كم طفل تيتّم ليلة العيد , وكم امرأة ترمّل, وكم من قلب احترق على فلذة كبده… في ليلة عيد الاضحى سقط أكثر من ثلاثين قتيلا وعشرات الجرحى في سوق شعبي.إلى سوق “الوحيلات” ذهبن ليشترين ملابس العيد , ولم يتوقعن أن وسط هذا السوق ستتطاير أشلاؤهن وأشلاء عشرات الأبرياء مثلما تشتتت فرحتهم، فلم يبقى سوى صرخات النساء وشباب يبحثون عن بقايا جثث بعثرها حزام ناسف مصنع محليا مليء بقطع حديدية ليفتك بأكبر عدد من الأبرياء… مدينة الصدر تنزف حزنا في عيد الأضحى ولم تستطع هذه المدينة الفقيرة أن تفرح بالعيد.

تنظيم داعش الإرهابي تبنى الهجوم معلنا على منصات التواصل الاجتماعي أن من نفذ الهجوم هو “ابو حمزة العراقي” أحد اعضائه الإرهابيين.   

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمر على الفور بتوقيف الضابط المسؤول عن القاطع أي منطقة الانفجار، وعقد اجتماعا طارئا مع كبار قادة الأمن لبحث حيثيات الهجوم وفقا لبيان صدر عن مكتب الكاظمي.. موقف لم يشف غليل شعب يعاني من انفلات أمني سمح لعناصر “داعش” بالتسلل بين الأبرياء ويخطف منهم فرحتهم.. انفلات أمني سمح لميليشيات مسلحة تخطف حياة ناشطين وصحافيين كل ذنبهم أنهم يطالبون بحياة كريمة، وخدمات..
 عن أي اجتماع ولجان يتحدث رئيس الوزراء وبلده تسيطر عليها عصابات داعش والوجه الثاني لها ميليشيات مدعومة من إيران..

أما الرئيس العراقي برهم صالح فقد لجآ إلى التغريد قائلا: إن تفجير مدينة الصدر جريمة بشعة وقسوةٌ قل مثيلها، مشددا على اقتلاع الإرهاب الحاقد..أيضا تغريدته لم تسلم، المغردون على تويتر صبوا نار غضبهم عليه وعلى حكومته وكل المسؤولين الذين عبروا عن حزنهم بسبب الانفجار.
فعندما يطلب الرئيس بعد كل هذه الأعوام اقتلاع الإرهاب، يتبادر إلى أذهاننا السؤال التالي: إذا ماذا كنتم تعملون طوال هذه السنين، ومن الذي منعكم من استئصال الإرهاب أم انشغالكم بالمناصب والمكاسب كان أكبر من شعب عانى على مر العصور...

بدوره رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الذي وصفت تغريدته باستغلال للحادث , طالب بإجراء تغييرات لبعض القيادات الأمنية. وتابع أنه يجب ألا تمر هذه الخروقات دون مساءلة حقيقة..

ليس بالجديد على مدينة الصدر وأهلها التفجيرات, فاذا تحدثنا فقط عن عدد التفجيرات التي طالت تلك المدينة هذا العام فهي كانت كالتالي:              
في الثلاثين من يونيو الماضي أعلنت خلية الإعلام الأمني عن وقوع انفجار في أحد أسواق المدينة حصيلته كانت خمسة عشر جريحا. الانفجار نفذ أيضا بعبوة ناسفة..وأيضا اجتمعت الحكومة وغرد صالح مطالبا باستئصال الارهاب ، وفي أبريل الماضي من هذا العام وقع انفجار عندما لصُقت عبوة ناسفة بسيارة متوقفة في سوق شعبي في مدينة الصدر..استشهد أربعة  اشخاص على الأقل.

تنظيم داعش الذي تبنى الهجوم حذرت جهات غربية عدة من عودته وتنفيذه لهجمات مختلفة، آخرها كانت تحذيرات رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية ” برونو كال” عندما قال إن الإرهاب لا يزال يشكل تهديدا حقيقيا للنظام العالمي.  ” كال” أكد في تصريح له في الثاني عشر من يوليو الحالي, أن الإرهاب تطور وكلف حياة الكثير من البشر، كما ازداد عدد الإرهابيين والخطر الذي يشكلونه.

إذا إرهاب يخطف أرواح الأبرياء وفشل حكومي وسيطرة للميليشيات، والحكومة في كل حادث تلجأ لفتح باب التعازي على تويتر.        

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن