كورونا ليس الأول.. تاريخ صيني طويل مع تسرب الفيروسات

بكين لها تاريخ طويل مع تسرب الفيروسات الأمر الذي يثير قلقا دوليا بشأن أسباب انتشار فيروس كوفيد-19. إذ بينما بدأ تفشي كوفيد-19 منذ 16 شهرًا على الأقل وقتل أكثر من 3 ملايين شخص في كافة أنحاء العالم، لا يزال أصل الوباء غامضًا، وثمة نظريتَان رئيسيتاْن؛ وتفيد إحداهما أنه ظهر بشكل طبيعي من الحياة البرية إلى الناس من خلال سوق ووهان، والأخرى تقول إن الفيروس كان قيد الدراسة في المختبر وتسلّل منه.

وما يثير للاهتمام هو تاريخ طويل موثق للفيروسات التي تتسلّل حتى من أفضل المختبرات، تسربت فيروسات خطيرة من المختبرات كل عام تقريبًا منذ السبعينيات، بما في ذلك سارس 1 الذي تسرب من المعامل في سنغافورة وتايوان وأربع مرات من الصين.

في عام 2014، حثّت مجموعة عمل كامبريدج بكين على توخي الحذر عند إنشاء فيروسات جديدة، وحدّدوا خطر إنشاء فيروس يشبه السارس 2 ويمكن أن يؤدي إلى تفشي المرض الذي يصعب أو يستحيل السيطرة عليه. تم توثيق أن الباحثين في معهد ووهان لعلم الفيروسات كانوا ينفّذون تجارب مصممة لجعل فيروسات كورونا تصيب الخلايا البشرية.

بالمناسبة في العام السابق، وجدت بكين فيروسًا شبيهًا بكورونا واحتفظت به مخزنا في مختبر ووهان. بينما فشلت الصين في نشر هذه المعلومات المهمة حول الفيروس الشقيق لكوفيد-19، على الرغم من أنها أقوى جهة في البحث عن أصل الوباء.

علاوة على ذلك، لم يكن الأمن في معهد ووهان لعلم الفيروسات عند حسن الظنّ، إذ شعرت وزارة الخارجية الأمريكية بالقلق الشديد بعد زيارة في عام 2018 فذكر وفد الوزارة في تقريره: “يعاني المختبر الجديد نقصًا خطيرًا في الفنيين والمحققين المدربين بشكل مناسب اللازمين لتشغيل هذا المختبر عالي الاحتواء بأمان”.

كما لم يتم تطعيم الباحثين ضدّ الفيروسات التي كانت قيد الدراسة، وليس الأمر مفاجئًا وفقًا لوزارة الخارجية.

ويضيف التقرير: “لدى حكومة الولايات المتحدة سبب للاعتقاد بأن العديد من الباحثين داخل معهد ووهان لعلم الفيروسات قد أصيبوا بالمرض في خريف 2019، أي قبل أول حالة تم تحديدها لتفشي المرض مع ظهور الأعراض؛ بما يتوافق مع كل من كوفيد-19 والأمراض الموسمية الشائعة”.

وتماشيًا مع هذا التقييم، ثمّة حقيقة مثيرة للاهتمام، إذ أفادت تقارير أن وكالات الاستخبارات الأمريكية والمملكة المتحدة تفحص بيانات الهاتف المحمول، ما يشير إلى إغلاق طارئ في تشرين الأول/أكتوبر في معهد ووهان لعلم الفيروسات، ولم يُسجّل نشاط للهاتف المحمول في جزء شديد الأمان من المختبر، فما هو السبب؟

بالفعل في نيسان/أبريل 2020، كتب الصحفي في جريدة “واشنطن بوست” ديفيد إغناتيوس، أن الفيروس ربما لم يبدأ في سوق ووهان، لكن على بعد 300 ياردة من هناك في فرع الصين مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

قد يكون الوباء نتيجة إطلاق مختبري عرضي لفيروس كورونا الخفافيش ربما من خلال إصابة عامل في المختبر أو عيّنة مسربة أو سوء التخلص من النفايات الخطرة.

هذا هو التفسير الذي جاء به بوتاو شياو من جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا الذي عمل سابقًا في ووهان، في بحث يؤكد أن “الفيروس التاجي القاتل قد نشأ من مختبر في ووهان”.

أشار ذلك البحث إلى الحلقات السابقة التي كانت فيها مسببات الأمراض تمت إساءة التعامل معه في أجزاء أخرى من الصين، ولاحظ أن باحثًا في ووهان تعرّض للعض من قبل الخفافيش أحيانًا.

أخيرًا وليس آخرًا، في حساب شامل حديث للغاية عن الاحتمالات الفيروسية التي نشرتها نشرة العلماء الذريين، يوصف مختبر ووهان بأنه المصدر الأكثر احتمالًا للوباء.

ليس فقط نظرية فيروس كورونا المتسرب من مختبر ووهان محتملة، لكن ثمّة احتمال أيضًا أن تكون جزءًا من برنامج سلاح بيولوجي.

وفي الواقع، ناقشت وثيقة كتبها 18 عالمًا وخبير أسلحة في جيش التحرير الشعبي الصيني عام 2015 تسليح فيروس كورونا السارس.

تنبأت الورقة التي حصلت عليها وزارة الخارجية الأمريكية بعنوان “الأصل غير الطبيعي للسارس والأنواع الجديدة من الفيروسات التي يصنعها الإنسان كأسلحة بيولوجية وراثية”، بأن الحرب العالمية الثالثة ستخوض بأسلحة بيولوجية.

وصدرت قبل خمس سنوات من بدء جائحة كوفيد-19، وتصف فيروسات السارس التاجية بأنها “حقبة جديدة من الأسلحة الجينية” التي يمكن “التلاعب بها بشكل مصطنع في فيروس مرض بشري ناشئ، ثم تسليحها وإطلاقها بطريقة لم يسبق لها مثيل من قبل”.

وفي الواقع، منذ عام 2012، ساعد العلماء في مختبر ووهان للفيروسات الجيش الصيني في مشروع سري للعثور على فيروسات حيوانية.

في تطور آخر، قال المحقق الرئيسي السابق في وزارة الخارجية الأمريكية الذي أشرف على فرقة العمل المعنية بأصل فيروس كوفيد-19 إنه لا يعتقد فقط أن الفيروس تسرّب من معهد ووهان لعلم الفيروسات، لكن ربما كان نتيجة بحث أجراه جيش بكين على سلاح بيولوجي.

السؤال هنا هو حقًا ما إذا ثبُت تفسير طبيعي بريء لأصل تفشي كورونا، فلماذا دمّرت الصين الأدلة المادية وحاولت الإخفاء بأي ثمن؟ كما أوضحنا هنا، كذبت الصين بشأن تفشي كوفيد-19 وقررت فرض ضوابط سياسية صارمة على البحث في أصل الفيروس.

لخّصت وزارة الخارجية الأمريكية مسار الأحداث بهذه الطريقة، لأكثر من عام، منع الحزب الشيوعي الصيني بشكل منهجي إجراء تحقيق شفاف وشامل في أصل جائحة كوفيد-19، واختار بدلاً من ذلك تخصيص موارد هائلة للخداع والتضليل.

وعلى سبيل المثال، وفقًا لاستخبارات ألمانيا، طلب الزعيم الصيني شي جين بينغ شخصيًا من رئيس منظمة الصحة العالمية الماركسي الدكتور تيدروس، حجب المعلومات حول انتقال العدوى من إنسان إلى آخر، وأخّر الاستجابة العالمية لمدة أربعة إلى ستة أسابيع في بداية اندلاع كوفيد-19.

والآن، حتى منظمة الصحة العالمية التي كانت متساهلة للغاية مع بكين، على أقل تقدير، قالت إنها ستجري تحقيقًا أكثر قوة حول ما إذا كان الفيروس قد تسرّب من مختبر ووهان.

هل ستظهر يومًا ما حقيقة حول الأصل الحقيقي لفيروس كورونا؟ ربما كلا، لكن مع ذلك فإن نظرية مختبر ووهان لعلم الفيروسات كونها مركز الوباء تزداد مصداقية يومًا بعد يوم.

يحتاج الغرب وخاصة الولايات المتحدة إلى التأكد من عدم ترك بكين في مأزق، لكن للأسف ما من أمر مؤكد. كما رأينا هنا، تحتاج بكين إلى دفع “تعويضات” عن 3 ملايين حالة وفاة وتريليون دولار من الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي لحقت بالعالم.

تحدّث المنشق الصيني الشهير لياو ييوو مؤخرًا عن كوفيد-19 والتغطية والأكاذيب الصينية قائلاً: “أنتم الغربيون تسقطون دائمًا في أكاذيبهم (بكين)”. نأمل أن يكون لياو مخطئًا.

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن