مخيم الهول.. الأمل يخرج من وسط الألم

  • مشاريع شبابية لإبعاد الشباب عن التطرف
  • 15471 عائلة و56537 شخصا في مخيم الهول

يعيش المئات من الشباب في مخيم الهول ضمن ظروف إنسانية صعبة، ويجد الجيل الشاب الصعوبة في التأقلم مع الظروف المحيطة به، حيث يلجأ الكثير منهم إلى الالتحاق بتنظيم “داعش” ضمن ظروف ملائمة للانضمام إلى التنظيم على وجه الخصوص، وهو ما يدفع بعض المنظمات للقيام بنشاطات خاصة بالشباب لتحييدهم عن الفكر الإرهابي داخل المخيم.

منظمة اليمامة قامت بمشروع يهدف إلى تعليم الإناث والذكور اللذين لا تسمح أعمارهم الالتحاق بالمدارس، مهن مختلفة مثل الخياطة والحلاقة النسائية والرجالية، والنسيج، ومن ثم أخذهم كمتطوعين لديها، ريثما تتوفر لهم فرص عمل.

الشاب أحمد الذي يبلغ من العمر 19 عاما من مدينة حلب السورية والذي يقيم في الهول يقول لـ “أخبار الآن” إنه “وجد فرصته في هذه الأنشطة، وتمكن من تعلم مهنة الحلاقة، وبعد شهر من الالتحاق بالدورة لتعلم المهنة تمكن من حمل المقص وخلال شهرين تمكن من تعلم المهنة بإتقان”.

وأضافت أحمد أنه وجيل الشباب استفادوا كثيرًا من هذه الدورات، وأنه أحب مهنة الحلاقة، وبالرغم من “أنني أعيش بمخيم الهول لكن سوف أعمل بهذه المهنة، ولا احب أن ألتحق بأفكار متطرفة دمرت عائلتي فيما سبق”.

أما مريم ذات الـ15 عشرة عامًا وهي سورية من حلب، تقول إنها التحقت بدورة لتعلم الخياطة، وتمكنت من اكتساب المهنة خلال عدة أشهر، مضيفة أنها سعيدة وسوف تقوم بالعمل ومساعدة عائلتها من خلال مهنتها”.

وأكدت في حوارها مع “أخبار الآن” أنها حظيت بفرصة تبعدها عن بيئة مليئة بالقلق والخوف.

مخيم الهول.. ظروف قاسية وآمال بالنجاة

مخيم الهول.. ظروف قاسية وآمال بالنجاة

بعد تحرير بلدة الباغوز قبل ثلاث سنوات، على يد قوات سوريا الديمقراطية، قام الكثير من عوائل تنظيم داعش بتسليم أنفسهم مما اضطر القوات لأخذهم إلى مخيم الهول الذي يقع شرق مدينة الحسكة السورية والقريبة من الحدود العراقية.

وتجاوزت أعداد الدواعش الحد الذي يُمكن السيطرة عليه بالإضافة إلى الوجود السابق للعراقيين الذين فروا إلى الحدود السورية في حرب الخليج.

وبلغ عدد العوائل الداعشية الموجودة في مخيم الهول حسب آخر إحصائية 15471 عائلة و56537 شخصا، بينهم 18869 سوريا و29428 عراقيا، و8240 أجنبيا، جُلهم من النساء والأطفال.

ونشطت خلايا تنظيم داعش في الآونة الأخيرة في المخيم بسبب الظروف الملائمة، والضغط الكبير من العدد الهائل لعوائل داعش على قسد، والإدارة الذاتية التي ناشدت المجتمع مرارًا بأخذ رعاياهم إلى دولهم.

وأدى نشاط هذه الخلايا إلى عمليات اغتيال واسعة طالت سكان المخيم الذي شكل رُعبًا بين المدنيين في داخله.

وتقول فاطمة أم زيد عمرها 30 عامًا من مدينة الرقة: “كل شيء عشناه وجربناه الخوف بأنواعه لكن ليس مثل هذه الجرائم التي تحدث في المخيم، كل يوم جريمة بطرق مختلفة بعضها باستخدام سكين أو الخنق أو بالرصاص أو بصرف صحي وغيره، يعني نحن نموت بشكل بطيء، نحن نموت موت نفسي، إنها حرب نفسية نعيشها لا ذنب لنا بها، نحن بشر ونخاف”.

وأضافت: “سابقًا كان الطيران يقصفنا وكان بإمكاننا توقع مكان الضربة أما الآن لا نعرف على من الدور أو من سيقوم بتصفية الآخر، ونخاف نطق كلمة حق، هل هذا هو الدين والإسلام، أم هذا هو حكم القوي على الضعيف، ليس لدينا أمنيات سوى أن نخرج من هنا ونعود كما كنا سابقا ونعيش في أمن وآمان”.

أما أم عبد الرحمن وعمرها 36 عاما من مدينة حلب تقول: “أيضا بالنسبة للقتل نحن نعيش حالة رعب، أصبحنا نخاف من الليل وننتظر الصباح بفزع حتى أطفالنا يعانون الخوف ويتبولون بشكل لا إرادي من الخوف، حتى صوت الريح والهواء في الليل نخاف منه، ما هو مصيرنا هنا وهل سنعيش للغد، مخيم الهول عبارة عن مافيا وحياتنا بخطر”.