أخبار الآن | منبج – سوريا – (جلال زين الدين) 

تتسارع وتيرة الانهيارات في صفوف داعش في مدينة منبج بعد أكثر من شهرين من المعارك الطاحنة مع قسد المدعومة بطيران التحالف، إذا تقلّصت المساحات التي يسيطر عليها التنظيم بعد بسط قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على أكثر من 90% من مدينة منبج. 

وما يدلل على يأس داعش قيامه بأعمال تدل أنه راحل بلا رجعة، يقول الناشط الإعلامي أبو عمر منبج: "تم احتراق عدد من المحلات في السوق الرئيس، وهناك أخبار غير مؤكدة عن قيام داعش بهذا الفعل لحرمان قوات سوريا الديمقراطية منها وللتشويش على الطيران" إذ لم يعد بالإمكان نقل المحتويات نتيجة شراسة القصف الجوي وكثافته من جهة، ولضيق المساحة المسيطر عليها من جهة أخرى. 

واستنزفت المعارك الدائرة منذ أكثر من شهرين داعش على كافة الصعد، يقول ابو يوسف ناشط إعلامي من منبج :" معظم مقاتلي التنظيم قتلوا بالقصف الجوي، ويقدر عدد من بقي في المدينة حوالي 300 مقاتل" ويضاف للنزف البشري شح السلاح والذخيرة، يتابع أبو يوسف:" لم يبق مع الدواعش حقيقة إلا السلاح الفردي، وربما عدد محدود جداً من السلاح المتوسط" وأثر قطع خطوط الإمداد كثيراً، يتابع أبو يوسف:"ويعاني التنظيم من شحٍ شديد في الذخيرة مما يجعل إمكانية المقاومة محدودة جداً، ولم يعد بإمكان التنظيم حالياً استخدام سلاح المفخخات" إذ يعتقد أنّ معظم المفخخين قتلوا، ومن بقي لم تعد تتوفر له المواد اللازمة. 

وتدل محاور الاشتباك على حجم الانهيار، ومساحة المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش، يقول أبو عمر :"سيطرت قوات سورية الديمقراطية على المربع الأمني ومنطقة الكرة الأرضية ولم يبق لداعش إلا المنطقة شمال مدرسة أبي فراس الحمداني للنهاية السرب وهي لاتساوي 10% من مساحة منبج".       

ولجأ داعش أمام هذا الانهيار لاستخدام المدنيين دروعاً بشرية، يقول أبو عمر :"احتجز داعش كل المدنيين الذين كانوا في مناطق سيطرته، واقتادهم للقسم الخاضع له" ولم يقتصر الأمر على المدنيين، يتابع أبو عمر:"ونقل المساجين لمنطقة السرب، وبين المساجين عدد كبير من الكرد، ويريد التنظيم الاحتماء بهم لحظة الصفر". 

ويبدو أن داعش نجح في تحقيق مأربه الأخير فقد أصدر مجلس منبج العسكري بياناً سمح بموجبه للدواعش بالخروج مقابل سلامة المدنيين، فجاء في البيان: "إننا في مجلس منبج العسكري، وانطلاقاً من مسؤوليتنا الأخلاقية والإنسانية والوطنية تجاه أهلنا المحتجزين لديهم نعلن أننا على استعداد للسماح لعناصر داعش بالخروج من المدينة شرط إفراجهم عن كل المدنيين المحتجزين، وكذلك عن كل السجناء". ولم يبق حقيقة كما أسلفنا إلا عدد محدود من الدواعش فمعظمهم قتل، وقسم منهم هرب. 

وتسري شائعات لحظة كتابة التقرير عن وقف القتال بين داعش وقوات سورية الديمقراطية ومفاوضات لانسحاب داعش مقابل السجناء. 

وتمر الأيام القادمة عصيبة جداً على من تبقى من المدنيين لدى داعش، وكذلك المساجين الذين يخشون تنفيذ حكم الإعدام بحقهم، وكذلك أهل منبج عموماً حول مستقبل مدينتهم.