لم أجد مفتاح إزالة ثريدز فعطلت الحساب

قبل أن يعرف أي منا شيئًا عن منصة ثريدز، وفي صباح يوم الأول من يوليو الجاري فوجئ رواد منصات التواصل الاجتماعي، بقرارات السيد إيلون ماسك مالك منصة تويتر بإجرائه بعض التعديلات الجديدة على المنصة التي اعتبرها الأهم لعملي كصحفية لمتابعة أهم الأحداث حول العالم، تضمنت هذه التعديلات تحديد عدد التغريدات التي يمكن للمشترك أن يراها بـ 600 تغريدة، وإن أردت المزيد فعليك أن تدفع لتحصل على العلامة الزرقاء ومعها عدد تغريدات تصل لـ 10 أضعاف أي 6000 تغريدة يومية، وهكذا طبق السيد “ماسك” مبدأ “اللي هيدفع راح يقعد واللي ما يدفعشي يبعد”.

وبعد اعتراض متوقع ممزوج بحالة ثورة من مستخدمي تويتر ضد قرار مالكه، وعقب عدة ساعات قام السيد ماسك بزيادة عرضه في تغريدة أخرى لتصل عدد التغريدات المسموح بها لغير ذوي العلامات الزرقاء بـ800 تغريدة و8000 تغريدة لأصحاب العلامة الزرقاء، وهو مالم يحقن حالة غضب مرتادي المنصة، الذين ظل شعورهم بالوصاية والاستغلال تجاه قرارات ماسك المتعلقة بالمسوح لهم رؤيته وغير المسموح حين ينفذ رصيدهم.

والتي ما زالت تمثل عائقًا لتصفح المنصة الهامة، وظل السيد “ماسك” يمارس وصايته على مرتادي منصته ويحاول تقمص دور الأخ الأكبر حين يخبر العملاء أن يقضوا وقتًا أوفر مع عائلاتهم بعيدًا عن فضاء الانترنت، بينما إذا استطاعوا الدفع فيمكنهم الابتعاد عن عائلاتهم ورؤية المزيد من التغريدات، واستمر تذمر واستياء مرتادي المنصة وأنا منهم حتى أتى الحل حاملاً  اسم منصة “ثريدز” في صباح يوم 6 يوليو أي بعد أقل من أسبوع من قرارات الوصاية “الماسكية” على عالم الفضاء المفتوح، فتحمست بشدة وظننت أنها منصة بديلة أي تحمل نفس صفات تويتر الذي أعرفه وأفضله عن باقي منصات التواصل الاجتماعي فقد أتيت إليه بعد ضجر وملل من الفيسبوك.

فدخلت إلى عالم الـ”ثريدز” متفائلة بمنصة دون تحكم أو وصاية أو قرارت رأسمالية لا تعبأ بشيء سوى الربح السريع، وبعد أقل من نصف ساعة بدأت تساورني فكرة تعطيل الحساب “deactivation” بعد أن وجدتني أمام منصة ممسوخة مهجنة بين “تويتر” و”انستغرام” الذي لطالما هجرته سابقًا، بعد إحساسي بالتشويش والزحمة بين فيديوهاته وصوره، التي شعرت بعد فترة من استخدامه بأنه يأكل من ذاكرتي ويؤثر عليها فهجرته.

وقبل أن أتخذ قرارًا بالمغادرة بلا عودة قمت بعمل استفتاء على حسابي على تويتر لمعرفة إذا كنت الوحيدة التي لم تجد ضالتها في المنصة الجديدة التي كان متوقعًا أن تكون بديلاً فكانت النتيجة تصويت 75.2% من  383  من مرتادي تويتر على أنهم سيظلون بمنصة تويتر ربما يتحلى السيد إيلون ماسك بمزيد من العقلانية في التعامل مع عملاء منصته، وعلوان في الاستفتاء هو الاسم الحركي الذي يطلقه المصريون على إيلون مساك، ووجدت أن 16.2% كانوا مثلي ذهبوا إلى ثريدز وعادوا ثانية إلى تويتر، بينما قرر 8.6% منهم أنهم سيذهبون إلى ثريدز لأنهم ملوا من أفعال “ماسك”.

وساعدني على اتخاذ قرار تعطيل الحساب ما قرأته عن الخصوصية المنتهكة على المنصة الجديدة وكيف أن مصممها استباح لنفسه الاطلاع على كل معلوماتك والوصول إلى خبايا موبايلك وأغوار عالمك الافتراضي، حيث شعرت أن معامل الأمان بالمنصة الجديدة لا يذكر، وهو ما ذكرني بحادث اختراق هاتفي الجوال في ليبيا 2014 بسبب أبلكيشن مكالمات عبر الانترنت، استطاعت منه بعض الأجهزة اختراق هاتفي ومكالماتي والاتصال بي لتهديد على مدار يوم وليلة قررت بعدها الرحيل سرا وفجأة عن طرابلس إلى أول طائرة ذاهبة إلى تونس بعد ان أمضيت ليلتي أحمل حقيبتي وأدور ببصري بين مزلاج باب الغرفة وباب الشرفة لعل أحد المتصلين يكسر أحدهما الآن.

عامل الأمان هو أحد أهم الأشياء التي أبحث عنها حين أستخدم إحدى المنصات أو أحد التطبيقات وهو ما افتقدته بشدة في “ثريدز” إلى جانب حالة التشويش والازدحام التي لا أستطيع معها متابعة الأخبار والأحداث التي أهتم بمتابعتها.

 

فعدت إلى تويتر، ململمة أذيال خيبتي في ثريدز، رغم كل مآخذي على تصرفات “ماسك” ولكني ما زال لدي أمل في في إصدار منصة جديدة لها نفس أهداف تويتر في بداياته، وهو ما يجعلني أعول على منصة بلوسكاي ” Bluesky” التي أعلن جاك دورسي مؤسس تويتر أنه يعمل على تنفيذها والانتهاء منها قريبًا.