أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (خاص)

توصل الباحث العراقي منقذ داغر إلى أن شعبية النظام الإيراني لدى شيعة العراق قد انخفضت كثيرا في السنوات الأخيرة، وتناقص عدد الذين كانوا ينظرون إلى إيران بشكل إيجابي من 88 بالمئة في عام 2015، إلى 47 بالمئة في 2018.

واستنتج الباحث في دراسة أجراها أن غالبية العراقيين باتوا يحملون مواقف سلبية تجاه النظام الإيراني، نتيجة تدخلاته في العراق سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. تلفزيون الآن أجرى لقاء مع الدكتور منقذ داغر، تحدث فيه عن بعض الأسباب التي أدت إلى تراجع شعبية إيران.

يقول الدكتور منقذ داغر خلال لقاء مع أخبار الآن: “أنا تحدثت في الدراسة التي أشرت إليها في واشنطن بوست عن تضاءل شعبية إيران بين شيعة العراق، حتى نكون أكثر وضوحا، وهنا لدينا 3 مجموعات رئيسية من الأسباب، المجموعة الأولى هي المجموعة الإقتصادية، والمجموعة الثانية هي اجتماعية، والثالثة هي سياسية، جملة عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية سببت هذا التناقص والتدني في شعبية التأييد لإيران بين شيعة العراق.

إذا تحدثنا عن المجموعة الإقتصادية وهي الأهم، إيران اعتبرت العراق السوق الرئيسي بالنسبة لها، والآن حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران هذه السنة بلغ 12 مليار دولار، طبعا أكثر التبادلات التجارية تجري مع المناطق الحدودية القريبة من إيران، وهي مناطق شيعية (مناطق العرب الشيعة في الجنوب).

إيران دمرت الصناعة والزراعة العراقية من خلال إغراقها للسوق العراقية بمنتجات رخيصة الثمن وذات نوعية رديئة، على سبيل المثال مصنع البتروكيماويات في البصرة يعد أحد أكبر المجمعات الصناعية في العراق، والذي يقوم بتشغيل آلاف الأشخاص من البصرة وينتج منتجات مختلفة، هذا المصنع قد توقف تقريبا بسبب إرسال إيران لمنتجات رخيصة الثمن جدا، وهذا بسبب الحصار المفروض على إيران فهي تبحث عن عملة صعبة، لذلك هي تبيع بأي سعر وبالتالي المصنع أغلق.

إذا تحدثنا عن مزارع الطماطم في البصرة، أو غيرها، جميعها بسبب المنافسة الإيرانية كلها ادت إلى توقف عجلة الإقتصاد وتراجعها وانحسارها بشكل كبير في المناطق الجنوبية، ولذلك ليس مستغربا معدل البطالة في المناطق الجنوبية في العراق هي معدلات عالية جدا، هذه هي المجموعة الأولى من الأسباب”.
 

اقرا: تصاعد موجة الاحتجاجات العمالية في إيران