أدخل مقتل عبدالملك دروكدال، زعيم تنظيم القاعدة السابق في بلاد المغرب الإسلامي، التنظيم المتطرف في دوامة من أجل اختيار زعيم جديد ينفذ أجندته الإرهابية. وبعد مشاورات جاء تعيين أبو يوسف عبيدة العنابي، وهو أمر لم يكن مفاجئاً نظراً لقلّة خيارات التنظيم المتطرف، وعجزه عن تعيين قائد جديد يتمكن من تنفيذ الأجندة الإرهابية.

ويعود ذلك إلى أنّ أيدلوجية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي يرأسه العنابي، وممارساته الدموية، أدّت إلى نفور المسلمين تماماً في كلّ أنحاء العالم، وهو ما صعّب على المنظمة التجنيد أو الحصول على أيّ تمويل لتنفيذ عملياته الإرهابية، على ما يرى خبراء مختصون في شؤون الجماعات المتطرفة، قالوا إنّ العنابي حاول أنّ يستغل براغماتية في التعامل مع قضايا بلاد المغرب، لكن اختياره بحدّ ذاته يظهر مدى ضعف التنظيم”.

وكان العنابي ظهر كجهادي نشط منذ أوائل التسعينيات عندما كانت الجزائر تخوض حرباً وجودية مع المتطرفين، وأعلن عن مبايعة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لأيمن الظواهري.

العنابي يميل لجذب الجماعات المحلية

وقال الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة مامادو سنكرا لـ “أخبار الآن” إنّ العنابي يميل لجذب الجماعات المحلية للتعامل مع الجماعات المحلية بسبب نفورها من الحركة الإرهابية، لافتاً إلى أنّ “كسب الجماعات المحلية من شأنه أن يسهل حركة الجماعة المتطرفة”. وأشار إلى أنّ أكثر جنود الجماعة الإرهابية هم من الجماعات المحلية”. كما أوضح سنكرا أنّ العنابي اليوم يريد أن يعرف كيف يتعامل مع منافسيه، وأبرزهم جماعة أنصار الدين التي تتحكم في أمور الجماعة في مالي ودول شمال أفريقيا.

“محارب دعاية”

ويعد العنابي خياراً ضعيفاً نظراً لكونه لا يمتلك خبرة قتالية كافية، كما يوصف بأنّه “محارب دعاية” فقط نظراً لطبيعة الدور الذي تقوم به عمليات تنظيم القاعدة الإرهابي في بلاد المغرب الإسلامي التي تتمّ في الغالب الأعم في إطار الدعاية الإرهابية، ما يخلق له منافسون داخل التنظيم المتطرف.

وبنى العنابي صورة تتوافق مع الواقع الجديد لانهيار هيكل القاعدة، ما يعني نهاية عملية للأجندة الإرهابية العالمية على الرغم من أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عازم على بذل قصارى جهده للبقاء على قيد الحياة، من خلال استغلال المظالم المحلية والقضايا العرقية للسكان.

في المحصلة، ونتيجة لضعف العنابي يرجع مختصون السبب واحد وراء محاولة الإرهابيين الموالين للقاعدة في شمال أفريقيا الاستفادة من قيادته، امتلاكه السمات المناسبة لمحاولة إنقاذ الجماعة المحلية من الانهيار على أنقاض التنظيم المتهالك، لكن ذلك من خلال بث الدعاية فقط، ما يشير فعليا إلى نهاية حتمية للتنظيم.