أخبار الآن | الأتارب – حلب – سوريا (مصطفى جمعة)

المدنيون هم أكثر المتضررين من بقايا ومخلفات الحرب, هذا إن نجى بعضهم  منها أثناء قصفهم, فطائرات النظام وروسيا، لا تدخر سلاحاً وإن كان محرما دوليا, في قصف المدن الآمنة في سوريا. أبو عزام هو أحد مقاتلي الجيش الحر, يخاطر بحياته لجمع مخلفات القصف وخاصة تلك الأشد خطورة, فقد جمع منذ أيام عشرات القنابل العنقودية المحرمة دولياً التي قصف بها مدينة الأتارب في ريف حلب, لكي لا يُصاب بها المدنيون, وليكون دليلا إضافيا, على إجرام النظام وحلفائه. نتابعه قصته.

حلب ..الجيش الحر يتقدم في الراموسة ويقترب من كسر الحصار

يقول أبو عزام المقاتل بالجيش الحر: "في يوم إستهدف به الطيران الحربي مدينة الأتارب بعشر غارات جوية, إثنتان منهما عنقودية وثمانية فراغية, فبدأت النداءات عبر الأجهزة اللاسلكية أن نصف القنيبلات لم تنفجر, بينما النصف الآخر تفجر, وأنا لدي خبرة بهذه الأمور, فأصطحبت معي وعاء يسمى "السطل" وتوجهت إلى هناك مع بعض الشباب و بدأنا بجمع هذه القنابل التي لم تنفجر, خشية ألا تنفجر بين المدنيين, قمنا بإخلاء المكان, بالإضافة إلى أن الناس تفرغ المكان و المدينة نتيجة القصف الهمجي, وهذه هي القنابل التي جمعناها, وهي مزودة بشفرات و تنفجر بعملية الدوران بالهواء عند سقوطها, لكنها لم تنفجر, ولكي أحافظ على إستقرارها و عدم إنفجارها, أخذت الفكرة من جدتي عندما كانت تضع القش بين البيض عند إخراجه من القن, كي لا تتصادم و تنفجر, ففادتني هذه الفكرة و تركتها لدي في مكان آمن ريثما تأتي كتائب الهندسة و تفككها تستفيد منها, وأهم شيء إبعادها عن المدنيين, لانها سقطت في أراضي زراعية, وغدا سيأتي الفلاح ليحرث أرضه, فربما تنفجر عليه ويذهب ضحيتها, فنعاود البحث أكثر من مرة بحثاً عن العنقودي".

يتابع أبو عزام حديثه: "بعض هذه القنابل قمنا بتفكيكها حسب الخبرة, كانت على وشك الإنفجار وقمنا بنزعها, وما تبقى لا تزال محافظة على شكلها, حتى إننا وضعنا بينها قطع القماش لانه لم نجد قشاً وقتها, وعدد ما تمكنا من جمعه 60 قنبلة وهنالك أكثر منها مما إنفجر, فمدينة الأتارب تعرضت ولازالت بالصواريخ الفراغية و العنقودية ومدفعية وصواريخ أرض أرض, وهذا يعني أنه كسبنا خبرة التعامل مع الأسلحة, حتى الأطفال يريدون تعلم ذلك, لكنهم لا يدركون خطورته, ونحاول حسب خبرتنا التعامل معها, وإن حصل شيٌ لنا ففي سبيل الله, والعنقودي أنواع, فمنه الذي يكون على شكل دائري كروي, وذاك النوع له صاعق, فنستخدم "الكماشة" لنزع الصاعق لكن هذا النوع المزود بالشفرات ليس لدينا خبرة به, وسنستعلم عنه من فرق كتائب الهندسة, لأنه بشكل مستمر يطور الأسلحة ويقصفنا بها بشكل دائم, ليقصف هذا الشعب الأعزل, هذا الشعب الذي يقاوم بالعجلات المهترئة, بدخان هذه العجلات, وهذا الموجود لدينا, كمضاد جوي".

منظمة اغاثية: في حلب طبيب لكل 10 آلاف شخص

ويختم كلامه بالقول: "العنقودي سلاح محرم دوليا, من الذي بإمكانه تحريمه, وعلى من محرم, من لديه القوة لمنع هذه الطائرات من قصفنا به, أليس العنقودي محرم دولياً؟ هذا المحرم دولياً ودليله معنا, وهنالك عشرات المحرمات الدولية, وكلما قال له المجتمع الدولي هذا محرم, قام بقصفنا به, وأخيراً هذا المحرم دولياً وهؤلاء الأطفال الذين حولي يقصفون بشكل مستمر بهذا السلاح الثقيل".