أخبار الآن | لبنان – بيروت (حصري)

بين مد وجذر، يعيش الشارع اللبناني متأرجحا بين أزمة كورونا وأزمة اقتصادية لم يشهد لها مثيل من قبل تنذر بفترة حرجة قد لا تستثني أحدا.

هذه الأزمة ليست وليدة الأمس لكنها نتيجة سنوات فساد اطلقت شرارةُ الثورة ضدها “الضريبة على المكالمات“، الأمر الذي دفع اللبنانيين إلى الخروج في احتجاجات تحت شعار واحد ” كلن_يعني_كلن”.

لقطات خاصة لأخبار الآن للاحتجاجات في لبنان بعد تجدد التظاهرات نتيجة تردي الأوضاع المعيشية

الاحتجاجات طالت التركيبة السياسية الحاكمة بمجملها بمن فيهم حزب الله الذي ردّ بدفع مناصريه إلى الشارع لاقتحام الساحات.

تشكيل الحكومة و بعد ازمة كورونا عرقلت استمرار التظاهرات و لوحظ أن اتجاه الأنظار بات نحو مصرف لبنان وقيادته كهدف أساسي في تردي الأوضاع الاقتصادية و بلوغها مرحلة اللاعودة.

معلومات خاصة بأخبار كشفت عن تفاصيل خلفيات الحملة على حاكم مصرف لبنان و حقيقة الأسباب التي دفعت بحزب الله إلى شنّ حملة لم يتزعمها هو بشكل مباشر.

ففي السابع عشر من تشرين الماضي، كان انطلاق التظاهرات ولكن في أواخر ابريل انحصرت التظاهرات أمام مصرف لبنان المركزي ليخرج محللون مؤكدين أن العهد وحزبه يتظاهران ضد حاكم مصرف لبنان والمصارف.

تجدد الإحتجاجات في لبنان بسبب انهيار العملة وغلاء المعيشة

ما الذي عزز هذه المقولة؟ والجميع يعلم أن حزب الله لم يهضم يوما حاكم مصرف لبنان فما الذي جعل الحزب يقرر التصعيد.

المصادر التي رفضت الكشف هويتها تؤكد لأخبار الآن ان البنك المركزي اللبناني عمد قبل أشهر إلى إغلاق حسابات مصرفية كثير لشخصيات ادرجت اسماؤها ضمن لوائح امريكية ما ازعج الحزب بشكل كبير.

كما قام مصرف لبنان بالتعاون مع عدد من المصارف بإغلاق حسابات كثيرة غير مدرجة على اللوائح الأمريكية و تعود لمواطنين شيعة، و كثّف من تعبئة الاستمارات و جمع المعلومات حول الاشخاص الأمر الذي عبّر عنه أمين عام حزب الله بوصف المصارف بأنها ” ملكية أكثر من الملك”.

مصرف لبنان أغلق ايضا الحسابات الرسمية لجميع مؤسسات حزب الله التربوية والاستشفائية وغيرها التي كانت لديها حسابات علنية في المصارف اللبنانية.

ومن الأسماء التي تم استهدافها: سعيد ناظم أحمد وصالح علي عاصي وطوني بطرس صعب و يوسف عاصي وقاسم بزي مسؤول عن مؤسسة الشهداء وجواد محمد شفيق نور الدين المسؤول عن تجنيد المقاتلين وإرسالهم إلى سوريا واليمن.

هل دفعت أزمة حزب الله النقدية إلى الضغط على المصارف اللبنانية وحاكمية البنك المركزي؟

لبنان – رويترز

تقول المصادر، ان هذه الإجراءات قلصت موارد حزب الله بنسبة 30 بالمئة و منعت شركات ومؤسسات من نقل اموالهم الى الحزب ما ادى إلى تجفيف العملة الصعبة من السوق المحلية وادى الى مخاوف عديدة لدى مستثمرين آخرين و مغتربين خوفا من اعتبارها اموالا موجهة الى حزب الله بالإضافة الى قيام حزب الله بنقل و تهريب الدولار الى سوريا للمساعدة في تعويم الاقتصاد السوري ما ادى الى تراجع موجودات لبنان من العملة الصعبة ما وضع الحزب في موقف حرج امام قاعدته الشعبية فرد بتحريك الشارع ضد مصرف لبنان و المصارف اللبنانية لتحويل دورة الإقتصاد الى الإقتصاد النقدي.

وأوضحت المعلومات كذلك أن الحزب يعمل على توجيه إعلامي واضح لتحميل المصارف الجزء الاكبر من المسؤولية ما يحرض المنتفضين عليها دون غيرها

والاهم ان الحزب يتواصل مع جزء كبير من الحراك الشعبي وينسق معه بشكل حثيث بعيداً من الاعلام بهدف تحديد اهداف التظاهرات والتحركات.

كما يسعى الى توجيه الحراك في موجته الثانية. خصوصا انه يعلم انه من غير مصلحته مواجهة الحراك ولن يواجهه كما حصل في الموجة الاولى.

 هل يقف الحزب عند هذا الحدّ؟

تؤكد المصادر ان حزب الله لا يمانع ابدا في اقالة حاكم مصرف لبنان و يطمع بالتأكيد الى تحقيق قضم داخل هيكلة البنية المالية في لبنان و لكن لا يريد ان يكون في الواجهة حاليا لذا من جانب يرى ان تحريك الشارع ضد الحاكم و المصارف مفيد جدا و تحريك حلفائه ضدهما ايضا يصب في نفس الإطار وهو محاولة تخفيف الخناق على حزب الله من من خلال الفوضى لذلك يسعى الحزب الى تأطير بعض كوادر الحراك والطلب منهم تحديد خطابهم وتحركاتهم ضد المصارف وضد مصرف لينان وليس ضد الحكومة وهذا ما يساعده عليه وجود بعض من هم من بيئة الحزب داخل الحراك الشعبي ويتحركون تلقائياً ضد المصارف. كذلك فإن الازمة بين المصارف والناس تساعد في توجيه الحراك ضد فروع المصارف.

 

أقرأ أيضا:

تظاهرات في لبنان ضد حزب الله ومطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية