أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

مع حلول الذكرى التاسعة عشرة لهجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، يعيشُ تنظيم القاعدة، في حالةٍ من الفوضى، بعدما عانى هذا العام من انتكاسات وخسارة قادةٍ على جبهات عدة. ونستعرض أدناه أهم وأبرز الانتكاسات التي تعرض لها التنظيم مؤخراً.

ظلّ زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري غائباً بشكل غير معهود منذ أشهر ما أثارَ تكهنات من قبل الجهاديين المنافسين للقاعدة ومراقبين بأنه قد يكون ميتاً أو عاجزاً.

ويقول خبراء في الجماعات المتشددة إن هناك استياء من أنصار القاعدة بسبب سلوك قادة التنظيم بدءاً بالظواهري مروراً بسيف العدل الذي يقيم في إيران، وكيف وصل تنظيم القاعدة إلى أسوأ حالاته ما أثار شعوراً بالإحباط بين أنصاره.

سوريا

“حراس الدين” فرع التنظيم غير المعلن رسمياً في سوريا تعرض لانتكاسات عدة حيث تعرض عناصره الى حملة اعتقالات شنتها تنظيمات منافسة في ريفي إدلب وحلب وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، كما تعرض عناصر من التنظيم الى اغتيالات نفذتها طائرات مسيرة.

مساء الأحد ١٤ يونيو، شهد أحدى أبرز الضربات التي تلقاها التنظيم في سوريا، حيث استهدفت طائرة مسيرة مركبة كان يقودها خالد العاروري أبو القسام الأردني، القائد العسكري لحراس الدين. كان معه القائد الميداني بلال الصنعاني، قائد جيش البادية، أحد أهم مكونات الحراس.

أبو القسام كان صهر أبي مصعب الزرقاوي وذراعه الأيمن. كان من قيادات القاعدة الذي فرّوا إلى إيران بعد غزو أفغانستان.

ووصلت حالات الانقسام ومحاولات الإقصاء بين التنظيمات المتشددة في إدلب إلى ذروتها، إذ أقدم تنظيم “حراس الدين” في حزيران الماضي، وبالاتفاق مع أربعة فصائل أخرى على إنشاء غرفة عمليات جديدة برئاسته، وفي خطوة جديدة سلطت الضوء على تضارب مواقف التنظيمات المسلحة حول مسألة وقف إطلاق النار ومستقبل إدلب بشكل عام من جهة، وسلطت الخطوة الجديدة الضوء أيضا على عدم امتثال التنظيم وبقية الفصائل لسطوة “هيئة تحرير الشام” وزعيمها أبو محمد الجولاني.

اليمن

في اليمن ومع بداية عام 2020 كشفت مصادر إعلامية يمنية عن “خلافات كبيرة” نشبت داخل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، على خلفية تعيين “خالد باطرفي” في قيادة التنظيم خلفاً لـ”قاسم الريمي” الذي قتل في غارة أمريكية نفذتها طائرة بدون طيار في اليمن أواخر يناير الماضي.

وألمح بيان للتنظيم إلى أن اختيار “باطرفي” لم يكن بالإجماع، وجاء في البيان “تم أخذ رأي أكبر قدر ممكن من شورى الجماعة وأعيانها” في اختيار القائد الجديد.

وكشف مقطع فيديو نشره تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في شباط (فبراير) الماضي، أن الجواسيس الداخليين لا يزالون يمثلون المشكلة الرئيسية للتنظيم.

والفيديو المنشور والذي تصل مدته إلى 64 دقيقة يظهر قرار لتنظيم القاعدة بجزيرة العرب وهو العفو العام عن الجواسيس.

والفيديو الذي يتمحور على الجواسيس، هو الحادي عشر للتنظيم حول نفس القضية منذ 2014، وخلاله يقدم مجموعة من الجواسيس داخل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب اعترافاتهم وندمهم.

وضمن التصدعات الواضحة في تنظيم القاعدة، تناقلت حسابات مؤيدة لتنظيم داعش في نيسان (أبريل) الماضي، وثيقة تظهر خلافات حادة داخل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، طالب فيها عدد من أفراد التظيم بمحكمة مستقلة للفصل في الخلافات، حيث تم رفض طلبهم، مما دعاهم لطلب تدخل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

المغرب العربي وشمال أفريقيا

مضى أكثر من شهرين على قتل عبدالملك دروكدال، أبي مصعب عبدالودود، زعيم تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا. ولم يُعين خليفة له بعد.

وتسبب قتله في حالة من الاضطراب والشرذمة في التنظيم لا تختلف عمّا يعاني منه التنظيم الأم. ويُتوقع أن تتعمق الخلافات داخل قاعدة شمال إفريقيا حول ما إذا كان بإمكانهم الالتزام بالسمع والطاعة للقاعدة الأم.

دروكدال كان دائماً يسيطر على وسائل الاتصال مع القاعدة المركزية ولا يسمح لأي قائد آخر بتجاوزه. والرسائل التي عُثر عليها في تمبكتو بعد تحريرها في ٢٠١٣ تشهد على ذلك.

وفي حديثه لأخبار الآن قال الباحث جيو سياسي لاغا شقروش إن مختار بلمختار من بين الأسماء المرشحة لخلافة دروكدال.

وفي آذار (مارس) الماضي، أعلن “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” مقتل القيادي التونسي سيف الله بن حسين الملقب بـ “أبي عياض” في مالي إثر غارة فرنسية.

ونشر التنظيم مقطع فيديو في موقع “العماد” يعلن فيه مقتل بن حسين فضلا عن قادة آخرين.

ويأتي الإعلان بعد عام من مقتل الجزائري جمال عكاشة الملقب “يحيى ابو الهمام” الذي أعلنت عنه الحكومة الفرنسية في 22 شباط (فبراير) 2019.

وبحسب مراقبين فإن التنظيمات في شمال افريقيا ترتكز على قرار القيادة و إذا تم تصفية القادة فإن هناك تأثيرات كبيرة على التنظيم الذي فقد الامتداد الجماهيري و الشعبي في منطقة المغرب العربي، مشيرين إلى أن التنظيم الإرهابي ممول من طرف تجار الأسلحة.

ومقتل زعماء القاعدة شتت التنظيم وجعله قاب قوسين من الاندثار، وتشن دول عدة حرباً ضده ولا تزال لدحره و تجفيف منابعه.

الصومال

عقب دحرها من العاصمة عام 2011، فقدت جماعة الشباب أهمّ معاقلها، لكنّها لا تزال تحتل مناطق ريفية واسعة في الصومال تنطلق منها لتنفيذ هجمات عسكرية وعمليات انتحارية.

ويقدّر خبراء أعداد مقاتلي الجماعة حالياً بما بين 5 آلاف و9 آلاف عنصر.

في موازاة ذلك، أسست “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، التي يتركز نشاطها في مالي وتقوم بتنفيذ عمليات أيضا في بوركينا فاسو وأحيانا في النيجر، في آذار (مارس) عام 2017.

وتعتبر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ثاني أنشط الفروع المنبثقة عن تنظيم القاعدة بعد جماعة الشباب في الصومال، وتركز هجماتها إلى حد كبير على القوات المحلية والأجنبية، وغالبا الفرنسية، في منطقة الساحل.

إلا أنه وخلال الأشهر الأخيرة، يبدو أن الجماعة انشغلت بمعارك ضد تنظيم داعش.

وفي شباط (فبراير) الماضي، أبدت الجماعة استعداداً للدخول في محادثات مع حكومة مالي، إلا أنه ومع الإطاحة بالحكومة في آب (أغسطس) وتشكيل حكومة أخرى جديدة من خلال انقلاب عسكري فإن حظوظ الجماعة وخطواتها المقبلة غير واضحة.

ووفقاً لمراقبين ومختصين في شؤون الجماعات المتشددةة فإن تراجع تنظيم القاعدة يعود كذلك إلى عوامل عدة من أبرزها سطوع نجم داعش قبل الهزيمة التي لحقت به في سوريا والعراق، والغموض الذي يلف مصير قادة القاعدة، وبدون أدنى شك الخلافات بين قادة التنظيم.

وفي المحصلة يكادُ يجمعُ المتابعون لملف القاعدة أن التنظيم تحول بشكل جذري منذ مقتل زعيمه والأب الروحي له أسامة بن لادن في 2 أيار (مايو) عام 2011، من قوة ضاربة تنفذ عملياتها في شتى بقاع الأرض إلى مركز تجميع لخطابات يبعثها زعيمه الجديد أيمن الظواهري بين فترة وأخرى للتذكير بوجوده ووجود التنظيم ليس إلا.