أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)

أعرب رئيس "المجلس الاعلى للدولة" في ليبيا عبد الرحمن السويحلي، عن استيائه البالغ من تأخر المجتمع الدولي في الإيفاء بتعهداته والتزاماته بدعم القوات التي تحارب تنظيم داعش الارهابي في "سرت" تحت شرعية "المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق" بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي،  خصوصا فيما يتعلق بإخلاء وعلاج الجرحى، ورفع الحظر عن تسليح هذه القوات.

ما هو مجمع "واغداغو" في سرت الذي يسيطر عليه داعش؟

ونقلت "وكالة الأنباء الليبية" الاثنين عن السويحلي خلال لقاء له مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، مارتن كوبلر، تأكيده على الدور المفصلي والمهم للمجلس الأعلى للدولة في مباشرة مجلس رئاسة حكومة الوفاق لأعماله من العاصمة طرابلس، مُشددًا على أهمية المجلس الأعلى ككيان أساسي مَنوط بتطبيق ومتابعة الاتفاق السياسي الليبي.

وأبدى السويحلي، الذي كان مرفوقا برؤساء اللجان الدائمة بالمجلس، "استنكاره وإدانته للجرائم التي ترتكبها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في حق مدينة درنة"، واستغرابه لما وصفه بـ "صمت مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني عن هذه الأعمال الإجرامية الخارجة عن القانون والشرعية".

ونقل رئيس المجلس وأعضاؤه استياء الشارع الليبي من "الأزمة التي يعيشها بسبب أقليةٍ مُعرقلة لمنح الثقة لحكومة الوفاق الوطني في مجلس النواب"، مؤكدين أن "السبب الرئيسي لهذه الأزمات كنقص السيولة وانقطاع الكهرباء هو استمرار بعض الأجسام الحكومية الموازية في خرق الاتفاق السياسي وقرارات مجلس الأمن الدولي، الأمر الذي تسبّب في أزمة اقتصادية ومالية مُعقدة".

أخبار الآن تكشف أسماء لمقاتلين أفغان ضمن لوائح داعش المسربة

ووفقا لـ "وكالة الأنباء الليبية"، فقد أكد المبعوث الأممي مارتن كوبلر، إدانته أيضًا لقصف واستهداف المدنيين في "درنة" وأي مدينة ليبية أخرى، مُشددًا على "أن مجلس الأمن سيرفع حظر السلاح عن القوات التي تحارب داعش في سرت فقط عندما يتأكد من تبعية هذه القوات للقائد الأعلى للجيش الليبي المتمثل في مجلس رئاسة حكومة الوفاق".

كما أكد كوبلر، على "استمرار المجتمع الدولي في دعم الاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات كإطار شرعي وحيد للعملية السياسية دون أي تغيير في بنوده"، مُوضحًا "أن الاتفاق السياسي والأجسام المنبثقة عنه تستمد شرعيتها من الليبيين أنفسهم"، ومُعترفًا بتقصير حكومة الوفاق الوطني في الجوانب الإنسانية والخدمية حتى الآن.

وفي لندن نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية اليوم الاثنين، تقريرا تنقل فيه نداءات القوات الموالية للحكومة الليبية إلى الدول الغربية بتزويدها بالأسلحة لمواصلة حربها ضد داعش في مدينة "سرت".

وتنقل الصحيفة عن العميد، محمد الغسري، المتحدث باسم القوات المتحالفة مع الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة، قوله "إن القوات التي تحاصر معقل داعش بحاجة إلى أسلحة طويلة المدى لأن قناصي داعش يصيبون أهدافا على بعد كيلومترين".

ويضيف الغسري: "إن قواته دخلت مدينة سرت وهي تحاصر عناصر داعش، الموجودين في بعض الأحياء منها مركز المؤتمرات وغادوغو، ومجمع سكني به عمارات عالية تمركز فيها القناصة".

وتقول "الفايننشال تايمز"، في تقريرها، الذي نقلته إلى العربية "هيئة الإذاعة البريطانية": "إن الهجوم على على سرت يعد أكبر ضربة لتنظيم الدولة الإسلامية، التي استغلت الفراغ السياسي في ليبيا لتسيطر على مناطق واسعة في المدينة الساحلية".

وتذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تقدر عدد مقاتلي داعش بحوالي 6500 شخص، ولكن محللين يعتقدون أن هذا الرقم مبالغ فيه.

وتنقل الصحيفة عن خبير الشؤون الليبية في المجلس الأوروبي، ماتيا تاولدو، قوله: "إن تقدم القوات الموالية للحكومة نحو سرت يعد هزيمة لداعش، الذي كان منذ ثلاثة أسابيع في موقع هجومي، وقد فقد السيطرة على أغلب المناطق التي كانت بيده".

ولكن الخبير ينبه إلى "أن مقاتلي داعش المحاصرين قد يبقون في أماكنهم رغم الحصار المضروب عليهم"، وفق الصحيفة.

وراى مدير "المركز الليبي للبحوث والتنمية" السنوسي بسيكري، في تصريحات لـ "قدس برس"، أن "موقف حكومة الوفاق الوطني من عملية البنيان المرصوص الجارية ضد داعش في سرت، لازال غامضا".

وأضاف: "حتى الآن يشتكي بعض قادة مصراتة من أن الدعم السياسي واللوجستي من حكومة الوفاق لعملية البنيان المرصوص دون المستوى، وأن الدعم لم يتحول إلى موقف حقيقي، مؤثر سياسيا ولوجستيا".

وأشار بسيكري إلى أن "قسما من ثوار ليبيا ينظر إلى الحرب على داعش في سرت على انها حرب مفتعلة، وأن المعركة ضد داعش هي معركة الليبيين جميعا وليست معركة قوة مصراتة، التي يجري الاعداد لإضعافها وإشغالها بمعارك جانبية".

وأضاف: "هذا رأي موجود، لكن غالبية الرأي في مصراتة يرى بأن سيطرة داعش على سرت أيضا خطر على مصراتة وعلى ليبيا ككل"، على حد تعبيره.