أخبار الآن | بيروت – محمد الجنون (خاص)

لم تكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على طبيعتها خلال لقائها رئيس الوزراء الفنلندي أنتي ريني، حيث أصيبت بنوبة ارتجاف شديدة، أثناء حفل الإستقبال الرسمي للأخير في ألمانيا.

وهذه ليست المرّة الأولى التي تواجه ميركل هذا الأمر، إذ سبق أن واجهت ذلك لمرتين في غضون شهرٍ واحد. فالمرة الأولى كانت يوم 18 يونيو/حزيران، والثانية يوم 27 يونيو/حزيران، أمّا المرة الثالثة فكانت يوم الأربعاء الماضي.

ورغم التطمينات التي وجهتها ميركل بأن “حالتها الصحية جيدة ولا ينبغي القلق”، إلّا أنّ كل التحليلات راحت باتجاه معرفة أسباب ما حصل مع المستشارة الألمانية، خصوصاً من الناحية الطبية بالدرجة الأولى.

وفي إطار تشخيص حالة ميركل وإعطاء صورة واضحة “طبياً” عمّا حصل معها، أكّدت الطبيبة اللبنانية هانية جركس، الإختصاصية بأمراض الأعصاب والدماغ في حديث لـ”أخبار الآن“، أنّ “ما برز لدى ميركل هو رجفة قوية متصلة باضطراب في الجهاز العصبي، يؤدي إلى اهتزاز لا إرادي”. وأوضحت جركس أنّ “الرعشة يمكن أن تؤثر على أي جزء من الجسم، ولكن تحدث غالباً في اليدين”.

ولفتت الطبيبة إلى أنّ “هناك أنواعاً عديد من الرعشة، من بينها الرعشة الفسيولوجية، الرعشة الوراثية، الرعشة الحميدة، مرض باركنسون، ورعشة المخيخ”.

وفي حالة ميركل، فقد كشفت جركس أنّ “الرعشة طالت الجسد سوياً، وهي دائماً ما تحصل في وضعية الوقوف، وهذا ممكن تفسيره بنوع من أنواع الرجفة يسمى بالرعاش الإنتصابي”. وأضافت: “أحياناً يكون هذا الرعاش وراثياً، وأحياناً أخرى يكون مجهول السبب، ويمكن علاجه بالأدوية، في حين أن كل أنواع الرجفة تزيد من توتر الشخص الذي يجب أن يخضع لتشخيص دقيق لمعرفة الأسباب الكامنة وراء هذه الرعشة القوية، وهذا ما يجب أن يحصل لميركل”.

بعد إصابتها بـ3 رعشات خلال شهر.. ماذا قالت طبيبة أعصاب لـ”أخبار الآن“ عن حالة ميركل الصحية؟

facebook.com/pg/dr.hania.jarkas

إلى ذلك، فإنّ العديد من الأطباء فسّر ما حصل مع ميركل بأنه “سبب من أسباب نقص الماء والسوائل في الجسم”. وعليه، علّقت جركس بالقول: “قلة الماء تزيد من احتمال الرجفة، ولكنها ليست سبباً مباشراً”. تابعت: “إن احتمال التوتر العالي لدى الأشخاص موجود مع عامل العمر وبعض الجفاف، ولكن من الممكن أيضاً أن يكون السبب هو الرعاش الإنتصابي الذي يصيب الأرجل وممكن الجسد، ولكنه نادر، وعلاجه بالدواء يكون مع تجاوب مختلف من مريض وآخر”.

وأوضحت جركس أنّ “لفرط نشاط الغدة الدرقية تأثير على الرجفة، ولكن ذلك عادة يسبب رجفة في اليدين أكثر من الجسم ككل”، كاشفة في الوقت نفسه أنّ “لإنخفاض السكر في الدم تأثير أيضاً ويمكن أن يؤدي إلى رجفة، وعادة ما تطال اليدين”.

تجدر الإشارة إلى أن الرجفة الثانية حصلت أثناء وقوف ميركل إلى جانب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير. ففي أثناء احتفالية خاصة بتعيين وزير العدل الجديد، وقفت المستشارة إلى جانب الرئيس الألماني، وحدثت لها الرعشة.

أما الرجفة الأولى لميركل فحصلت عند لقائها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وقد بدت على ميركل خلال وقوفها أمام حرس الشرف بجانب زيلينسكي ارتجافات شديدة في ساقيها وجسمها، ولكن عندما سارت برفقته، خفّ الإرتجاف بوضوح.

وعلقت ميركل خلال قمة مجموعة العشرين في أوساكا على الرعشات الأخيرة، وقالت أنها على ما يرام، لكنها لم توضح ما إذا كانت ذهبت إلى الطبيب.

 

مصدر الصورة: afp
للمزيد:

النرويج: إنشاء منصة لحوار دائم في فنزويلا بين الحكومه والمعارضة