مريم: الرئيس غاني هرب من وجه طالبان بعد أن وضعونا مع الأسد في قفص واحد

خلال العقدين الماضيين كانت مدينة كابول خالية من حكم طالبان، أفرزت جهود تعليم وتمكين المرأة في تلك السنوات العشرين قيادات نسائية بالسلك القضائي تمثلت في ست قاضيات و تسع مدعيات نيابة،

مريم المختبئة اليوم في منزل عائلتها بالعاصمة كابول خوفا ممن تسببت في سجنهم بالماضي وأصبحوا طلقاء، أحرار اليوم، هي أحد المدعيات التسع بالنيابة .

رفضت مريم أن نذهب إلى منزل عائلتها لإجراء المقابلة معها خوفا من الوشاة الذين تخشى أن يخبروا طالبان عن أنها تقابل صحفيين ، وأصرت أن تأتي إلينا بالفندق لنصور معها بعيدا عن عيون الوشاة.

 

 تجار المخدرات مدعومون من طالبان لأن الإرهاب والمخدرات وجهان لعملة واحدة

تقول مريم في حوارها مع “أخبار الآن” “كمدعية  بالنيابة  بمركز  مكافحة المخدرات، فإن أغلب الحالات التي نتعامل معها وأغلب تجار المخدرات المعتقلين الذين ساهمت في القبض عليهم  كانوا  مدعومين من حركة طالبان حيث أن المخدرات تشكل بالنسبة لهم مصدرًا مهمًا للدخل، فالإرهاب وتجارة المخدرات وجهان لعملة واحدة.”

تتحدث مريم بخوف وهلع شديدين وتصر علي إخفاء وجهها وهي تقول “أشعر بالخوف الشديد،  فعندما استولت طالبان على الحكم، تم إطلاق سراح 33 ألف سجينًا وبعضهم كانوا من مروجي المخدرات وكان محكوم عليهم من مركز مكافحة المخدرات، وكنت أنا ضمن المدعيات اللاتي يعملن بالمركز  لضبط الأدلة حول المحكوم عليهم بالحبس 25 أو 30 سنة ولكنهم الآن خرجوا إلى الشارع ولذا فأنا خائفة “

9 مدعيات نيابة بمكافحة المخدرات يتوقعن القتل على يد التجار المدعومين من طالبان

الوشاة من جيران مريم أخبروا طالبان عن عملها بالنيابة

بعض أبناء المنطقة التي أسكن بها من عناصر طالبان، أبلغوا عني الحركة قائلين أنني  أعمل في مركز مكافحة المخدرات وبسبب عملي فإنني أحمل مسدسًا  ،لهذا قدم رجال من جماعة طالبان إلى في اليوم الثالث من استيلاء طالبان على الحكم، وطلبوا مني  تسليم السلاح فسلمت السلاح وأخذت منهم وصلًا يثبت أنني سلمت السلاح”

كان مجرد طرق باب مريم بيد مقاتلي طالبان سببا الهلع الأسرة بالكامل فقد ظن الجميع أنه آن أوان الانتقام من مريم بسبب زجها لتجار المخدرات في السجن والذين كانوا على علاقات وثيقة بحركة طالبان التي يعد زراعة وتجارة الأفيون قواما لاقتصادها وعن ذلك اليوم تقول مريم “كان هذا اليوم بمثابة  صدمة لي  لم تنته على مر أسبوعين وحتى عائلتي أحست بالمشاعر نفسها،  وأخبرتني أسرتي أنه أمر مشين إن اعتقلتني الحركة واصطحبوني خارج المنزل، ووعدوني بأنهم لن يسمحوا لطالبان ان يفعلوا بي ذلك حتى لو أدى هذا إلى موتهم.”

وتضيف مريم ” الأمر بالكامل  مثل صدمة لي ولعائلتي التي ستكون في خطر كبير لو تم اعتقالي  وأن أخشى على أسرتي من ذلك العبئ الكبير أو أن يتم قتل أحد أفرادها بسببي وهو يدافع عني”

9 مدعيات نيابة بمكافحة المخدرات يتوقعن القتل على يد التجار المدعومين من طالبان

غادر الرئيس غاني والمجتمع الدولي أفغانستان وتركونا لطالبان

٩ نساء مطاردات اليوم من سجنائهم تجار الأفيون الذين كانوا متهمين بالأمس وهم اليوم طلقاء بقرار من الحركة، يريدون القصاص من تلك النساء اللواتي جمعن الأدلة وأثبتن تورطهم في أعمال تجارة وتهريب المخدرات بل وتسببن في سجنهم لأعوام ، وعن هذا تقول مريم “نحن 9 نساء مسؤولات عن الادعاء في قضايا المخدرات، عندما غادر الرئيس أشرف غاني أفغانستان وترك أمر الجيش لطالبان  وكذلك تركنا المجتمع الدولي للسجناء ، لقد كان الأمر أشبه بأنهم قد سجنونا في نفس القفص مع الأسد ليلتهمهم “

9 مدعيات ينتقلن من مكان لآخر ويفكرن في الانتحار وقتل أطفالهن

مريم هي الفتاة الوحيدة من بين التسع مدعيات غبر متزوجة وتعيش في كنف أخوتها ووالدتها ، أما باقي المدعيات فهن أمهات لأطفال يهربون بهم اليوم من مكان لمكان خوفا من انتقام تجار المخدرات المدعومين من الحركة الحاكمة اليوم بل وصل الحال ببعضهن في التفكير في الانتحار وقتل أبنائهم قبل انتحارهن حتى لا يعاني الأطفال من بعدهن ، وتشرح مريم هذا الوضع النفسي السئ فتقول “زميلاتي السابقات في العمل يضطررن   لتغيير مكان سكنهن كل فترة،  عندما يتحدثن معي تظهرن  تذمرهن من تلك الحياة، تخبرنني  عن رغبتهن   في الانتحار وقتل أطفالهن  قبل انتحارهن لأنهم يعتمدون عليهم  في تلك الحياة التي لا تمت بصلة لتلك الحياة التي يطمحن أن يعشن بها مع أطفالهن، ورغن أنهن لا تملكن أي دخل فإنهن مضطرات إلى تغيير محل إقامتهن مع أطفالهن كل فترة.”