أخبار الآن | طرابلس – لبنان (خاص)

في طرابلس اللبنانية بدأت أعمال تصفيح الأبواب والنوافذ العائدة لمالية طرابلس، من ضمن الاحتياطات التي يتّخذها عدد من المؤسسات والمصارف وبعض المحلات المعده لبيع المواد الغذائية وبعض الصيدليات، بعد التعديات التي طالت عدداً من المصارف في المدينة وآخرها مالية طرابلس بعد القاء قنبلة مولوتوف في محاولة لإحراقها

فلا يخفى على احد ان وضع عاصمة لبنان الشمالي يغلي جراء الوضع الإقتصادي الصعب والذي زاد عليه حظر كورونا.

هذه منطقة التبانة إحدى المناطق الأكثر فقراً في مدينة طرابلس شمال لبنان، كل شيء هنا يوحي بما تخفيه هذه البيوت خلف جدارنها، قصص حرمان، تجعل من حزام البؤس هذا، قابضاً بقوّة على مفاصل الحياة فيها. الوجع هنا لا يُحتمل، ومع ذلك تحبس عائلات كثيرة في المنطقة شكواها.

حي التنك في منطقة الغرباء، إسمَان يدلّان على حال السكانّ هنا، منازل بالكاد تقي حرّ الشمس صيفاً، والأمطار والرياح شتاءً، فيما السقوف ألواحٌ من التنك، لكن المشهد لا يتوقف عند هذا الحد من التقهقر، إذ تجاور البيوت القبور، لتتبادر إلى ذهنك عبارة نحنا والأموات جيران.

عاصمة لبنان الشمالي تغلي على وقع انعدام القدرة الإقتصادية التي فاقمها حجر كورونا

أم محمد – مواطنة من طرابلس

بخطى ثقيلة تسير أم محمد بين ممرّات هذا الحي وقد أنهكتها مرارة السنين. تعيش هذه السيّدة المسنّة في منزل أقل من متواضع، لكن رغم كلّ هذا العناء، تحمد الله على كلّ شيء، لكنّها تشكو لـ”أخبار الآن” وضعها الصعب. “أحياناً نقوم بتذويب النِشاء مع الماء لإطعام أطفالنا، وفي بعض الأحيان “نتحصّل” على 5 آلاف ليرة كمصروف، وحيناً آخر قد تصلنا ربطة من خبز من هنا أو هناك…”.

وعمّا إذا كانت العائلة قادرة على إعداد إفطار كما باقي العائلات خلال شهر رمضان المبارك، تقول أم محمد حتى إنّ إفطارنا في هذا الشهر يحاكي وضعنا الإقتصادي المتدهور، ودائماً ما نتلقى وعوداً بالمساعدات، البعض نحصل عليها البعض الآخر لا يأتي”.

عدنان، نجل أم محمد، هو أبٌ لـ4 أولاد يعيشون في هذا الحي أيضاً الذي يفتقد إلى أدنى معايير الحياة الكريمة، يصف الوضع بالمأساوي، وهو يُعتبر في الوقت الراهن في عداد الأشخاص العاطلين عن العمل، متحدثاً لـ”أخبار الآن” في هذا الإطار عن مفاعيل المزاحمة الأجنبية في السوق اللبناني، إذ أن دخله اليومي في حال توفر، فهو لا يتعدّى الـ20 ألف ليرة أو الـ30 ألف لبنانية، فيما الحاجة تفوق ذلك.

عاصمة لبنان الشمالي تغلي على وقع انعدام القدرة الإقتصادية التي فاقمها حجر كورونا

عدنان – مواطن من طرابلس

الغلاء المعيشي الذي يقبع تحت وطأته لبنان بشكل عام، ليس جديداً على مدينة طرابلس، فهي تعيش منذ سنوات عديدة وضعاً إقتصادياً صعباً علماً أنّها تحتوي عدداً من المرافق الحيوية، لكنّها معطّلة بفعل الخلافات والحسابات السياسية على أنواعها، ولطالما كانت المدينة تدفع الفاتورة تلو الأخرى، لتعود عجلاتها سنواتٍ إلى الوراء بدلاً من التقدم.

يقول رئيس بلدية طرابلس رياض يمق لـ”أخبار الآن”، إنّ نسبة البطالة في بعض المناطق بالمدينة مرتفعة جدّاً، وقد ازدادت هذه النسبة مع تفشّي فيروس كورونا، مشدداً على أنّ الوضع بحاجة إلى إنعاش وإنماء لمنطقة الشمال عموماً وطرابلس خصوصاً. وأوضح أن ثمّة منازل في المناطق الشعبية مهدّدة بالإنهيار وما زال أصحابها يقطنونها لأن لا ملاذ آخر لديهم. وأوضح أنّ المدينة عانت إهمالاً كبيراً وعدم مبالاة من الحكومات المتعاقبة، والأزمة الإقتصادية ليست جديدة في المدينة في طرابلس وازداد حالياً مع انطلاق الثورة في لبنان.

عاصمة لبنان الشمالي تغلي على وقع انعدام القدرة الإقتصادية التي فاقمها حجر كورونا

رياض يمق – رئيس بلدية طرابلس

إزاء هذا الواقع الأليم للمدينة، تسجل طرابلس تفاوتاً واضحاً في التزام إجراءات التعبئة العامة للوقاية من فيروس كورونا، إذ يقول الأهالي إنّهم محاصرون بين المرض والجوع، ولا يمكن للحكومة أن تجبر الناس على التزام المنازل من دون توفير مقوّمات وسبل البقاء على قيد الحياة، خصوصاً وأنّهم يكسبون عيشهم يوماً بيوم. باختصار فهم لا يأكلون ولا يطعمون أطفالهم ما لم يعملوا، وهذا ما تبيّن لـ”أخبار الآن” خلال جولة في الأسواق الشعبية للمدينة، خرجنا منها بانطباع مرير لا يختلف إطلاقاً عمّا شهدناه في حي التنك وغيره.

 

اقرأ أيضا:

لبنان يسجل 11 إصابة جديدة بكورونا