أخبار الآن | سنجار – العراق (خاص)

حتما دموع أشوق، الفتاة الأيزيدية التي كانت لها جرأة الوقوف وجها لوجه أمام مغتصبها بعد أن بيعت بمئة دولار إلى أحد عناصر داعش ويدعى أبو همام الشرعي في عام 2014، لم و لن تجف سريعا.

أشواق تعرضت على مدى سنوات احتلال داعش لعملية اغتصاب متكررة. وهي أرادت أن تصل قصتها إلى العالم حتى يسمعها أصدقاؤها وتمنحهم الشجاعة لفعل الشيء نفسه والانتقام من داعش.

أشواق تعيش اليوم مع عائلتها حيث التقاها فريق أخبار الآن، وفي عيونها الكثير لتقوله عن المرحلة التي عاشتها، عن معاناتها و عن الذي فاتها، لكن عيونها تختزن أيضا الكثير من الأمل والإصرار والإرادة على تعويض ما فاتها والانطلاق من جديد.

من مقاعد الدراسة إلى أحضان داعش .. نساء بوسنيات يروين قصصهن

أشواق قالت لأخبار الآن: “بعد تحريري من تنظيم داعش، وبعد رجوعي إلى أهلي، تم الترحيب بنا في المجتمع الأيزيدي، وتم استقبالنا استقبالا حارا، من بين 77 فتاة وسيدة كان منهم جميع أفراد أسرتي، أنا الوحيدة التي تحررت من يد التنظيم. شعرت بفرح غامر ينتابني بعد عذاب شديد عشته أثناء اختطافي من قبل داعش وهو الأمر الذي ساعدني على نسيان آلام فراق أهلي المختطفين أيضا من قبل التنظيم”.

وتضيف: “بعدما تحررت من داعش، أقوم بتوجيه النصائح إلى النساء والفتيات الأيزيديات اللائي تحررن من يد التنظيم لاحقاً، وخاصة فيما يتعلق بضرورة استعادة حياتهن كما كانت قبل اختظافهن من قبل داعش، أشعر حاليا براحة نفسية تامة وخاصة أن المجتمع الأيزيدي تقبلنا ورحب بنا، نعامل كأننا قديسات، أحاول حاليا الاندماج في المجتمع، وأقوم بعمل دورة لتعلم اللغة الانجليزية، حتى أشرح للعالم الظلم الذي تعرضت له النساء الأيزيديات. أقوم أيضا بمساعدة الفتيات الأيزيديات اللائي تم تحريرهن من يد التنظيم، على الاندماج في المجتمع ونسيان همومهن وماقسينه أثناء فترة اختطافهن”.

بينما تحتفل نساء العالم بيومهن العالمي.. تعيش المرأة الإيغورية مسلوبة حريتها

أشواق حجي حميد التي تجرأت على سرد قصتها أمام الملأ تصر على حضور تنفيذ الحكم بمغتصبها أبو همام الشرعي يوم الاثنين.

وتروي أشواق تفاصيل اختطافها: “بعد اختطافي من قبل تنظيم داعش مع خمسة فتيات آخريات، اقتادونا إلى الموصل ومن ثم أتى مقاتلو التنظيم وبدأوا في فرزنا وأرسلوني إلى ممثلهم الشرعي ابو همام كهدية، وأنا لم أكمل حينها الرابعة عشرة من عمري… عاملوني وباقي الفتيات كما يعاملون الحيوانات، تعرضت للضرب والتعذيب.. استخدمونا كدروع بشرية أثناء تعرض التنظيم للقصف…. بعد مكثوي عند أبوهمام، وتعرضي للاغتصاب لديه والتعذيب، هربت مع فتيات آخريات في احدى الليالي بعد أن قمنا بدس دواء منوم لابو همام وضيوف كانوا يتناولن العشاء لديه… مشينا أكثر من أربعين كيلوا مترا حتى تمكنا من الوصول إلى أحد الأودية التي تتمركز فيها قوات ايزيدية، قاموا بستقبالنا وايواءنا… بعدما واجهت ابو همام في قفص الاتهام بالمحكمة، شعرت بفرحة غامرة، وخاصة بعد أن اصدر القاضي حكما بشنق ذلك المجرم حتى الموت، لا يمكن أن انسى افعاله الخسيسة معي أثناء فترة اختطافي”.

“داعش اختطفني لكن انا من انتصرت” قصة ملهمة لإيزيدية ناجية من التنظيم الإرهابي

وبمناسبة يوم المرأة العالمي وجهت أشواق رسالة إلى العالم: “بمناسبة يوم المرأة العالمي أبارك لجميع النساء الأيزيديات والعراقيات بهذا اليوم، واستغله لتوجيه نداء إلى العالم بضرورة أن يساعدن نساء الأيزيديات على ايصال أصواتهن للعالم أجمع بعد الظلم الذي تعرضن له أثناء اختطافهن من قبل التنظيم، وخاصة أن الناجيات من الخطف لازلن يعشن منذ خمس سنوات في ظروف صعبة للغاية في المخيمات، وهناك نحو ثلاثة آلاف ايزيدي مايزال مصيرهم مجهول بعد تحرير العراق وسوريا من تنظيم داعش وخاصة في المخيمات داخل سوريا”.

أشواق قد تكون مثالا لكثيرات من الإيزيديات و أخريات من ضحايا تنظيم داعش، واللائي يسطرن اليوم تاريخا جديدا و فصلا جديدا من حياتهن بعدما عانين الأمرين في ظل التنظيم الإرهابي.

أقرأ أيضا:

بينما تحتفل نساء العالم بيومهن العالمي.. تعيش المرأة الإيغورية مسلوبة حريتها