بعد التأجيل والإلغاء عدة مرات رحلة منبج تستعد للخروج من الهول

حوالي خمسين عائلة من مدينة منبج التي تقع شمال شرق محافظة حلب السورية تتحضر للخروج من مخيم الهول المخصص لعوائل تنظيم داعش بعد تأجيل عدة مرات في العام المنصرم.

حسب إدارة مخيم الهول تأجلت الرحلة لعدة مرات بسبب تزوير الوثائق والثبوتيات للأشخاص الراغبين بالخروج، حيث حاول البعض منهم تغيير قيد إقامته السابقة وتحويلها الى مدينة منبج للتمكن من الخروج من المخيم.

مصادر أخرى صرحت لنا بأن الرحلة تأجلت أيضًا لأسباب اجتماعية، حيث رفض سكان وشيوخ عشائر منبج استقبال هؤلاء الأشخاص بسبب ماضيهم الداعشي وانخراطهم السابق في تنظيم داعش.

إدارة و أمن المخيم تمكنت من التحقق من ثبوتيات كل شخص ليذهبوا إلى وجهتهم بشكل آمن.

ويذكر أنه هذه هي الرحلة الأولى لسكان منبج منذ العام الفائت ولم تخرج أي رحلة لسكان الرقة أيضاً حيث اقتصرت الرحلات على سكان مدينة دير الزور، خرج منهم 150 عائلة على ثلاثة دفعات بوساطات شيوخ العشائر ومبادرات من قوات سوريا الديمقراطية.

لطالما كان مخيم الهول شمال شرق سوريا هو الأكثر رعبًا في المنطقة بسبب أعمال العنف التي حصلت فيه، ويبلغ تعداد قاطني هذا المخيم حوالي 50 ألف شخص من جنسيات عربية واجنبية مختلفة بالإضافة الى السوريين الذين لحقوا بقطيع تنظيم داعش، أغلب القاطنين هم من النساء والأطفال، وهي الفئة الأكثر تعرضًا للعنف في هذا المخيم الكبير المرعب.

شاهد أيضًا: قيادية في داعش تكشف خفايا التنظيم في مخيم الهول

تسارعت وتيرة العنف في المخيم، حيث شهد حالات قتل عديدة أكثرها كان للنساء بطرق بشعة بحسب سجلات إدارة المخيم تم تسجيل 36 جريمة قتل  اغلبهم من النساء منذ مطلع العام 2022 وحتى نهايته الاطفال يعيشون ظروفًا غير إنسانية.

عند دخولنا للمخيم واجهنا أطفالاً بين سن الثامنة والعاشرة يهددون بالقتل عبر إشارات بأيديهم ويضربون الصحفيين بالحجارة بتعليمات من أمهاتهم في مخيم يعاني التطرف وسوء الخدمات بسبب عجز الادارة الذاتية في شمال شرق سوريا عن استيعاب العدد الهائل من عوائل التنظيم بعد انتهاء معركتها الأخيرة في الباغوز ضد داعش وقلة الدعم من الدول التي يقطن رعاياها هذا المخيم، حيث تغلق هذه الدول أعينها عن ظروف هؤلاء الأطفال وترفض استعادتهم دون أى مبررات مقنعة باستثناء بعض الدول التي استعادت عددًا قليلاً من نساء وأطفال داعش مقارنة مع العدد الموجود

الإدارة الذاتية صرحت خلال مؤتمر لها أنه تم تسليم 515 شخصاً من عوائل تنظيم داعش المتواجدين في مخيمات شمال شرق  سوريا إلى دولهم، خلال العام المنصرم، معظمهم من الأطفال كان العدد الأكبر من حصة طاجكستان حيث استعادت 164 إمرأة وطفل، أما فرنسا فقد استعادت 109 اشخاص أغلبهم من أطفال داعش الأيتام والباقي من ألمانيا وروسيا والسودان ودول أخرى.