الدورة احتضنتها قاعدة الرياضات المائية لشاطئ رشقون

نظمت الجمعية الولائية لرياضة الألواح الشراعية لولاية عين تموشنت بالجزائر دورة تدريبية لـ 25 طفلًا من فئة المبتدئين “أوبتيميست”، وذلك على مستوى قاعدة الرياضات المائية لشاطئ رشقون ببني صاف.
هدفت هذه الدورة التي جرت في الخامس من حزيران/ يونيو الجاري (2021)، اإلى تلقين الأطفال المتدربين تقنيات هذه الرياضة التي تعد حديثة بالمنطقة بالرغم من أن الولاية ساحلية.

ولمزيد من المعلومات عنها، أوضح رابح محمد، رئيس جمعية رياضة الألواح الشراعية بعين تموشنت لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني بالجزائر محمد الأمين بلحية، أن الدورة هذه تعتبر الثانية، إذ عقدت دورة أولى بتاريخ 16 أيار/ مايو الماضي من السنة الجارية، بهدف تلقين الأطفال من ذوي الفئات العمرية الصغرى تقنيات وقوانين هذه الرياضة.

وقال رابح إن هذه الرياضة في الجزائر أضحت في الفترة الأخيرة تعاني مشاكل كبيرة وهو ما يبرر غياب الجزائر في المحافل الدولية الكبرى.

غياب الدعم وعزوف الشباب أبرز مشاكل هذه الرياضة

وأرجع رابح ذلك إلى عوامل عديدة أبرزها غياب الدعم من طرف الاتحادية لا سيما فيما يخص توفير العتاد بسبب غلائه، إذ يصل سعر اللوحة الواحدة إلى حوالى 3000 دولار، فضلًا عن عزوف الشباب الجزائري عن هذه الرياضة.
أطفال في دورة التدريب على الألواح الشراعية في شاطىء رشقون

الاستثمار في الأطفال ليكونوا مستقبلًا من رياضيي الألواح الشراعية

وأضاف أنه من خلال هذه الدورات نسعى إلى التعريف بهذه الرياضة وزرعها في النشئ الصاعد لتخريج أبطال يمثلون الجزائر في مختلف المحافل الدولية مستقبلًا، مؤكدًا أن جميع الظروف المناخية مساعدة لممارسة هذه الرياضة بالجزائر خصوصًا الواجهة البحرية التي تعد مثالية وقلما توجد في بلدان أوروبية التي غالبًا ما يتدرب رياضيوها في البحيرات.
ولمعرفة قوانين هذه الرياضة، التقى مراسل “تطبيق خبّر” الميداني بالجزائر محمد الأمين بلحية، المدرب بن سليماني مكون وإطار بالمدرسة الوطنية للملاحة الشراعية ببلدية برج البحري، الذي أكد على أن هذه الرياضة تعتمد بالدرجة الأولى على القوة البدنية وتتطلب الكثير من الصبر.
دورة تكوينية في رياضة الألواح الشراعية لـ 25 طفلًا بعين تموشنت في الجزائر

يزرع الصبر والمثابرة منذ الصغر

وشرح بن سليماني أن هذه الرياضة تضم عديد الأصناف، منها “الأوبتيميست” وهو قارب صغير لفئة عمرية أقل من 15 سنة، و”لازير” الذي تشارك فيه فئة عمرية أقل من 17 سنة، واختصاصات أخرى.
كما أوضح أن التحكيم يعتمد على الفيديو من خلال تصوير المتسابقين، مبيّنًا أنه يجب أن يتوفر في المنافسة على الأقل 4 حكام  لكل سباق، فضلًا عن متتبعين في السباق ذاته، فيتم إقصاء المتسابق الذي يقطع مشوارًا يكون محددًا منذ البداية ذهابًا وإيابًا.

نداءات بضرورة الاهتمام بهذه الرياضة

من جهتهم، أبان الأطفال المشاركون عن قدرات كبيرة في استيعاب الدروس المقدمة ،سواء النظرية منها أو التطبيقية، وعبروا لمراسل تطبيق خبّر الميداني بالجزائر عن سعادتهم لمشاركتهم في هذه الدورة التي حسبهم كانت ناجحة.
وأوضح الطفل مسعود ربيع الذي انضم مؤخرًا لجمعية رياضة الألواح الشراعية بعين تموشنت، والبالغ من العمر 12 سنة، أنه تم تلقينهم في الدورة جميع التقنيات والقوانين الخاصة بهذه الرياضة، بما يؤهلهم في المستقبل لأن يكونوا رياضيين مميزين، خصوصًا أنهم تدربوا على يد مدربين أكفاء في المجال.
بدوره، كشف الطفل عبد الله دحو أن حلمه هو نيل ألقاب دولية في هذه الرياضة، معتبرًا أن ذلك لا يأتي إلا بالمثابرة والتدرب بشكل مكثف. وبيّن أن رياضة الألواح الشراعية تتطلب الكثير من الصبر، كما وجه عبدالله نداء إلى السلطات العليا في البلاد بضرورة إعطاء أهمية كبيرة لهذه الرياضة ودعمها ماديًا لتكوين نخبة رياضية يمكن أن تشرف الجزائر.
دورة تكوينية في رياضة الألواح الشراعية لـ 25 طفلًا بعين تموشنت في الجزائر

شملت الدورة الأطفال من الذكور والإناث

من جهته، أكد ممثل مديرية الشباب والرياضة لولاية عين تموشنت محمد عقون أن المبادرة هذه تدخل في إطار تأهيل هؤلاء الأطفال لممارسة هذه الرياضة التي تعرف في الفترة الأخيرة إقبالا كبيرًا بعدما شهدت عزوفًا من قبل، كاشفًا أن مصالحه تسعى جاهدة إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي لإعادة الاعتبار لرياضة الألواح الشراعية.
وأوضح عقون أن وزارة الشباب والرياضة الجزائرية، ومن خلالها مديرية الشباب والرياضة لولاية عين تموشنت، تولي أهمية كبيرة لتكوين الرياضيين في هذا المجال  لا سيما وأن ولاية عين تموشنت تحتوي على شريط ساحلي يفوق 80 كيلومترًا، وهو موقع مميز لممارسة هذه الرياضة، فضلًا عن المناخ المعتدل.
كانت بداية انتشار هذه الرياضة في الجزائر سنة 1962 عن طريق أحد المعمرين الذي كان يمارسها في شاطئ تامنفوست بالجزائر العاصمة. أما أول تمثيل للجزائر دوليًا فكان في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بالجزائر سنة 1975.
وقد تمكنت الجزائر من تنظيم البطولة الأفريقية عدة مرات آخرها كان سنة 2014 بالجزائر العاصمة، ضمن المدن الكبرى العالمية الصديقة للبيئة، من خلال مجموعة من المبادرات التي تهدف لجعل المدينة مدينة إيكولوجية.