أقوى امرأة بأفغانستان: قرار طالبان سيضرب وطننا وأياد خارجية تكره استقرار أفغانستان

مرة أخرى أوقفت حركة طالبان، كما اعتاد على مدار 6 أشهر، الدراسة في المدارس الثانوية للفتيات حتى إشعار آخر، وذلك بعد ساعات من بدء العام الدراسي الجديد في أفغانستان.

الأمر الذي لاقى استياءً في الأوساط الدولية والأمم المتحدة بل وداخل أفغانستان نفسها، حيث كانت الطالبات وأولياء أمورهن في انتظار السماح لهن باستئناف الدراسة المتوقفة على مدار شهور بالنسبة لطالبات المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية أيضا.

وبعد ساعات من إعادة فتح المدارس الأربعاء الماضي أمرت حركة طالبان بإغلاق المدارس الثانوية للفتيات في أفغانستان، وهو ما أحدث لغطا كبيرا حول ثقة الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي في مدى مصداقية وعود طالبان فيما يخص ملف المرأة الأفغانية وحقها في التعليم خاصة التعليم الثانوي والجامعي الذي أوقفته طالبان للفتيات منذ سيطرتها على العاصمة الأفغانية كابول   إضافة إلى حق المرأة في العمل وغيرهما من الحقوق التي تكفلها المواثيق الدولية.

حاورت “أخبار الآن” المرأة الأكثر قوة في أفغانستان الناشطة محبوبة سراج واحدة من أقوى 100 شخصية في العالم لعام 2021 ومؤسسة شبكة المرأة الأفغانية، حي تبدأ حديثها بالتساؤل” لماذا تم منع الفتيات  من استئناف الدراسة؟، في الحقيقةً، لا أعلم السبب وراء هذا القرار، فقد كان من المفترض بالفتيات الأفغانيات أن يبدأن الدراسة، ولكن ذلك لم يحدث للأسف”

وتستأنف سراج حديثها متعجبة من القرار فتقول”على مدار 7 أشهر وطالبان تعد بذلك وبالأمس حينما حان موعد فتح المدارس وعودة الفتيات لم يستطعن الذهاب للمدرسة ولا أعرف السبب في الحقيقة أو حتى من هو 

 المسؤول عن شئ كهذا؟  فعليا  لا أعرف تحديدًا كل ما نعلمه أنه قرار لطالبان، ولكن من هو ذلك الشخص  المسؤول داخل طالبان؟  وأي جزء من حكومتهم أصدر القرار؟

لا أعلم”

 

محبوبة سراج: جزء من طالبان يطلق الوعود للفتيات وجزء آخر يمنع تعليمهن

تم منع الفتيات الأفغانيات فيما فوق الصف السادس من استئناف دراستهن المتوقفة منذ شهور

سر التناقض بين وعود جزء من طالبان و قرارات الجزء الآخر

وعن التناقض في قرارات طالبان والذي يفسره الكثير من المراقبين للموقف الأفغاني بانشقاقات داخلية في صفوف الجماعة المتشددة التي آل إليها  حكم أفغانستان منذ أواخر أغسطس الماضي، و تقول محبوبة سراج “جزء من طالبان أعلن سابقا أنهم سيسمحون بالدراسة للفتيات الممنوعات اليوم، ثم قرر جزء آخر أن على الفتيات أن لا يذهبن للمدرسة، شئ مثير للتساؤل وليست لدي إجابة لتفسيره فأنا لا أعرف حقيقة لماذا حدث هذا؟، ولا من هو ذلك الشخص داخل صفوف طالبان الذي اتخذ ذلك القرار بمنع الفتيات حقهن في التعليم  ؟ليس لدي أي فكرة عمن اتخذ القرار ولا أحد هنا لديه فكرة عمن المسؤول.”

أصوات المعارضة لقرار طالبان ترتفع داخل المجتمع الأفغاني

وعن رد فعل عن رد فعل المجتمع الأفغاني على هذا التصرف الذي وصفته محبوبة سراج بالقاسي تقول “إن الناس هنا  في افغانستان حقًا لا يحبون ما حدثوجميعهم يعبرون عن ذلك ويتكلمون بصوت عال، خاصة النساء 

وترتفع أصواتهن معارضة لما يحدث ومعبرة عن عدم سعادتهمن بهذا القرار على الإطلاق والرجال أيضا ضد القرار، إن الجميع في الوطن ضد قرار إغلاق المدارس في وجه الفتيات.”

وتستطرد سراج حديثها عن قرار حكومة طالبان بغلق المدارس الثانوية في وجه الفتيات الأفغانيات فتقول”إن الحق في التعليم هو حق لكل امرأة ولكل رجل أيضا بل هو حق لكل إنسان على وجه الأرض وهناك الكثير من الصور الأرشيفية خلال ال20 عام الماضية تعبر عن الحرية والديمقراطية التي كان يعيشها الشعب الأفغاني والآن لم يعد ذلك موجودًا.”

محبوبة سراج: جزء من طالبان يطلق الوعود للفتيات وجزء آخر يمنع تعليمهن

بات مسموحا للفتيات بالتعليم في المرحلتين الابتدائية والإعدادية فقط

محبوبة سراج: نشعر بالقلق والمجتمع الأفغاني سقف ضد القرار

تصف محبوبة سراج، الحاصلة على لقب أقوى شخصية في أفغانستان مناصفة مع الملا عبدالغني برادر زعيم حركة طالبان، ما حدث للفتيات في واقعة منعهن من الدراسة بأنه شئ مؤلم للغاية للمرأة الأفغانية وتضيف” في الواقع لا نعرف من يقف وراء هذه القرارات ومن هو بالضبط من جماعة طالبان المسؤول عن ذلك حقا نحن نشعر بالقلق والمجتمع الأفغاني له ردة فعل قوية لهذا القرار فجميعهم ضده سواء نساء أو رجالأمهات هؤلاء الطالبات وآباؤهم

وفتيات أفغانستان أيضا ضده بشدة فقد كان هناك 5 ملايين ونصف مليون عليهم الانتقال من المرحلة الإعدادية إلى الثانوية لذا فعدد الفتيات اللاتي يصرخن من هذا القرار كبير جدا

وكذلك فهناك رد فعل قوي جدا في كل مكان بأفغانستان.”

وتوضح محبوبة أنه في بعض المقاطعات بشرق أفغانستان فإن المدارس مفتوحة وتعمل ولكن ذلك لم يحدث في كابول العاصمة كان يجب أن تفتح المدارس في كابول ولكن ذلك لم يحدث على عكس المتوقع.

سراج: القرار دمر كل شئ وأضر بالجميع..طالبان والشعب

ترى محبوبة سراج  السيدة الستينية الناشطة منذ عقود في مجال حقوق المرأة الأفغانية “أن الحل الوحيد من وجهة نظرها هو فتح المدارس أمام الفتيات في أسرع وقت ممكن مثل يوم السبت مثلا”

إنها مسؤوليتهم ليصلحوا ما فعلوه فنحن لا نطلب شيئا أكثر مما أعطانا الإسلام  وأعطانا الله الحق في التعليم فتيات أفغانستان لديهن كل الحق في التعلم بنفس القدر الذي يحظى به الطلبة الذكور فالفتاة الأفغانية يجب أن تكون متعلمة .

محبوبة سراج

وتقول” ربما نستطيع تدارك الضرر الواقع على الفتيات فالفتيات محطمات القلب تمامًا كما كُسِرت الثقة بين المجتمع الأفغاني وبين طالبان وكذلك ثقة المجتمع الدولي أيضا في طالبان فهذا القرار لم يكن في صالح أي طرف،بل أضر بالجميع، ألحق الضرر بشعب أفغانستان وحكومة طالبان أيضا، لقد دمر القرار كل شئ لذا فعندما يتم إلحاق الضرر بشعب أفغانستان بالكامل فإن الحكومة مسؤولة عن إصلاح خطأ هذا القرار.”

إنها مسؤوليتهم ليصلحوا ما فعلوه فنحن لا نطلب شيئا أكثر مما أعطانا الإسلام  وأعطانا الله الحق في التعليم فتيات أفغانستان لديهن كل الحق في التعلم بنفس القدر الذي يحظى به الطلبة الذكور فالفتاة الأفغانية يجب أن تكون متعلمة .

سراج: أصعب شئ هو أن تحكم مجموعة من الناس لا تثق بك

فهناك الكثير من الأشياء المجهولة والغامضة في هذه المرحلة لأننا لا نعرف ما حدث بالضبط.  كنا نتوقع أن تفتح المدارس السبت القادم  ولكن مرة أخرى يتم منع الفتيات من  دخول المدارس  ولعل أسوأ ما حدث هو ضياع الثقة بالكامل بين طالبان وشعب أفغانستان، . وهذا أمر بالغ الأهمية،لماذا؟

إن حكومة وشعب أفغانستان يجب أن يكون لديهم نوع من  الثقة المتبادلة  لأننا إذا لم نثق في حكومتنا فهذا هو الشيء نفسه الذي كان لدينا سابقا، لم نعد نثق في الأقنعة التي ترتديها الحكومات فقد أخذتنا هذه الأقنعة إلى ما نحن عليه ا|لآن،

فهناك الكثير من الأشياء المجهولة والغامضة في هذه المرحلة لأننا لا نعرف ما حدث بالضبط.  كنا نتوقع أن تفتح المدارس السبت القادم  ولكن مرة أخرى يتم منع الفتيات من  دخول المدارس  ولعل أسوأ ما حدث هو ضياع الثقة بالكامل بين طالبان وشعب أفغانستان، . وهذا أمر بالغ الأهمية،لماذا؟

محبوبة سراج

محبوبة سراج: جزء من طالبان يطلق الوعود للفتيات وجزء آخر يمنع تعليمهن

محبوبة سراج المرأة الأقوى في أفغانستان

توجه محبوبة سراج حديثها لطالبان بالتحذير من أن الأمر جد خطير، ولا ينبغي أن يحدث هذا ، حيث يجب اكتساب ثقة الشعب الأفغاني  فلو انعدمت الثقة فإن أصعب شئ لأي نظام هو حكم مجموعة من الناس لا يثقون بك ؟

قرار منع الفتيات صدر عقب اجتماع قيادات طالبان بقندهار

لقد صدر القرار بمنع الفتيات من دخول المدارس الثانوية مساء الأربعاء الماضي عقب يومين من اجتماعات مستمرة لقيادات طالبان في مدينة قندهار،  وردا عن سؤال لأخبار الآن حول علاقة اجتماعات قيادات طالبان في مدينة قندهار بالقرار الصادر في اليوم التالي بمنع الفتيات من دخول المدارس فوق الصف الساد س تقول محبوبة “نعم أعلم أنه كانت هناك اجتمعات لهم في قندهار على مدار اليومين السابقين ولكنني لا أعلم ما هي طبيعة القرارات التي اتخذوها في تلك الاجتماعات  وهذا هذا القرار له علاقة بذلك الاجتماع أو أنه تم تحديده من قبل شخص ما في ذلك الاجتماع، هذه كلها أسئلة، إجاباتها لديهم  ، ونحن، كشعب أفغانستان ، حقًا ليس لدينا أية إجابات حول ذلك فنحن لا نعلم شيئا.”

هذه الثقافة أتت من شخص ما فكما تعلمون عدد الأيادي التي تعبث في أفغانستان كثير ومن هي تلك الأيادي الأجنبية التي تتشبث بهذه الثقافة ومثل هذه القرارات ، الله وحده يعلم، فاستقرار أفغانستان ليس شيئا جيدا لكثير من البلدان وخاصة بعض جيراننا

محبوبة سراج

وعن محاولة طبع ثقافة قندهار مقر قيادات طالبان حول ما يخص المرأة وتعليمها وعملها على سكان كابول العاصمة تقول سراج” قندهار التي كنت أعرفها لم تكن كذلك، ولم تكن هذه ثقافتها، كانت متقدمة جدا، ولكن هذه الثقافة أتت من شخص ما فكما تعلمون عدد الأيادي التي تعبث في أفغانستان كثير ومن هي تلك الأيادي الأجنبية التي تتشبث بهذه الثقافة ومثل هذه القرارات ، الله وحده يعلم، فاستقرار أفغانستان ليس شيئا جيدا لكثير من البلدان وخاصة بعض جيراننا.”