خبير نووي: يتم فحص خطط الطوارئ النووية بشكل دوري

  • تتزايد التساؤلات حول كيفية التصرف في حال تم قصف أي محطة نووية أو حدث تسرب إشعاعي
  • الوقود النووي ضروري جداً لتشغيل المفاعلات النووية، وهناك أنواع للوقود النووي
  • هناك كوادر حراسة مدربة على أعلى مستوى بحيث يمكنها صد أي هجوم خارجي على المحطة النووية

مع تزايد القصف الروسي للمناطق الأوكرانية القريبة من محطة تشيرنوبل النووية، تتزايد التساؤلات حول كيفية التصرف في حال تم قصف أي محطة نووية أو حدث تسرب إشعاعي بسبب خطأ بشري كما حصل في تشيرنوبل عام 1986.

في مقابلة خاصة مع أخبار الآن يقول الدكتور علي عبد النبي نائب رئيس هيئة المحطات النووية المصرية سابقاً، خبير في المجال نووي إنه في حال تم قصف المحطات النووية بقذائف صاروخية او قذائف عادية أو حتى تم تخريبها من الداخل من قبل مجهولين، فإن ذلك سينتج أضراراً  كبيرة.

مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية تأمين الوقود النووي عبر العالم وتفتيشه ومراقبته

د. علي عبد النبي

الجدير بالذكر بحسب الخبير المصري أن المحطات النووية أو مراكز إجراء الأبحاث النووية تحتوي على الوقود النووي، وهنا مكمن الخوف بأن يتم انتشاره أو تسريبه إلى البيئة المحيطة لأنه سيتسبب بأضرار كبيرة جداً للأحياء الموجودة في المنطقة.

ويؤكد الدكتور عبد النبي أن الوقود النووي ضروري جداً لتشغيل المفاعلات النووية، وهناك أنواع للوقود النووي: الأول تم العمل به لمدة سنة أو سنتين ويتم تخزينه في احواض مائية خارج المفاعل لمدة عشر سنوات أو عشرين سنة، وهناك وقود موجود داخل الموقع أو المفاعل النووي والذي يكون جديداً.

خبير نووي: خطط الطوارئ مهمة جداً في حال تسرب مواد مشعة

 

يضيف الخبير النووي أنه في أيام السلم يتم تأمين الوقود النووي داخل المحطة ذاتها، إذ يكون فيها كوادر حراسة مدربة على أعلى مستوى بحيث يمكنها صد أي هجوم خارجي وهذه الكوادر تكون مسلحة بشكل نوعي، إضافة إلى تدخل الجيش في حال الطوارئ.

وعن خطط الطوارئ يقول الدكتور عبد النبي إن هناك خطط طوارئ في حال حدوث كارثة، حيث يتم إيقاف المحطة النووية وإخلاء العاملين فيها إضافة إلى القاطنين في المناطق القريبة منها.

بينما في أيام الحروب تكون العملية عشوائية، فقد يتم قصف المحطة النووية بصاروخ أو قذيفة وفي هذه الحالات يجب زيادة فرق التأمين التي تحمي المحطة إضافة إلى الجيش الذي يجب ان يتواجد بأقصى سرعة لحماية المحطة النووية.

وفي هذه الحال تعتبر موافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهمة جداً، لأن مهمة الوكالة تأمين الوقود النووي عبر العالم وتفتيشه ومراقبته.

يقول الخبير النووي إنه عادة يتم اختبار خطط الطوارئ في المحطات النووية لكي تبقى على أتم الاستعداد لأي طارئ أو هجوم أو حتى تسرب إشعاعين ويتم اختبار خطط الطوارئ مرات عديدة خلال العام، ويتم الموافقة عليها وإن كان هناك أي تحديثات فإنها تضاف إلى الخطة الأصلية.

خبير نووي: خطط الطوارئ مهمة جداً في حال تسرب مواد مشعة

ويشير الدكتور عبد النبي إلى أن خطط الطوارئ تعتبر مهمة جداً وخاصة في حال تسرب مواد مشعة خارج المفاعل النووي، ولنا أن نستذكر الكوارث التي حصلت في تشيرنوبل عام 1986 بسبب التسرب الإشعاعي الذي وقع حينها، إذ لم يكن لديهم خطط طوارئ ما جعل رجال الإطفاء العاديين يقومون بإطفاء الحريق وهذا خطأ كبير، لأنه يجب رمي مواد تمتص الإشعاع النووي وليس المياه.

يؤكد الخبير النووي أن الشيء المهم أنه يجب الموافقة على خطط الطوارئ سواء داخل كل دولة فيها مفاعلات نووية أو جهة عالمية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

أيضاً هناك خطط الإخلاء التي تعتبر هامة لسيطرة على مكان الحادث داخل المحطة النووية في حال حصول أي كارثة ومهما كان نوعها، وهنا يجب الإخلاء بعكس اتجاه الرياح لكي لا يتم التأثر بالغبار النووي أو بالإشعاع النووي

ويختم الدكتور عبد النبي حديثه بالقول إن هناك فرق مدربة على الحرب النووية وهذه فقط يمكنها الدخول إلى المواقع النووية لتنفيذ عمليات التطهير والتعقيم وتقليل كمية الإشعاع في البيئة.