عتيد لـ”أخبار الآن”: الحملة الانتخابية في تونس انطلقت بصفة باهتة وتم إقصاء المجتمع المدني

ساعات قليلة تفصل التونسيين عن يوم التصويت لانتخاب المجالس المحلية إلا أن الحملة الانتخابية بقيت باهتة وشبه منعدمة، في وقت أعلنت فيه قوى معارضة عن مقاطعتها للانتخابات، وقد واكبت أخبار الآن أجواء الحملة الانتخابية لبعض المترشحين ومن بينهم مترشح للانتخابات المحلية يحمل اسم محمد رستم تقتاق الذي قال إنه ترشح من أجل تعديل النقائص الموجودة في منطقته وعن أجواء الانتخابات أكد أن الانتخابات باهتة والإقبال من المتوقع سيكون ضعيف وفقه.

وتابع: “الأسباب عديدة ومتعددة المواطن التونسي همه السكر والأرز وقارورة زيت كما أنها ثقته مهتزة في الطبقة السياسية”.

وأضاف: “للأمانة عديد الأحزاب شوشت المشهد في البلاد ومن أكثر الأسئلة التي تسأل ما هو انتمائك الحزبي؟ لأن العشرية السوداء جعلت الناس تنفر من الانتخابات”.

الانتخابات المحلية في تونس بين الضبابية وعدم اهتمام المواطنين.. شاب لأخبار الآن: لا أسمع بأي انتخابات

صورة رستم تقتاق مترشح للانتخابات (أخبار الآن)

كما أشار رستم إلى أن برنامجه الانتخابي هو موجز صغير للأشياء القادر على تغييرها وأكد أنه لم أعطي وعود خيالية للناس من دون صلاحيات لأن المرسوم الذي يحدد المهام لم ينزل بعد.

مترشح آخر التقت به أخبار الآن، نجيب بن حسن شاب تونسي يحمل آمالا كبيرة من أجل تغيير واقع منطقته عبر هذه الانتخابات: “أنا كشاب تونسي أسعى من قبل الانتخابات إلى التغيير بأبسط الإمكانيات والآن أشعر أن الانتخابات ستمنحني إمكانية تغيير جميع النقاط السوداء في المنطقة كالطرقات والبنية التحتية”.

الانتخابات المحلية في تونس بين الضبابية وعدم اهتمام المواطنين.. شاب لأخبار الآن: لا أسمع بأي انتخابات

 

وتابع: “أنا أحظى بثقة جيراني وأبناء منطقتي ولن أخيب آمالهم في حال فوزي في الانتخابات”. وعن النقائص تحدث الشاب عن مكاتب الهيئة المستقلة للانتخابات التي تبعد عن المواطنين ولا تراعي صعوبة إمكانيات بعضهم كما أشار إلى الانتخابات جاءت في وقت قصير لم يتح للمواطنين الإلمام بأهداف الانتخابات ودور النائب المحلي في منطقته.

على الجانب الآخر عبر أغلب المواطنين الذين التقت بهم أخبار الآن عن عدم اهتمامهم بالانتخابات حتى أن بعضهم لم يسمع بها من الأساس رغم أن الدولة قامت بعديد الحملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإرساليات القصيرة وغيرها.

الانتخابات المحلية في تونس بين الضبابية وعدم اهتمام المواطنين.. شاب لأخبار الآن: لا أسمع بأي انتخابات

صورة المترشح للانتخابات

وقد صرح الشاب أسامة خليل: “أنا كشاب تونسي لم أعلم بأن هناك انتخابات إذ لم يعلمني أحد والحقيقة لا أعتقد أن الحال سيتغير أو الظروف ستكون أحسن لأن أصحاب المناصب لا يستمعون لمطالب الشباب وأنا فقدت الثقة في الجميع”.

الانتخابات المحلية في تونس بين الضبابية وعدم اهتمام المواطنين.. شاب لأخبار الآن: لا أسمع بأي انتخابات

أما الشاب رمزي يعيش: “على سبيل الصدفة شاهدت خيم الانتخابات وقبلها لم أكن أعلم أن في تونس انتخابات على الأبواب وكشاب تونسي لم أتوقع بأن هناك تغيير سيحدث من وراء الانتخابات”.

كما قال: “في السابق كنت أنتخب لكن الوضع في كل مرة يصبح أتعس مما كان عليه ولا أخفيكم أن الانتخابات بالنسبة لي لن تكون فارقة لأننا نعاني من مخلفات سنوات طويلة”.

وفي ذات السياق وحول الانتخابات المحلية الأولى من نوعها صرح رئيس الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات (جمعية عتيد) بسام معطر: “الحملة الانتخابية انطلقت بصفة باهتة وضعيفة رغم وجود انتعاشه صغيرة لكنه لا يعتبر تحسنا كبيرا خاصة أن عدد كبير من المترشحين اختاروا عدم القيام بحملة انتخابية”.

الانتخابات المحلية في تونس بين الضبابية وعدم اهتمام المواطنين.. شاب لأخبار الآن: لا أسمع بأي انتخابات

وكشف أن هذه الانتخابات انطلقت في مسار مازال فيه نوع من الضبابية وقال: “اليوم مازلنا ننتظر بعض التوضيحات في علاقة بهذه الانتخابات وخاصة في علاقة بصلاحيات المجالس المحلية وبأدوار النواب وعلاقتهم ببقية المجالس”.

وقال: “كمجتمع مدني طالبنا بإصدار قانون أساسي يوضح كل هذه النقاط من أجل أن يكون المجلس كل الإطار القانوني التي يستطيع أن يجعله يقدم ويشتغل بصفة واضحة وصفة قانونية”.

وختم حديثه بالقول:”للأسف المسارات الحالية لوضع القانون أصبحت مسارات انفرادية لم يتم فيها إشراك المجتمع المدني الذي يراكم تجربة وخبرة ما يزيد عن 12 سنة من 2011 والمجتمع المدني قدم اقتراحات عديدة هامة في عديد مشاريع قوانين المتعلقة خاصة بالمجال المحلي لكن لم يتم أخذها بعين الاعتبار”.

هذا وانطلقت الحملة الانتخابية لانتخاب المجالس المحلية في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري واستمرت إلى 22 من الشهر نفسه وسط مقاطعة جميع الأحزاب السياسية المعارضة وانتقادات من المجتمع المدني ولا تختلف أجواء الحملة الانتخابية للمجالس المحلية عن أجواء الانتخابات التشريعية السابقة، والقاسم المشترك بين الحدثين هو  العزوف.