مؤثرون يدعون إلى حماية القاصرات من الاستغلال في القرى التي ضربها زلزال المغرب

أثار قيام بعض مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، ممن يسمون أنفسهم “مؤثرين”، بالترويج لـ “تزويج” الفتيات القاصرات في بعض القرى التي ضربها زلزال المغرب، غضباً واسعا على الشبكات الاجتماعية في المملكة.

وبحسب موقع “أصوات مغاربية“، أكد مغاربة أن هؤلاء النشطاء “ركبوا” على الكارثة الإنسانية التي خلفها الزلزال لزيادة المشاهدات ومن أجل استغلال القاصرات “بشكل بشع”، إذ إن هناك من دعا إلى الزواج منهن بدعوى أنهن غير “مكلفات اقتصاديا”.

وكشف بعض مستخدمي الشبكات الاجتماعية بالأسماء والصور بعض الأشخاص الضالعين في الترويج لتزويج القاصرات. وتظهر بعض الفيديوهات أحد الشباب وهو يلتقط الصور مع فتيات قاصرات، ويسألهن عما إذا كن يتقن الأعمال المنزلية.

منع زواج القاصرات

ويحظر الفصل 19 من مدونة الأسرة المغربية المتبناة منذ عام 2004، زواج الفتيات اللائي تقل أعمارهن عن 18 سنة، إلا أن مادتين في الفصل ذاته تتيحان للقاضي فرصة القيام باستثناءات وعدم الالتزام بهذه القاعدة.

ويتخوف البعض أن يتم استغلال هذه الثغرات من أجل تزويج فتيات هذه القرى.

وطالب مدونون السلطات القضائية بالتدخل لوقف “التحرش” بالأطفال وملاحقة المروجين لما وصفوه بـ”البيدوفيليا”.

"تجار المآسي".. غضب عارم بسبب استغلال ضحايا زلزال المغرب

واستهجن آخرون أفعال من سموهم “تُجار المآسي”، مشيرين إلى أن بعض المدونين وضعوا أيديهم على اليتامى بـ”التقبيل” و”العناق” تحت مبرر مواساتهم، وهو فعل “مستنكر”، على حد قولهم.

وكتبت مريم “يجب حماية فتيات القرى القاصرات من أصحاب بغيتك للزواج على سنة الله ورسوله القادمين من المدن الكبرى”.

وعلق الأكاديمي المغربي مصطفي لويزي على هذه النقاشات منتقدا “المؤثرين” بالقول إن “عددا ممن يسمون أنفسهم مؤثرين ومؤثرات يقومون هذه الأيام بنشر طاقة جدًا سلبية سواء بعين المكان، أي بالمناطق الجبلية المنكوبة، أو بمواقع التواصل الاجتماعي”.

وأضاف: “المناطق الجبلية لها قيمها و ثقافتها و عاداتها، يجب أخدها بعين الاعتبار في أخد الصور، في السلوك و في نوعية الكلام الذي يرافق صوركم ولايفاتكم… لا يجب الحياد عن المهمة الرئيسية لوجودهم هناك … لستم بصدد تصوير كليب إشهاري … وإلا عودوا أدراجكم، فلا فائدة من وجودكم هناك”.

يُذكر أن العديد من المدونين رجعوا إلى قضية تزويج القاصرات مطالبين بعقوبات رادعة.

ومنذ فترة، تدعو المنظمات الحقوقية بإدخال تعديلات على العديد من مقتضيات مدونة الأسرة في المغرب، من بينها المقتضيات التي تتيح تزويج القاصر، مؤكدة أن “الاستثناء” الذي تُتيحه في بعض المقتضيات تحوّل إلى “قاعدة”.