حركة النهضة تضطهد معارضيها حتى من طلبة الجامعة

  • يعتبر الفضاء الجامعي مكان محبذ للمنتمين لحركة النهضة في تونس
  •  رحمة خشناوي ضحية لامتداد نفوذ الحركة داخل الجامعة
  • تم سجن رحمة وطردها من الجامعة بسبب اختلاف آراء مع منتمين للنهضة

 

تتبعات ومضايقات للشباب، وانسداد أفق التشغيل والدراسة، كل هذا وأكثر أصبح أبرز هواجس الشباب التونسي اليوم خاصة إبان حكم حركة النهضة.

الطالبة رحمة خشناوي أحد أبرز الأمثلة التي تعبر عن استياء هذه الفئة من منظومة سياسية كبلت طاقات شبابية كان من الأجدر الاستفادة منها لتطوير الاقتصاد والبنية الاجتماعية في تونس.

60 يوما هو مجموع الأيام التي قضتها رحمة الخشناوي بين أسوار سجن منوبة للنساء، وذلك بعد اتهامها بجملة من الخروقات داخل الحرم الجامعي منها السب والقذف وتعطيل سير العمل والامتحانات وآخرها احتجاز مدير ومحاولة قتل.

تهم تعتبرها الشابة التونسية التي لم تتجاوز العقد الثالث من عمرها كيدية، لا جدوى منها سوى إبعادها عن العمل النقابي داخل الجامعة.

تحكي لنا رحمة بحُرقة تغير مسارها الأكاديمي، وهي اليوم بنظر الدولة التونسية لا تحمل سوى شهادة الباكالوريا، امتحان وحيد كان يفصلها على الظفر بشهادة الإجازة أو ختم المرحلة الأولى من التعليم العالي, هي اليوم عاجزة عن الالتحاق بزملائها في الجامعة وتخسر سنة إضافية من عمرها بعد إقرار طردها نهائيا من الجامعة.

وعند سؤالها عن حيثيات حكايتها قالت رحمة: “دخلت 3 مرات إلى سجن منوبة في إطار الإيقاف طبعا، تم طردي على أساس وقوع عنف مع شباب حركة النهضة بالجامعة، هذا السبب دفعني إلى دخول السجن لمدة 15 يوما في مرة أولى وفي مرة ثانية أمضيت 25 يوما في السجن.

سجن منوبة في تونس أين تم سجن رحمنة بسبب اضطهاد حركة النهضة لها

 

 قمنا بالإضرابات والاعتصامات ولكن بطريقة أو بأخرى يجب أن يتم طردك، في المرة الأولى تم طردي على أساس وقوع عنف مع شباب حركة النهضة بالجامعة، على هذه الشاكلة كتبت التقارير وهم من توجهوا بهذه التقارير للإدارة”.

تعتبر رحمة اختلافاتها الايديولوجية مع شبان الحركة الإسلامية سببا في ما آلت إليه أوضاعها، خاصة مع تواتر إيقافها في السجن خلال الأشهر القليلة الفارطة وهو ما أثر على مردودها الدراسي.

 يبدو أن رحمة لم تكن الوحيدة التي تعرضت لمضايقات من هذا القبيل فزميلتها في الجامعة وردة عتيق ورفيقتها بنفس المنظمة الطلابية عبرت هي الأخرى عن أسباب محاولات إقصائهم.

وردة عتيق تعرضت للمضايقات من حركة النهضة

 

تونس وان تقدمت في مؤشرات حرية التعبير والصحافة منذ 2011، إلا أن التخوفات من استرجاع منظومة الاستبداد أضحت جلية حيث ألقت أحزاب ومنظمات حقوقية تونسية، صرخة فزع تحذر من عودة الممارسات القمعية وتراجع مستوى الحريات، ولعل خروج الشباب للتظاهر هذا الشهر أبرز ترجمة لرفضهم منظومة سياسية فشلت في احتوائهم بمختلف انتماءاتهم.