أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (روميو موسى)

شكل خبر وفاة الفنانة السورية مي سكاف ( ليل الأحد / الإثنين – 23 تموز / يوليو 2018) الذي انتشر كالنار في الهشيم، صدمة للجسم الفني السوري والعربي بشكل خاص، ولمحبيها ومتابعيها بشكل عام.

إقرأ أيضا: نعي مي سكاف على وسائل التواصل وإعادة نشر آخر تغريدة لها

المقربون من الفنانة السورية الراحلة مي سكاف المعارضة للنظام السوري، وصفوا موتها في العاصمة الفرنسية باريس بـ “الغامض والمفاجئ”، الأمر الذي دفع بالسلطات الفرنسية لتشريح جثمانها بهدف كشف الملابسات، ليتبين لاحقا بحسب مصادر مقربة منها، أن الوفاة كانت جرّاء نوبة قلبية، في مقر إقامتها بباريس.

رحلت الفنانة السورية المعارضة مي سكاف عن عمر يناهز 49 عاماً. وجاءت وفاتها في الغربة مخالفة لأمنيتها بالعودة إلى وطنها حيث كانت تتمنى أن تموت في سوريا وتدفن فيها حسبما عبرت في مايو/أيار الماضي عبر صفحتها على فيسبوك.

وكان آخر ما كتبته مي يوم 21 يوليو/تموز على صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك يعبر عن استمرارها في موقفها المناهض لحكم الرئيس السوري بشار الأسد: “لن أفقد الأمل … لن أفقد الأمل .. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد”.

إقرأ أيضا: مي سكاف.. تشريح الجثة لكشف ملابسات الوفاة

كانت مي سكاف من بين أوائل الفنانين الذي شاركوا في التظاهرات فدفعت ثمنا باهظا لذلك، اذ تعرضت أول مرة للاعتقال في صيف 2011 مع عدد من الممثلين والفنانين الذين كانوا يستعدون للخروج في تظاهرة.

واحيلت إلى ما يسمى بمحكمة “الإرهاب” التي وجهت إليها العديد من التهم، منها المس بأمن الدولة.

وعلى اثر تعرضها للمضايقات والتهديدات ومقاطعة شركات الانتاج الفني لها بسبب موقفها مما يجري في بلدها، اضطرت مي سكاف برفقة ابنها إلى مغادرة سوريا إلى الأردن وبعدها إلى فرنسا عام 2013.

ولهذا السبب أطلق السوريون على سكاف ألقاب “الفنانة الثائرة” و”الفنانة الحرة” و”إيقونة الثورة”.

لمزيد من التفاصيل إليكم الرابط التالي:
مي سكاف: مستقبل سوريا بدولة القانون والمؤسسات

من هي مي سكاف:
مي سكاف المولودة في 13 نيسان / أبريل 1969 في العاصمة السورية دمشق، حيث ترعرت في بيئة لها علاقة مباشرة بالمسرح والسياسة فزوج خالتها هو الكاتب المسرحي السوري الراحل سعد الله ونوس الذي يعتبر من رواد المسرح في سوريا والعالم العربي. وخالتها هي الممثلة السابقة فايزة شاويش.

درست الأدب الفرنسي في جامعة دمشق وخلال هذه المرحلة برزت موهبتها في التمثيل، وبدأت مشوارها الفني عام 1991، لتشارك بعدها في العديد من الأدوار المسرحية والتلفزيونية والسينمائية. أبرزها مسلسل أمل (الجزء الثاني) على شاشة تلفزيون “الآن”.

وكان لتميز سكاف أثر كبير في لفت نظر واهتمام المخرج السينمائي ماهر كدو، الذي اختارها لبطولة فيلمه (صهيل الجهات) عام 1991.

ثم اختارها المخرج عبد اللطيف عبد الحميد بفيلم (صعود المطر) وزاد تألقها ونجاحها في دور (تيما) في مسلسل (العبابيد)، حيث لفت الأنظار لها بشكل أكبر، وقد تنوعت أدوارها بين الشاشتين الكبيرة والصغيرة.

في عام 2004 أسست مي سكاف معهد تياترو لفنون الأداء المسرحي في صالةٍ صغيرة في ساحة الشهبندر، وبعد وذلك ولضيق المكان تم نقل المعهد إلى ساحة القنوات. إلا انها فصلت من النقابة في 10 يونيو 2015 بقرار نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان بسبب عدم دفع إلتزاماتها المادية للنقابة.

قبل اندلاع التظاهرات المناهضة للنظام السوري في سوريا 2011 كانت لمي مواقف واضحة من مسألة الحريات العامة والقمع والاستبداد، ولم تتوان عن التعبير عن موقفها المعارض للحكم.

لمزيد من التفاصيل إليكم الرابط التالي:
مي سكاف: عندي أمل بجيل يصنع سوريا المستقبل

مي سكاف ومسلسل “أمل” على تلفزيون “الآن”:
تدور أحداث هذا المسلسل حول الإيمان بقضية الأمل وعدم الإستسلام لليأس وتحدي الصعاب ملترسيخ العقيدة الصحيحة في جذور مجتمع يرفض الواقع، إنها قصة أصرار طال عمره حتى الإنتصار.

تدمج أحداث المسلسل في عمل فريد من نوعه، بين الواقع والدرما في إسلوب يقترب في لحظات كثيرة من الحقيقة ويبتعد عنها في القليل من هذه اللحظات، ليقدم للمشاهد قصة قادرة على مخاطبة عقله بدليل واقعي، وتخاطب إحساسه وعنفوانه وأصراره بالحس الدرامي، الذي سيوصله في نهاية الطريق إلى الإنتصار.