أخبار الآن | إدلب – سوريا (حصري)

صدر الأمر بمتابعة الهدف وملاحقته.. وما إن دخل الهدف منطقة التنفيذ، صدر الأمر باغتياله وتصفيته.. لقد كان الناشط رائد الفارس أو “مهندس الحرية” الذي اغتالته جبهة النصرة بسبب تعبيره عن رأي بلدة كفرنبل السورية والتي تشهد معارك متفاقمة في كل حين و آخر..

رائد الفارس كان من أشد المناصرين للمرأة، داعياً لأن تأخذ دورها الحقيقي قي المجتمع.. إضافة إلى تشكيله منظمة للمجتمع المدني، ودافع عن حقوق الطفل معتبراً أنه مستقبل سوريا، إضافة إلى مناصرته قضية المراهقين ليبقوا ضمن إطار المجتمع المدني وعدم انضمامهم إلى أي تنظيم متشدد، وهذا ما حدا بالمنظمات الإرهابية المتواجدة في إدلب وخاصة “النصرة” بالتفكير بقتله، كونه يشكل خطراً على الإيديولوجيا المتشددة التي تروج لها تلك المنظمات.

لم يكن رائد الفارس ناشطاً مدنياً فحسب، بل كان رائداً وثورياً على كل أشكال الاستبداد والتطرف بكل أشكاله، وكانت أفكاره مشبعة بالتحرر والاستقلال، إضافة لكونه خلاقاً في كل المجالات.

ولأنه كان مليئاً بالطاقة الإيجابية، كان ملهماً لكثير من أصدقائه وأقربائه، كما أنه استطاع أن يضع قرية صغيرة بريف إدلب إلى العالمية بواسطة قلمه وكاميرته.

أطلق الفارس راديو فريش، كان هدفه من وراء إطلاق هذه الإذاعة توعية الناس في مسائل الحريات، إضافة إلى تقديم البرامج الإنسانية والخدمية للمجتمع.

تمكنت أفكار الفارس ومشاريعه من تضييق الخناق على المتطرفين وكشف مخططاتهم للناس وخاصة الجيل الشاب الذي كان ينحاز دائماً إلى رائد بلا تردد، فقرر المتطرفون الانتقام منه على طريقتهم الخاصة.

الممثل البريطاني الخاص لسوريا مارتن لونغدن اعتبر أن رائد الفارس كان ضمير الثورة السورية وأن سوريا خسرت الكثير باغتياله، بينما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بياناً دانت فيه عملية اغتيال الفارس وصديقه.

أجبر الضغط الشعبي في مدينة كفرنبل جبهة النصرة لإصدار بيان تنفي فيه ضلوعها في اغتيال الفارس، لكن الشبكة السورية لحقوق الإنسان كشفت في تقرير مطول ضلوع “النصرة” في الجريمة من خلال توفر الشهادات والدلائل الظرفية، وقالت الشبكة في تقريرها المكون من ثماني صفحات إن بعض الأهالي أكدوا إن السيارة الي كان يستقلها القتلة توجهت شرقاً باتجاه وسط المدينة وفقد أثرها بعد ذلك، وهنا تجدر الإشارة إلى جبهة النصرة التي تضع حواجز لها على جميع مداخل المدينة، وفي يوم الاغتيال لم يكن أي حاجز لها على الجهة الشرقية للمدينة.

حصد الفارس جائزة الصحفي الأكثر شجاعة لعام 2020 من معهد ليغاتوم البريطاني، لم تكن مجرد جائزة بل كانت عنواناً مختصراً لمسيرة رجل عاش للحرية وعزف للوطن.

ظنت “النصرة” أنها ستطفئ فكر الفارس كما أطفأت نور عينيه، لكن أصدقاءه ومناصريه يؤكدون أن فكر الفارس باقٍ في عقولهم وقلوبهم.

رائد فارس الصوت الإنساني الحر يغيب برصاص النصرة

 

اقرأ المزيد:

بعد اندحار القاعدة.. الحياة تدب من جديد في القطاع المصرفي بحضرموت