مع تفشي أزمة كورونا، فرضت كوريا الشمالية قيوداً صارمة ومجحفة بحق السكان، ما اعتبره خبراء حقوقيون بمثابة “انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان”، خصوصاً بعد أن أعلنت الصحف الكورية الشمالية عن تنفيذ أمر إعدام بعد قيام شخص مصاب بكوفيد – 19 باختراق قواعد الحجر الصحي، إلى جانب القرارات الحكومية التي أمر بها الزعيم الكوري الشمالية كيم جونغ أون والمتمثلة بحظر الصيد وغلاق العاصمة بيونغ يانغ بشكل كامل.

إجراءات غير مفهومة

ومع كل هذه الإغلاقات والإجراءات الاحترازية تتخذ كوريا الشمالية، إجراءات “غير مفهومة” وفق الخبراء، إزاء السكان بتقييد حركتهم ومنعهم من التواصل مع العالم الخارجي، ومنعهم من الحديث عن كل ما يتعلق بالفيروس في مدنهم، وفق ما أكدت صحف على دراية بالأوضاع الكورية الشمالية، فيما نقلت مصادر رسمية لصحف صينية أن الزعيم الكوري الشمالي تلقى جرعات من لقاحات صينية مضادة لفيروس كورونا المستجد هو وعائلته والمقربين منه.

وقالت المصادر إن هذه اللقاحات حصل عليها بسبب قرب علاقته مع الصين فيما باقي الشعب الكوري الشمالي ممنوع من الحركة والتنقل، لا بل يعاقب كل من يخرج من منزله بالإعدام وهي عقوبة لا تتوافق مع الخطأ الذي ارتكبه الشخص، فالإعدام – بحسبهم – عقوبة فظيعة، لكن تنفيذها يدل على فجاجة النظام الكوري الشمالية وانتهاكه لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان.

وتمتلك الصين 3 لقاحات مضادة للفيروس التاجي وهي سنوفارم وسنوفاك وكانسنوبيو.

وكانت سنوفارم قالت إن مليون شخص صيني تلقى لقاحها خلال التجارب السريرية، وهو اللقاح الذي شارك في تجارب سريرية خارج الصين؛ ولم تعلن أي من الشركات الصينية عن نتائج الاختبارات التي تجريها حتى الآن، فيما يعزو خبراء ذلك بأن التجارب لم تقم في دول شهدت تفشي عالي للفيروس.

الإعدام عقوبة خرق الحجر الصحي

وإزاء الإعدام الذي نفذ علنا، فقد وقع في 28 نوفمبر الماضي، وذلك بعد 8 أيام فقط من القبض على رجل في الخمسينات من عمره أثناء محاولة تهريب على الحدود مع الصين، ما يعد خرقاً لتعليمات الحجر، وبحسب تقارير إعلامية، فإن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، أعدم مسؤولين اثنين، على خلفية تداعيات الوباء.

وقال الصحافي المختص في الشؤون الكورية محمد صلاح الدين لـ “أخبار الآن”: “هذه الانتهاكات ليست جيدة على كوريا الشمالية، وقد جاء عدد منها لحدوث أي إصابات بكورونا، لكن ذلك ليس سهلا ويتطلب تنفيذ إجراءات أكثر صرامة.

وأضاف صلاح الدين أن “النظام الصحي في كوريا الشمالية مهترئ للغاية ويعاني أزمات كبرى”، قائلا: “لا نستطيع القول بعدم وجود حالات إصابة بكورونا في كورونا الشمالية”.

وأشار إلى أن النظام الصحي علق استخدام المرافق ويعمل على تعقيمها عدة مرات خلال اليوم، كما لفت إلى أن “مسألة التفاوض في كوريا الشمالية يجب أن ترتبط بحقوق الإنسان”.

وبين أن إدارة ترامب كانت تتغاضى عن مسألة حقوق الإنسان من أجل التوصل إلى اتفاق نووي، واختتم قائلاً: “أعتقد أن الأمر سيتختلف بمجيء بايدن إلى البيت الأبيض”.

كورونا لم يصل كوريا الشمالية

وكانت كوريا الشمالية نفت غير مرة تفشي فيروس كورونا في البلاد على الرغم من أن الفحوصات الأسبوعية للفيروس لا تتجاوز 1600 فحصاً فقط، وتأكيدا لذلك بث التلفزيون الحكومي الكوري الشمالي قبل فترة وجيزة مشاهد لعرض عسكري ضخم حضره الزعيم كيم جونغ أون احتفالاً بالذكرى الـ75 لتأسيس حزب العمال الشيوعي الحاكم، وظهر جميع المشاركين بالعرض بالإضافة إلى الجماهير المشاهدة دون الكمامات الواقية ولم تراع قواعد التباعد الاجتماعي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وبحسب خبراء، فقد أراد الزعيم الكوري الشمالي من ذلك أن يوصل رسالة إلى العالم بأنه قادر على مكافحة الفيروس وأنه ونتيجة لسياسة العزلة التي تتخذها كوريا الشمالية فإن بلاده نجت من فيروس كورونا، وأن الفيروس لم يتسلل مطلقاً إلى البلاد وأن الوضع الصحي في كوريا الشمالية مسيطر عليه.