أزمة المناخ تهدد بعض المدن بالاختفاء غرقًا

في الوقت الذي يجتمع فيه قادة العالم في مدينة غلاسكو الإسكتلندية لبحث أزمة المناخ وإيجاد الحلول المناسبة لإنقاذ البشرية من آثار التغير المناخي المدمرة، تعيش بعض المدن العالمية على وقع خطر الاختفاء غرقًا. 

فوفقًا للدراسات المناخية، قد تغمر المياه عددًا من أكبر المدن الساحلية حول العالم مع حلول عام 2050 نتيجة للاحتباس الحراري.

وبحسب هذه الدراسات، فإن 6 مدن ستغمرها المياه قبل عام 2050، ومن بينها مدينة البصرة، ثاني أكبر المدن العراقية، إلى جانب مدينة أمستردام الهولندية، والبندقية الإيطالية، وشنغهاي الصينية، و ”هو تشي منه“ في فيتنام، ونيو أورليانز بالولايات المتحدة الأمريكية.

أزمة المناخ تحاصر مدينة البصرة العراقية

تعد مدينة البصرة هي آخر موقع وصل إليه نهرا دجلة والفرات بعد أن التقيا في شط العرب جنوبي العراق، وتتمتع بمكانة حضارية وتاريخية كبيرة جدًا في وجدان البشرية.

وقد يؤدي ارتفاع منسوب المياه في البصرة خلال العشرين أو الثلاثين سنة القادمة إلى كارثة كبرى، كونها مدينة نفطية في المقام الأول، حيث من المتوقع حدوث تلوث هائل في المدينة بسبب اختلاط مياه البحر مع النفط.

كما أن آثار هذه الكارثة البيئية المتوقعة لن تتوقف عند هذا الحد، حيث سيؤدي غرق المدينة المحتمل إلى هجرة جماعية لسكانها البالغ عددهم 4 ملايين نسمة، وهو ما سيتسبب في تغير ديموغرافي.

شاهد أيضًا: متخصص بيئي لأخبار الآن.. كارثة بيئية تنتظر البصرة

ولا تعد المدن الـ6 المذكورة هي فقط المهددة بالغرق، بل أن هناك العديد من المدن الأخرى التي يحاصرها هذا الخطر المحدق خلال السنوات المقبلة بسبب توابع التغير المناخي، حيث أشارت دراسة أخرى إلى أن عدد المدن المهددة بالغرق يصل إلى 33 مدينة حول العالم.

السبب الرئيسي في تهديد هذه المدن بالغرق يرجع إلى ارتفاع متوقع في منسوب مياه سطح البحر، يقابله انخفاض سطح الأرض، مما يهددها بالاختفاء تحت المياه.

ومع تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، من المتوقع أن تتضاعف الفيضانات الناتجة عن ذلك بمقدار عشرة أضعاف أو أكثر بحلول عام 2080، وهو ما ستكون آثاره مضاعفة على هذه المدن المنخفضة.

وينطبق هذا الأمر على عدد من المدن العربية إلى جانب البصرة، مثل الإسكندرية في مصر، وجدة في السعودية، وعدد من مناطق الكويت أيضًا.