تعيش إيران أزمة اقتصادية حادة انعكست بشكل هائل على أسعار المواد الغذائية، التي يرافقها تراجع كبير في قيمة العملة المحلية، والمواطنون هم الضحايا.

الكثير من الإيرَانيين باتوا غير قادرين على تأمين حاجياتهم كما قبل, نظراً لتدني القدرة الشرائية، في حين أن بعض أصناف الطعام قد باتت نادرة، والحصول عليها أصبح أمراً صعباً.

وللاطلاع على ظروف تقلبات أسعار الغذاء والواقع المعيشي، جالت كاميرا “أخبار الآن” في العاصمة طهران، وأجرت لقاءات مع العديد من المواطنين الإيرانيين الذي أعربوا عن غضبهم إزاء ما يشهدونه من تدهور للواقع الاقتصادي والمعيشي.

وأجمع الكثيرون على أنّ الأسعار ارتفعت بشكل كبير، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنه لا توجد إدارة ورقابة على أسعار السلع، الأمر الذي يؤكد عمق الأزمة وتجذرها.

وفي حديث لـ”أخبار الآن“، يقول أحد باعة اللحوم في إيران إنّ “سعرها أصبح باهظاً ولا يستطيع الناس تحمّله”،

ويضيف: “لقد ارتفع السعر 3 أو 4 مرات أعلى من العام الماضي. إنّ ما شهدناه هو ارتفاع جنوني فعلاً، ونسمع أن السلطات ستقوم بإدارة الأسعار وتخفيضها، إلا أنها ما زالت باهظة كثيراً”.

وفي هذا الاطار، تناقلت وسائل إعلام عالمية مقطع فيديو من مدينة نيكشهر بمحافظة سيستان وبلوشستان، يظهر قيام عدد من الأشخاص بمهاجمة محل لبيع الدواجن ونهب محتوياته، وذلك بعدما أصبح الدجاج من المواد الغذائية النادرة في إيرَان.

ووفقاً للتقارير، فإن أسعار الدجاج في إيرَان ارتفعت بشكل كبير، كما أنه لم يتوفر في الأسواق منذ أشهر عديدة.

من جهة أخرى، قال أمين لجنة مستوردي الأرز في إيران، مسيح كشاورز، إن 15 مليون مواطن فقط في البلاد – اقل من 19%- هم من يملكون القدرة على شراء الأرز.

وكانت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) قد أفادت في وقت سابق في تقرير لها بأن أسعار الأرز المستورد ارتفعت في بداية العام الإيراني الجاري (بدأ يوم 21 مارس/ آذار الماضي) بنحو 150 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأفادت “رويترز” في مارس (آذار) الماضي بأن الشركات والتجار الهنود لم يقبلوا توقيع عقود جديدة لتصدير مواد غذائية مثل السكر والأرز والشاي، بسبب انخفاض قيمة ذخائر الروبية لإيران.

إضافة الى ذلك,  تظهر إحصاءات وزارة الاقتصاد الهندية للشهرين الأولين من العام الجاري، أن إجمالي صادرات البلاد إلى إيران انخفض بنحو 60 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020 وبلغ 202 مليون دولار.

إلى ذلك ما تؤكد عليه الأزمة القائمة هو أنّ النظام الإيراني فشل في إدارة شؤون البلاد، خصوصاً أنه بات صعباً على الناس تأمين غذائهم. وفي حال أراد المواطنون التحرّك ضدّ السلطة للمطالبة بحقوقهم ولتغيير الواقع الصعب والمرير، فإنه ستتم مواجهتهم بشكلٍ كبير من قبل أجهزة الأمن وقوات القمع الخاضعة لسلطة النظام.