العراق .. ملف المغيبين وسيلة للابتزاز ولكسب التأييد

 

رغم مرور خمس سنوات على انتهاء حرب تحرير المدن العراقية من تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن ملف المغيبين والمخطوفين لاسيما في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى لم يحسم لحد الان، في ظل شكاوى آلاف الأسر العراقية من عدم معرفة مصير أبنائها المُغيّبين والمخطوفين منذ أعوام.

وتأبى أكثر من 11 عشرة ألف عائلة عراقية التصديق بأن أبنائها المغيبين منذ نحو 8 سنوات قتلوا وتعيش على أمل عودتهم يوما ما، في ظل معرفة السياسيين العراقيين لاسيما السنة بحقيقة الأمر المرة لكنهم يخشون إخبار تلك العائلات خوفا من ثورة شعبية عارمة وأيضا لاستخدام هذا الملف لكسب التأييد الانتخابي.

تصريحات رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الاخيرة بهذا الشأن أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط العراقية، عندما صرح خلال برنامج تلفزيوني أنه “لا وجود لمغيبين، بل مغدورين فارقوا الحياة” في إشارة إلى تصفية مئات المواطنين على يد الميليشيات الموالية لإيران خلال عمليات تحرير المناطق العراقية.

ما مصير الآف المغيبين في العراق؟

الحلبوسي الذي لطالما تعهد قبيل كل انتخابات بإنصاف السنة وفتح ملف المغيبين وإعادة المهجرين لاسيما في جرف الصخر والعوجة يبدو أن الضغوط تزايدت عليه فأراد أن يخرج نفسه من هذا الحرج ويلمح بأن المغيبين قتلوا ولا جدوى من انتظارهم.

وضاعت آلاف الأسر بين الانتظار والترقب لمعرفة مصير أبنائها المُغيّبين والمخطوفين منذ أعوام؛ وتؤشر هذه العائلات، أصابع الاتهام غالباً نحو الفصائل المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة، وتتهمها في تغييب أبنائها قسراً.

وطالبت الأمم المتحدة في عام 2020 إجراء تحقيقات مستقلة وفعالة لتحديد مصير الآلاف من المغيبين وتحديد الجهات التي تعتقلهم وأماكن احتجازهم.

ملف حساس لطالما كان ورقة تهديد وابتزاز بين السياسيين ووسيلة لكسب الاستعطاف والتأييد من ذوي المفقودين في ظل صمت القضاء والإدعاء العام وعجز المنظمات عن كشف الحقيقة.