طالبان منعت “مروة” من الدراسة فأصبحت تخاف الخروج للشارع

مروة طالبة في جامعة كابول في كلية السياسة العامة والإدارة، هي إحدى ضحايا طالبان الكثر من طالبات الجامعة المتوقفات عن الدراسة بدون سبب مقنع للمجتمع الدولي سوى ما يردده المتحدثون باسم طالبان عن إيجاد بيئة مناسبة لخروج الفتيات للدراسة ووضع شروط شرعية لاستمرارهن في التعليم.

ولكن مروة فتاة طموحة، كان لديها أحلام كبيرة لمستقبلها المهني تم تدميرها على صخرة تعنت طالبان ضد تعليم الفتيات، فأصيبت بانهيار عصبي دخلت على إثره المستشفى، وعقب خروجها لاستكمال التعافي في منزل أسرتها بإحدى ضواحي كابول، التقتها “أخبار الآن“، كانت الفتاة ذات الوجه الملائكي مهزوزة مرتعشة اليدين، استقبلتنا بابتسامة ذابلة لتشرح لنا سبب انهيارها قائلة”أنا طالبة في جامعة كابول في كلية السياسة العامة والإدارة و عمري 21 سنة ما جعلني أصاب بالانهيار العصبي، هو الوضع السيء المحيط بي فأنا غير قادرة على الخروج من المنزل أو الذهاب إلى جامعتي. ليس بوسعي متابعة تحقيق حلمي”.

وتتابع مروة ” طالبان منعتنا من الذهاب للجامعة، فقد  تم إغلاقها والجميع يعلم أن الذهاب إليها  غير مسموح، عندما ذهبت إلى المستشفى كنت أعاني من مشكلة في صحتي النفسية والعصبية  بسبب تأثير المجتمع الجديد علي، كنت أشعر أن كل شيئ سيئ، كنت أفكر بأنه يجب أن أغادر هذا البلد غير القادر على تحقيق أي شيء لي”.

 

مروة: أنا طالبة في جامعة كابول وعمري 21 عاما وطالبان منعتنا من الدراسة وأصبحت أخاف الخروج للشارع

مروة: عندما أتت طالبان إلى كابول شعرت بالرعب مما ستفعله في مستقبلنا

باقتضاب شديد تشرح مروة مشاعرها المتداخلة وسبب الهلع الشديد الذي تشعر به لوجود  طالبان فتقول”أنا خائفة لأن هذه الجماعة إرهابية وعندما جاءت إلى كابول شعرت بالرعب مما ستفعله هذه الجماعة في مستقبلنا”.

ربما تكون أحلام  المرء هي ثروته الوحيدة وخبيئة أيامه التي يعيش من أجلها وحين يتم سرقة تلك الأحلام لا يجد أمامه إلا الانهيار هذا ما لخصته مروة حين قالت “عندما كنت في الجامعة كنت أحلم بأن أكون دبلوماسية، ثم ضاع حلمي”

أنهت مروة حديثها سريعا بسبب حالتها الصحية والنفسية المتدهورة ، رغم أنها استنجدت بنا لنخبر العالم عن ضياع حلمها وما يمثله لها إلا أنها أيضا واقعة تحت تأثير الخوف الشديد من حركة طالبان لو علموا أنها تعترض عليهم أو أنها مصابة بانهيار عصبي بسبب رفضها لحكمهم وتحكمهم في مستقبلها”.

والدة مروة كانت حاضرة في المقابلة وأكملت بدلا عن ابنتها شرح أسباب انهيار أعصاب فتاة جميلة في بداية حياتها فقالت الأم لـ”أخبار الآنشعرت بالغضب الشديد عندما رأيت ابنتي تمر بحالة انهيار عصبي، فقد كانت مروة بصحة جيدة في السابق ولكنها اليوم  تعاني من الأمرض في ظل عدم السماح لها بالخروج إلى الشارع”.

 

 

مروة: كنت أحلم بأن أكون دبلوماسية وكل ما أفكر به الآن هو مغادرة هذا البلد الذي قتل حلمي

 

الأم تشعر بالعجز بعد انهيار ابنتيها المحرومتين من التعليم بأمر طالبان

أخبر الأطباء والد ووالدة “مروة” بأن عليهما اسعادها، وأن سعادتها متمثلة في استكمال دراستها ولكن هذا العلاج ليس في يدهما، إذ قالت الأم التي طلبت اخفاء صورتها وصورة ابنتها خوفا على الأسرة من بطش طالبانطلب منا الأطباء أن نسعد مروة وأن نصطحبها لأماكن جديدة ونشجعها على الدراسة فهذا من شأنه إسعادها، ولكننا اليوم بهذه الحال لم يعد بوسعنا اصطحابها خارج المنزل، فقد كانت ابنتي  تحارب لتحصل لنفسها على منزلة مرموقة وتجعل أهلها  يفخرون بها، ولكنكم على دراية بالوضع الحالي  والتحديات التي نعانيها لذا أصبحت مروة  تخاف الخروج من المنزل”

لمروة شقيقة  أصغر عمرها 13 عاما, وهي أيضاً متوقفة عن الدراسة مثل باقي طالبات المرحلة الثانوية في أفغانستان ، فقالت عنها الأم: “لدي ابنة أخرى عمرها 13 سنة وقد كانت في الصف السابع في المدرسة، تم إيقافها عن الدراسة مثل باقي فتيات المرحلة الثانوية، هي أيضًا حزينة من وضعها، فطلبت من والدها أن يصحبها إلى محافظة باذخشان حيث مقر عائلتنا على أمل ان يكون الوضع أفضل هناك،  ولكنه عندما ذهب إلى الولاية  وجد الصعوبات كثيرة حيث يمنع خروج الفتيات اللواتي في مثل سنها  من دون برقع، لذلك فأنا أشعر بالغضب حيال ما جرى مع ابنتاي”

وعن تطور حالة مروة المرضية أوضحت الأم “قبل مرض مروة كانت تتحدث معي حول مستقبلها وهدفها بأن تنهي دراستها في جامعة كابول، ثم تدرس الماجيستير في جامعة أوروبية وتصبح دبلوماسية تمثل أفغانستان في الخارج، ولكن عندما حرمتها طالبان من الجامعة، كانت تبكي كثيرًا وشعرت بالاكتئاب، ومرت 5 أيام وهي تعجز عن النوم. كانت متوترة للغاية ثم انهارت تماما بعد ذلك فنقلناها للمستشفى”.