“حراس الدين” اتهم هيئة تحرير الشام بالتنسيق مع التحالف للتخلص من قياديي الحراس

 

نشرت منصات دعائية محسوبة على هيئة تحرير الشام، المسيطرة على إدلب السورية (شمال البلاد)، تفاصيلًا جديدةً عن الخلافات بين الهيئة وتنظيم حراس الدين، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

ونشرت قناة “الشمالي الحر”، عبر تطبيق تيليجرام للتواصل الاجتماعي، والمحسوبة على “الإعلام شبه الرسمي/ الرديف” للهيئة صورًا لاتفاقات أبرم في فبراير/ شباط 2019، بين “تحرير الشام” وتنظيم حراس الدين، وينص على وقف التحريض الإعلامي المتبادل بين الطرفين، وضبط آلية انتقال المقاتلين بين الهيئة والتنظيم، والاتفاق على الحاكم إلى المحاكم التي أنشأتها الهيئة في الشمال السوري والتابعة لما يُعرف بوزارة العدل في الحكومة المؤقتة (تُسيطر عليها تحرير الشام).

وقالت القناة المحسوبة على الهيئة، إن التيار الأكثر تشددًا داخل تنظيم حراس الدين بزعامة “أبوذر المصري”، و”أبويحيى الجزائري” اعترضوا على الاتفاق المبرم مع “تحرير الشام”، وأنكروا على قيادة حراس الدين وصفها للهيئة بأنها “جماعة جهادية”، متهمين قيادتهم بالانبطاح وتمييع قضية الخلافات بين الطرفين، ومن ثم قرر أبوهمام الشامي، أمير تنظيم حراس الدين، فصلهما بسبب تهديدهم لسيطرته على مقاليد الأمور داخل التنظيم.

وأضافت “الشمالي الحر” أن نحو 300 من كوادر تنظيم حراس الدين رفضوا الاتفاق المبرم مع هيئة “تحرير الشام”، وطالبوا بمحاكمة شرعية لأبي همام الشامي، لتوقيعه على هذا الاتفاق، وفي هذه الأثناء، أعلن “أبو عبيدة يوسف المنصور”، نائب الإداري العام للحراس، و”أبو حليمة المغربي”، الطبي العام للتنظيم، انشقاقهم عنه، كما نقضت جماعة “أنصار الحق” والتي تضم جهاديين أجانب ومحليين، بيعتها لـ”الشامي”، لنفس السبب.

وبدوره، قرر أبوهمام الشامي، منع أبو يحيى الجزائري من الدخول إلى مقرات التنظيم، وذلك بدعوى تحريضه على القيادة العامة لـ”حراس الدين”، ونشره للفتنة.

واعتبرت قناة “الشمالي الحر” أن الصراعات الدخلية في تنظيم حراس الدين وموقف تياراته الداخلية من هيئة تحرير الشام، هي السبب في تشظيه وانقسامه الحالي.

في المقابل، قالت قناة “رد عدوان البغاة”، المحسوبة على تنظيم حراس الدين، إن هيئة تحرير الشام تسعى للفت الأنظار بعيدًا عن الدعوة التي أطلقها أبوهمام الشامي، قبل أيام، والتي تحث قيادة الهيئة على التحاكم لـ”أبي قتادة الفلسطيني”، أو لمحكمة مستقلة، من أجل حل الخلافات الثنائية بين الطرفين، واصفةً تلك الخطوة بأنها “محاولة للهروب من التحاكم للشرع”.

وكان أبوهمام الشامي، أمير تنظيم حراس الدين، نشر بيانًا، أمس الأول، قال فيه إن قيادة هيئة تحرير الشام تتهرب من اللجوء لـ”محكمة شرعية مستقلة”، لكي لا تقر بأخطائها في ملاحقة واعتقال كوادر تنظيم حراس الدين واستيلائها على أسلحته الثقيلة، مضيفًا أن إعلام الهيئة الرسمي والمناصر (الرديف) أطلق حملة ضد “حراس الدين”، منذ نشره بيانه الأول في 15 سبتمبر/ أيلول الجاري.

وأضاف “الشامي” أن إعلام الهيئة الرديف نشر تفاصيل خلافات سابقة داخل حراس الدين، لصرف الأنظار عن دعوة التحاكم إلى جهة مستقلة، وحل الخلافات بين الهيئة والحراس.

وألمح “الشامي” إلى أن تنظيمه قد يُقاتل هيئة تحرير الشام لأنها تمتنع عن تحكيم الشريعة بقوة السلاح، مستشهدً بفتوى سابقة أصدرها الشرعي العام للهيئة “عبد الرحيم عطوان” ضد تنظيم داعش، إبان الشقاق الجهادي بينه وبين جبهة النصرة (نواة هيئة تحرير الشام) في عام 2014.

واحتدم الخلاف، مؤخرًا، بين هيئة تحرير الشام وتنظيم حراس الدين، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وذلك بعد مرور نحو عام على قيام الهيئة بإلقاء القبض على عدد من قيادات “الحراس” البارزين، ومصادرة السلاح الثقيل له.