أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (نورا آغا)

بعد أشهر من الحصار المطبق على مدينة المعضمية في ريف دمشق الغربي سمح النظام لقوافل المساعدات الأممية من الدخول الى المدينة المحاصرة إلا أن ناشطين نشروا صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تلفا كبيرا في المواد الغذائية بعد ان اختلطت ببعضها

أقرأ أيضا:الاسد يهدد بإبادة المعضمية ما لم يخرج أهلها منها

وأكد الناشطون ان حاجز الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رئيس النظام ماهرالأسد طلب تفتيش الشاحنات اذ قام أفراد الفرقة بتهشيم أكياس المعونات واعادتها بطريقة عشوائية حتى اصبحت غير صالحة للاستهلاك البشري نتيجة التخريب المتعمد الذي اصابها
ويحاول النظام اجبار أهالي المعضمية على مغادرتها عبر حصارهم ومنع كل المواد الغذائية من الدخول اليهم على غرار ما فعل في مدينة داريا والتي تمكن أخيرا من تهجير أهلها وتوطين الميليشيات الطائفية التي تقاتل الى جانبه .

أقرأ أيضا:المعارضة السورية تسلم مدينة المعضمية للنظام خلال أيام

وكانت الهيئة العليا للتفاوض أصدرت بيانا قالت فيه ان النظام يحاول التغييرالديموغرافي للمناطق السورية عبر اجبار الأهالي على ترك مدنهم وتوطين موالين له من جنسيات مختلفة"عراقية – لبنانية – ايرانية – افغانية – باكستانية" على أساس طائفي
وتعتبر سياسة التهجير التي انتهجها النظام في غوطة دمشق الغربية "داريا والمعضمية" ليست الأولى من نوعها وهناك عشرات "المصالحات" التي قام من خلالها بمنح الأهالي فرصة بالحياة مقابل ترك منازلهم وأبرز صفقات التهجير:

صفقة داريا:
توصل الأسد الى اتفاق هدنة في الخامس والعشرين من آب/اغسطس  يقضي بخروج المدنيين والعسكريين من مدينة داريا في ريف دمشق الغربي.

وجرى التوصل إلى الاتفاق في أعقاب هجوم عسكري مكثف للقوات الحكومية، خلال الأشهر الثلاثة الماضية،  أدى إلى محاصرة مقاتلي المعارضة ونحو 8300 مدني محاصرين داخل المدينة.

أقرأ أيضا:اتفاق على خروج أهالي داريا بعد حصار 4 سنوات

ويحاصرالأسد مدينة داريا منذ أربع سنوات، وظل يحاول التقدم على أطرافها لأجل السيطرة عليها، وسط قصف مكثف بالبراميل المتفجرة يستهدف الأحياء السكنية بشكل يومي.
وأفاد المجلس المحلي لداريا أن 8300 مدني يعانون جراء الحصار الذي تفرضه قوات الأسد منذ أكثر من 1300 يوم، دون أن تنجح في النفاذ إلى المدينة
وأظهرت صور تداولتها صفحات موالية لمقاتلين "شيعة" وهم داخل مدينة داريا تمهيدا كي يقطنوها بعد ان فرغت تماما من سكانها

صفقة كفريا الفوعة – مضايا الزبداني
لا يزال النظام يحاصر أهالي مضايا والزبداني في اطار أكبر عملية تغيير ديموغرافي يقوم بها في ريف دمشق بعد ان سلم كل المواقع الى حزب الله اللبناني الذي يسعى لافراغ أهالي البلدتين.
 ففي 21 نيسان ابريل بدأت المرحلة الثانية من عملية اخراج وتم إخراج 225 من أهالي مضايا، إضافة إلى 25 من مسلحي بلدة الزبداني مقابل خروج 250 مسلحا من بلدات كفرية والفوعة.

أقرأ أيضا:النظام وحزب الله.. مصادرة الأراضي وتغيير الهوية السكانية في مضايا والزبداني

وتمت المرحلة الأولى من الاتفاق في الـ 22 من ايلول سبتمبر 2015 تم بموجبها إخراج حوالى عشرة آلاف مدني من الفوعة وكفريا وبقاء مسلحين موالين للنظام فيها مقابل خروج مسلحين من المعارضة وأسرهم من الزبداني وإطلاق سراح حوالى ٥٠٠ معتقل من سجون النظام.

صفقة أحياء دمشق الجنوبية:
إذ وقعت فصائل أحياء بيت سحم ويلدا وببيلا، على هدنة مفتوحة مع قوات الأسد في شباط 2014، وما زالت مستمرة حتى اللحظة.
بنود الهدنة شملت تسليم الجيش الحر للسلاح الثقيل واحتفاظه بالسلاح الخفيف، وتخيير عناصره بتسوية أوضاعهم أو بقائهم في مناطقهم، ووضع حواجز مشتركة على أطراف البلدات، ووقف إطلاق النار المتبادل بين الطرفين، ويلتزم النظام بفتح الطرق وإدخال المساعدات إلى هذه البلدات وانسحاب قواته من الأطراف.
ثم انضمت الى تلك الأحياء حيي القدم والعسالي في أيار 2014

صفقة أحياء دمشق الشمالية:
وهي أحياء برزة والقابون وتشرين الخاضعة  التي دخلت في هدنة مع نظام الأسد ابتداءً من برزة في شباط 2014 لتتبعها أحياء القابون وتشرين في أيلول من العام ذاته.
وتعتبر هذه الهدنة هي الأهم بالنسبة للنظام اذ تجاور تلك الأحياء حي عش الورور الذي تقطنه الشبيحة وعوائلهم اضافة الى وجود مركز البحوث العلمية في حي برزة والعديد من النقاط العسكرية الهامة لنظام الأسد

صفقة قدسيا والهامة:
عاود النظام حصار مدينتي قدسيا والهامة بعد اتفاق قديم خرج بموجبه 135 مقاتلًا من أبناء مدينة قدسيا مع عائلاتهم نحو محافظة إدلب شمال سوريا برفقة الهلال الأحمر السوري ولجنة المصالحة في المدينة، بتاريخ 30 تشرين الثاني، كشرط رئيسي وضعه النظام لإعادة فتح الطريق وفك الحصار الكامل المفروض على قدسيا ثم انهارت تلك الهدنة في آب اغسطس بسبب تجاوزات النظام وعاد الى لحصار المدينتين

ويؤكد ناشطون سعي نظام الأسد إلى تنفيذ ذات "التسويات" في بلدات وادي بردى "بسيمة، عين الفيجة، وادي مقرن، كفير الزيت.." وصولًا إلى منطقة آمنة تمتد من الزبداني فمضايا وصولًا إلى العاصمة، وبالتالي ضمان الاستقرار الأمني والعسكري لنظام الأسد بعد “ترويض” الشريان الواصل بين القلمون ودمشق.

صفقة حمص
السابع من أيار 2014، كان موعدًا لخروج مقاتلي المعارضة السورية من أحياء حمص القديمة متجهين شمالًا نحو الريف الخارج عن سيطرة الأسد
ونصت بنود الاتفاقية على خروج مقاتلي المدينة مع العوائل المتبقية، بالسلاح الفردي ومبلغ مالي دون 100 ألف ليرة سورية، نحو بلدة الدار الكبيرة في الريف الشمالي، وإيقاف استهداف حي الوعر وفتح ممرات إنسانية إليه

أقرأ أيضا: بعد هدنة "حي الوعر" .. قصص من ذاكرة الحصار الطويل

وقام النظام بعد ذلك بحصار حي الوعر وخرق الهدنة عبر قصف ممنهج كان مصدره الكليات الموجودة بمحاذاته لارغام الأهالي على الخروج بهدف اعادة رسم ديموغرافيا المنطقة حتى السابع عشر من ايلول الجاري توصل الى اتفاق هدنة يقضي بموجبه باخراج جزء من أهالي الوعر مقابل ادخال مساعدات انسانية الى ما تبقى من سكان
كما قام النظام باعادة رسم ديموغرافيا أحياء حمص القديمة عبر نقل عوائل من الأحياء الموالية "الزهراء – عكرمة" الى المنطقة الأمر الذي انتهجه أيضا في وقت سابق في مدينة القصير التي استوطن فيها أفراد من حزب الله

صفقة ريف حماة الغربي
هدنة بلدة قلعة المضيق في الريف الشمالي الغربي هي الأقدم اذ بدأ العمل بها سنة 2013
هدنة كفرنبودة  إذ بدأ العمل بها مطلع آب 2014، وأعيد بناء بعض المنازل المدمرة وتنظيف الطرقات من الركام إثر معارك طويلة استمرت ما يقارب عامًا ونصف العام.
وللهدن في ريف حماة الغربي أهمية كبرى للنظام اذ ان تلك البلدات تتداخل مع القرى الموالية للأسد ذات الغالبية العلوية  ورغم خروقات النظام المتكررة الا انه يحول الحفاظ على تلك المناطق كي لا تكون نقاط تماس في مناطقه

الهدن والتغيير الديموغرافي
ومن خلال التسويات التي وردت آنفا يتبين أن النظام يحاول فرض التسويات التي تهدف الى تغيير في البنية السكانية فقط في دمشق وحمص وحماة دون اللجوء لمثل تلك التسويات في حلب او ادلب او اي منطقة بعيدة عن اللاذقية وطرطوس
ويرى مراقبون ان النظام يحاول من خلال تلك الهدن ان يرسم حدودمناطق نفوذه ويبعد عنها نقاط الاشتباك ليتمكن من تأمين ما يسميه خبراء الساسة "سوريا المفيدة"