دعم خاص للنساء في الإعلام والمهن

اختتم مركز “ژيان” الذي تم افتتاحه في ناحية باعذرا بمحافظة دهوك شمال العراق دورتين في مجالي الإعلام والخياطة، واستهدفت دورة الإعلام 16 متدربة , بينما قُدمت دورة الخياطة إلى 8 متدربات.

يهتم مركز “ژيان” الذي افتتحته  منظمة شلتر ناو الألمانية بتدريب النساء في مختلف المجالات الحياتية، ويستمر في دعم المرأة في هذه المنطقة من خلال افتتاح دورات في مختلف المجالات لمختلف المواهب.

ولمعرفة المزيد عن الدورتين المقدمتين من قبل المركز، التقى مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في العراق ذياب غانم مدرب دورة الإعلام حسين باعذري الذي شكر في بداية حديثه “منظمة شلتر ناو لافتتاحها هذا المركز الذي كانت المنطقة تفتقد مثيله، وسيساهم بالتأكيد في بناء وتطوير قدرات المرأة في مختلف المجالات”.
أضاف المدرب حسين أنه، “بالنسبة لدورة الإعلام ركزنا على مبادئ الإعلام وكيفية بناء قامات إعلامية وصحفية للمستقبل لدعم المرأة والمجتمع، كون المراة تعتبر أساسًا للمجتمع، فيمكن أن تكون هناك أسماء مؤثرة مستقبلاً في الإعلام العراقي والعربي والعالمي خلال السنوات المقبلة، من مجتمعنا”.
وقال باعذري، “لدينا الكثير من المواهب، لكن تحتاج إلى تدريب مستمر ودعم متواصل لكي تنجح، فوجود مثل هذه الدورات سيكون بوابة لدخول مختلف المجالات وخاصة الإعلام”.
مدرب يعطي دورة في الإعلام

المدرب حسين باعذرا يشرح للمتدربات في دورة الإعلام

كما أعرب باعذري عن أمنياته بأن ، “يستمر الدعم لهكذا نشاطات في المنطقة لنستطيع تقديم شيء لمجتمعنا الذي ما تزال مكانة المرأة فيه مجهولة وغير شفافة”.
كذلك شدد، “على ضرورة الاهتمام بالمرأة بشكل خاص لأن الفرص أمامها لم تكن متاحة من قبل عدم لتظهر مواهبها”، موضحًا أن المرأة في مجتمعهم “بحاجة إلى مساندة حقيقة من خلال التدريب، فالكثير منهن يمكن أن يكن عونًا لعوائلهم، ومن الخطأ الاعتماد على الرجال فقط في إدارة أمور الحياة المادية والمعنوية”.
يعتبر مركز “ژيان” الأول من نوعه في المنطقة، في وقت تفتقد فيه المنطقة إلى مثل هكذا مراكز حكومية لدعم المجتمع عامة والنساء خاصة. ويتطلع هذا المركز إلى المزيد من العمل.
مركز " ژيان" بدهوك يختتم دورتين في الإعلام والخياطة

المتدربات في دورة الخياطة حصلن على ماكنة خياطة لكل متدربة

في سياق الحديث مع مراسل “تطبيق خبّر” الميداني، أشار باعذري إلى أنه، “كانت من بين المتدربات فتيات إيزيديات ناجيات من تنظيم داعش، وهذا شيء مهم بالنسبة لهن، فمن الممكن أن يكون ذلك دافعًا لهن للدفاع عن حقوق المرأة والمجتمع من خلال الإعلام”.
 
وتابع المدرب القول، “خاصة أن للإعلام دورًا مهمًا في الوقت الراهن في إيصال صوت الإيزيديات الناجيات إلى المجتمع الدولي والجهات المعنية في الداخل والخارج لأنهن عشن أبشع أنواع لجرائم على يد داعش”.

الدورات تساعد النسوة على ترك بصمة مجتمعية

وحول أهمية هذه الدورات وضرورتها، قالت المتدربة هديل الياس التي شاركت في دورة الإعلام لمراسل “تطبيق خبّر”، “أنا سعيدة جدًا بافتتاح هذا المركز الذي سنح الفرصة لنا بالمشاركة في دورة الإعلام، فقد استفدنا كثيرًا وتقربنا نوعًا ما من أجواء العمل وكيفيته”.
مركز " ژيان" بدهوك يختتم دورتين في الإعلام والخياطة

رحلات وطلعات خارجية خلال الدورات للترفيه عن المتدربات

وأعربت هديل عن أملها بأن، “نكون عند حسن الظن ونستغل هذه الفرصة على أرض الواقع. نحب أن يكون لنا بصمة في خدمة المجتمع، سواء كان في مجال الاعلام أو غيره، فكل منا لديه رغبة و طموح في مجال ما، ومن خلال هذا الدعم وهذه الدورات التدريبية سنستطيع إظهار ما لدينا من مواهب ونبرهن وجودنا وندافع عن حقوقنا”.
استغرقت دورة الاعلام شهرًا، فيما استغرقت دورة الخياطة مدة شهرين، ونظم المركز خلال وقت الدورتين سفرات ترفيهية للمشاركات لدعمهن نفسيًا ومعنويًا وحثهن على دخول المزيد من الدورات.
شكرت هديل الياس القائمين على هذه الدورات مطالبة بالمزيد من العمل والاستمرار في بذل الجهود لأطول مدة ممكنة. وقالت، “تعرضت المرأة في العراق إلى الكثير من الاضطهاد وخاصة في فترة دخول تنظيم داعش، لكن أثبتت المرأة نفسها وتحدت كل الصعوبات، واعتبرت نادية مراد مثالًا على صمود المرأة في العراق بوجه الإرهاب وظروف الحرب”.
حصلت المشاركات في هذه الدورات على شهادات تقديرية، كما حصلت كل مشاركة في دورة الخياطة على ماكنة للخياطة. كذلك يستمر المركز في دوراته التعليمية والتدريبية.