زيارة البابا التاريخية إلى العراق

ارتدى العراق ثوب التسامح والسلام خلال الايام الثلاثة الماضية لزيارة البابا فرانسيس،، استقبال ومراسم مميزة اظهرت ملامح التنوع القومي والديني والاثني والعرقي الذي اثار اعجاب الزاوار،،فرق موسيقية فلكلورية، وتراثية قدمت عروضا ترحيبية، ارتدت هذه الفرق زي المسيحيين من آشوريين وكلدان وسريان،وفرق موسيقية ثانية ارتدت الزي العربي التقليدي، واخرى الكردي.
المشهد كان كلوحة موزاييك عبرت عن اطياف الشعب العراقي بدءا من اختلاط الألوان والأزياء والثقافات. .

زيارة البابا كانت رسالة مبهرة للعالم تقول إن العراق هو محطة لقاء الأديان والأفكار والقيم البشرية المشتركة.
ومن مدينة النبي ابراهيم..”اور” التاريخية التي تحمل رمزية دينية لأتباع الديانات السماوية، وتٌعرف على أنها مسقط رأس النبي إبراهيم..دعا البابا إلى احترام حرية الضمير والحرية الدينية والاعتراف بها.
كلمته جاءت خلال صلاته في أور مع ممثلين عن الشيعة والسنة والأيزيديين والصابئة والكاكائيين والزرداشتيين. وقال  في كلمته : إنه لا يصدر العداء والتطرف والعنف من نفس متدينة: بل هذه كلها خيانة للدين.

“اور” التي لم تفكر يوما الحكومات المتعاقبة في تأهيلها واعادة بنائها لتصبح وجهة سياحية تاريخية ودينية..جاء البابا ليحيى فيها الحياة والروح ويعلن فيها السلام،،تاريخ عظيم لهذه المدينة..ففي عام 2100 قبل الميلاد كانت مدينة “أور” عاصمة الدولة السومرية إضافة إلى وجود “زقورة أور” التي تعتبر من أقدم المعابد في العراق، والتي بناها مؤسس سلالة “أور” الثالثة، سنة 2050 قبل الميلاد،،وقديما كانت تعد من أغنى المدن العراقية حيث كانت مركزا تجاريا بارزا بفضل موقعها عند نهر دجلة والفرات.
من “اور” إلى النجف،،المحطة الابرز للبابا حيث اللقاء التاريخي والأول على الإطلاق بين  المرجع الشيعي علي السيستاني، وبابا الكنيسة الكاثوليكية، لقاء حمل في طياته رسائل تدين التطرف بإسم الدين, وتدعو إلى التسامح والسلام, كما تم بحث أوضاع المسيحيين في العراق،،اول زيارة للبابا فرنسيس خارج الفاتيكان منذ تفشي وباء كورونا،،اثارت تساؤلات وتحليلات عدة , حيث يقول محللون إن الزيارة اثارت غضب الجارة إيران،،فزيارة البابا فرانسيس تعد اعترافا كافِ بحوزة النجف،،وأن ما سعت اليه طهران طيلة السنوات الماضية لتعزيز حوزة قم بين شيعة العراق ذهب هبائا،،فرسالة السلام التي حملها البابا ارسلها من النجف المقدس.

من النجف إلى الموصل ارض الانبياء،،وفي مشهد مؤلم ، صعد البابا منصة في ساحة  مدينة “حوش البيعة” المحاطة بالكنائس والتي تعرضت للقصف لإيصال رسالة سلام واحدة.. واعرب ” الحبر الأعظم” عن حزنه من  تناقص أعداد المسيحيين في العراق وفي أنحاء الشرق الأوسط، واصفا اياه بالضرر الجسيم والذي لا يمكن تقديره. كما دعا المسيحيين إلى العودة إلى مدينتهم.. ورفع الصلاة من أجل جميع ضحايا الحرب.. يذكر أن تنظيم داعش الإرهابي الذي سيطر على الموصل دمر نحو اربع عشرة كنيسة، سبعة منها تعود إلى القرون الخامس والسادس والسابع. وافتتح البابا فرنسيس نصبًا تذكاريًا للموتى في اليوم الأخير من زيارته للعراق.
ثم توجه البابا إلى اقليم كردستان واقام قداسا ،،وكانت رسالته ذاتها في كل العراق،، التسامح والتعايش بسلام ونزع السلاح،،
رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اعلن السادس من مارس يوما وطنيا للتسامح في العراق،،اكراما لزيارة البابا فرنسيس..هذه الزيارة التي تمناها العراقيون أن تتكرر يوميا،،بعد أن سارعت الحكومة الى تزفيت الشوارع التي يمر منها موكب البابا وتنظيفها واضاءتها،،والاهم من ذلك ،،لم يكن هناك قصف و لا صواريخ،، ولا قتل ولا اغتيال،، فكانت رسالة العراقيين” يا ليت البابا يزورنا دائما لنعيش بآمان.

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن