أخبار الآن | ريف إدلب الشمالي – سوريا (مصطفى جمعة)

بالضغط على الجراح, و بالإصرار على مقاومة الواقع القاسي, وبالإرادة الجبارة, يستقبل السوريون العيد في أماكن نزوحهم و لجوئهم, موفرين جواً يساعد الأطفال على المرح و اللعب, ففي مخيمات منطقة قاح الحدودية بريف إدلب, تسعى الأسر السورية, لعيش جوَّ العيد كما يجب, متحدين بذلك آلةَ القتل و التهجير, التي كانت و لا زالت سبباً في مأساتهم, المزيد في تقرير مصطفى جمعة من ريف إدلب الشمالي. 

العيد في مخيمات الشمال السوري, لم يكن يوحي بما إلتقطته كاميرا أخبار الآن في مخيم الدعاء, و ما حوله من تجمعات تختلف بالتسمية, و تتشابه من حيث التركيبة, حتى في أدق التفاصيل.

فالجميع هنا مشارك بهذه المناسبة, الكبار قبل الصغار كانوا على إستعداد ليصنعوا كل ما من شأنه زرع البسمة على وجوه الأطفال

أبو يوسف-نازح من حيش بريف إدلب: حلولنا أن نخلق لهم شيء من الفرحة, باللباس الجديد, بالحلوى و الألعاب, و بالبسمة التي غير موجودة في قلوبنا, لكن تظاهرنا بها لكي نضع الفرحة في وجوه هؤلاء الأطفال.

شقوق تتكشف في "خلافة" داعش الآخذة في التآكل

أبو العز-نازح من كفرزيتا: فرحة الأطفال ليس بإمكاننا نكرانها, بالرغم من القتل و الدمار و ما جرى ليلة أمس في مدينتي كفرزيتا من قصف و شهداء, نطلب من الله تعالى أن يفرجها علينا و على أحبابنا, و نعود لنسمع تكبيرات العيد في مدننا, و يلتم الشمل من جديد.

المساحات الضيقة بين الخيام, أصبحت في العيد مكاناً مناسباً للهو و اللعب عند الأطفال, الذين و بالرغم من الفقر المدقع الذي تعانيه أسرهم, لبسوا الثياب الجديدة, و خرجوا ليعيشوا لحظات العيد, على ضحالة الشروط المتوفرة.. لكن حتى الأطفال, تنتابهم غصة علاوة عن فقدانهم لرفاقهم..

نازحون من منبج يروون جرائم داعش بحقهم

غازي-طفل سوري: في هذا العيد أنا بعيد عن رفاقي و أصحابي, فالعيد ليس مجرد حلويات و ثياب جديدة و ألعاب, نريد العيد في قريتنا لنلعب أنا و رفاقي الذين تشتتوا, فمنهم من هاجر إلى تركيا أو لبنان, و منهم من إستشهد.

و من اللافت للنظر, تعايش النازحين مع ما يفرضه واقع النزوح, تاركين لأنفسهم فسحةً صغيرة, تنسيهم و أطفالهم, قساوة الحرب, و تعطيهم أملاً بأن ثمة عيد في موطنهم, الذي تركوه مجبرين.