحين إلى الآخر، يقوم مسؤولو وزارة الخارجية الصينية بتغريد مقاطع الفيديو الخاصة بها.

وحدث نفس الشيء مع مقطع فيديو يظهر “غولي الكبرى” قبل إنشاء مجموعة من الحسابات لـ “قصة شينجيانغ من غولي” على مختلف المنصات.

في مارس 2021 غرد مسؤول في وزارة الخارجية الصينية بمقطع فيديو ظهرت فيه “غولي الكبرى” لكن الفيديو كان يفتقر إلى بعض المشاهد النهائية المهمة، تكشف الأطر النهائية للفيديو الكامل أنه تم “تقديمه بشكل مشترك” من قبل المكتب الإعلامي للإدارة الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وإدارة شينجيانغ للفضاء الإلكتروني وهو مكتب محلي لرئيس هيئة الرقابة على الإنترنت في الصين.

ظهرت “غولي الكبرى” واسمها الحقيقي “هورشيدم ابليكيم” في عدة مقاطع فيديو انتجتها الوكالة بتكليف من الحزب الشيوعي، وعندما غرد المسؤول مقطع الفيديو الخاص بها كانت المؤثرة الوحيدة وراء حسابات “قصة شينجيانغ” المحلية.

وقبل وصول “غولي الصغرى” إلى الساحة، أدى نجاح الكبرى على الإنترنت إلى الحصول على جوائز ومقابلات مع شينجيانغ ديلي ومجلة تشاينا نيشن وصحيفة بيبولز ديلي وكوزمو.

تم استخدام مقاطع الفيديو الدعائية الخاصة بها بشكل أساسي محليًا، ولكن تم أيضًا إنشاء نسخ باللغة الإنجليزية لبعض مقاطع الفيديو من أجل استهداف الجماهير العالمية.

وبعد فترة وجيزة من تغريدة المسؤول الصيني، تم إنشاء حسابات “قصة شينجيانغ” الأجنبية وانضمت “غولي الصغرى” إلى “غولي الكبرى”.

ظهرت “الأخوات” في عدد قليل من مقاطع الفيديو معًا لخلق الانطباع بأنهن ثنائي ولكن في الواقع حلت “غولي الصغرى” محل الكبرى.

بعدها بدأت “غولي الكبرى” بصنع مقاطع فيديو للسوق المحلي مع “دينغ زو” وهي امرأة تيبتية شابة تعمل معها في نفس الوكالة في حين بدأت “غولي الصغرى” بإنتاج مقاطع فيديو باللغة الإنجليزية للسوق الأجنبي حيث كانت “ببغاء” لنقاط حديث الحزب الشيوعي الصيني وتحدت بشكل مباشر تقارير وسائل الإعلام الأجنبية حول انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ.

مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الوجه الجديد لـ "الدعاية الصينية" في قضية الإيغور

لذلك بطبيعة الحال شكك العديد بصحة حسابات “قصة شينجيانغ” واتضح أنهم كانوا محقين في الشك حيث علق تويتر الحساب الخاص بـ “قصة شينجيانغ” وأغلقت الوكالة الحسابات على يوتيوب وتيك توك، بينما تمحور حسابهم على انستغرام حول علامة تجارية جديدة عن شينجيانغ والتبت تضم “غولي الصغرى” و”دينغ زو”.