من معاناة إلى أخرى… هكذا يمكن وصف حال الشاب السوري علي، الذي لجأ إلى أوكرانيا هرباً من آلة الحرب في وطنه الأم سوريا، حيث لم يوفّر القصف الروسي أحداً إبّان الحرب السورية. فالعديد من اللاجئين السوريين استقروا في ذلك البلد المحاذي لروسيا بحثاً عن حياة آمنة لأولادهم، وشأن علي في كييف شأن كل لاجىء سوري سعى لأن يجد بديلاً عن موطنه، حيث كان يدير مطعماً صغيراً في العاصمة الأوكرانية.

قرّر الشاب السوري أن يبني مستقبلاً واعداً له ولعائلته، فأسّس متجراً صغيراً في كييف يبيع فيه مأكولات عربية من المطبخ السوري، مستفيداً بذلك من خبرته التي اكتسبها في سوريا، لكن لم تسر الأمور كمان كان يشتهي. كان الرجل بدأ يستقر هناك حتّى بات يشعر ولو بالقليل من الراحة، فبدأت الحرب الروسية على أوكرانيا، وقد حصل ما لم يكن يتوقعه أحد.. لقد تمّ قصف مطعمه لسوء حظّه بطائرتين من دون طيار. تضرّر المبنى حيث يقع متجر علي جرّاء القصف الروسي كما المباني المجاورة له أيضاً. الأمر الجيّد الوحيد بالنسبة أنّ استهداف المبنى تمّ الساعة 3 صباحاً، وبالتالي لم يكن حينها يوجد أحد في العمل، بل كان علي وعائلته في الملجأ، لينجوا من الموت الذي هربوا منه في سوريا.

أخبار الآن التقت علي الذي روى لنا ما حصل في تلك الليلة، فقال: “كانت لحظات صعبة جدّاً، كنت وعائلتي في الملجأ ووردني اتصال الساعة 3 صباحاً يخبرني أنّ طائرتين من دون طيّار استهدفتا المبنى، وقد تعرّض المطعم لأضرار كبيرة. كان ثمّة جار لنا يعمل معي في المطعم، متواجداً بالقرب من مكان الغارة فأصيب وتوفي على الفور”.

وتابع: ” الروس مجرمون في سوريا، والآن أيضاً في أوكرانيا وفي كلّ مكان. أنا مقيم هنا منذ العام 2014، وقد غادرت من سوريا أيضاً نتيجة الحرب والقصف… منازلنا وممتلاكاتنا تدمرت فجئت مي أبدأ حياة جديدة، لكن للأسف خرنا من مشكلة ودخلنا في أخرى للسبب نفسه، القصف الروسي”.

هرب من قصف روسيا في سوريا ليقع ضحيةً في أوكرانيا.. أخبار الآن تروي قصّة علي

اللاجئون السوريون في أوكرانيا.. بلا حاضر ولا مستقبل

مأساة علي لا تقتصر على ذلك فحسب، بل على عقدة الحصول على حق اللجوء التي تمّ رفضها كما يقول، وأوضح أنّ تلك الوثيقة إجبارية لتكون إقامته قانونية، ولا يمكن من دونها القيام بأيّ شيء، لا الدراسة ولا السفر ولا العمل، “أنا أحمل ورقة بصفة لاجئ، وتلك الورقة لا تخولني القيام بأي شيء، لا أتمكن السفر أو مغادرة المكان وكأنّني عالقاً في سجن كبير”.

بعد جهد كبير ومساعٍ مستمرة، وبعد عدة شهور على القصف الروسي، تمكّن علي اليوم من إعادة فتح مطعمه ليستمر في عمله ويعيل عائلته. وقصّته التي تنقلها اليوم  “أخبار الآن“، تعكس قصّة الكثير من اللاجئين السوريين الذين يعانون في بلدان اللجوء جرّاء ظروف صعبة وعوامل عديدة.

شاهدوا أيضاً: بعد الدمار.. الأوكرانيون يعيدون بناء حياتهم تحت التهديد الروسي