طلبة الفنون استفادوا من أسرار النحت عند الطباخين

احتضن المركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية بتونس العاصمة فعالية فن النحت على الخضار والغلال التي نظتمها جمعية فن الطهي للجميع بالشراكة مع المركز في 27 أيار/ مايو الحالي (2021)، بمشاركة عدد من أفضل الطهاة والطباخين الموهوبين بفن النحت على الخضار والفاكهة.
كما تضمنت ورشات مفتوحة في فن النقش على الخضار والغلال موجهة لطلبة عدد من المؤسسات الجامعية بتونس العاصمة، بإشراف مجموعة من الطباخين قدموا من عدد من المحافظات التونسية للتعريف بهذا المجال.
حول هذا الموضوع، قالت لطيفة بيدة، وهي فنانة تشكيلية وفنانة فسيفساء وعضوة بجمعية فن الطهي للجميع، لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في تونس ليلى بن سعد، إن فن النحت على الخضار والفاكهة هو فن من الفنون الموجودة في أكبر النزل والفنادق والمطاعم السياحية.
وأضافت بيدة “إن فن النحت يعتبر من الفنون القديمة، لكن النحت والنقش على الفاكهة والخضار برز منذ سنوات عديدة، وقد ارتأى المركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية بتونس العاصمة أن يبرز هذا النوع من الفن والإبداع لطلبة الجامعات”.
وأوضحت بيدة أن هذه الفاعلية تمثل مناسبة للطلبة لاكتشاف مواهبهم في فن النحت على الخضار والفاكهة وإبراز ابداعاتهم واعطاء هم ربما أفكار مشاريع للمستقبل وتحويل الفاكهة والخضار إلى منحوتات مختلفة في ورشات مفتوحة.
فعالية فن النحت على الخضار والغلال في تونس

طلبة الفنون استفادوا من أسرار النحت عند الطباخين

حضر الفعالية عدد من طلبة المركز الجامعي وممثلي جمعية فن الطهي للجميع وعدد من الجمعيات على غرار جمعية التضامن بالوسط المدرسي وجمعية الإطعام الجامعي.
وقام طباخون مهرة بتطويع الفواكه والخضار كالبطيخ والدلاع واليقطين وتحويلها إلى منحوتات في شكل ورود وأشكال أخرى.
في هذا السياق، قال الشيف نبيل الخياري، وهومختص في الطبخ العالمي، إنه تلقى تكوينًا مهنيً في هذا الاختصاص وعمل بهذا المجال بأحد النزل بتونس العاصمة منذ 28 سنة، لكنه اكتشف موهبته في فن النحت على الخضار والغلال بعد ممارسته لمهنته كطباخ بستة سنوات.
وأوضح الخياري لمراسلة “تطبيق خبّر” أن فن النحت على الخضار والفاكهة مطلوب بالفنادق والمطاعم السياحية لكن تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد أثرت على القطاع السياحي عمومًا، كما شهد الإقبال والطلب على هذا الفن تراجعًا مقارنة بالسنوات الماضية.
وأضاف أن فن النحت على الخضار والفاكهة لم يعد مطلوبًا كما كان في السابق نظرًا للافتقار للمعدات الضرورية، موضحًا انه لأول مرة يشارك في مثل هذه الفعاليات التي اعتبرها فرصة ومناسبة للتعريف به. كما لفت  إلى غياب التكوين في هذا المجال المهم.
طلبة الفنون استفادوا من أسرار الطباخين في النحت

فن النحت لا حدود له

آية عبدلي طالبة تدرس اختصاص إدارة الاعمال، وموهوبة بفن الطهي عمومًا. حضرت الفعالية لاكتشاف فن النحت على الخضار والفاكهة لأول مرة.
مثلت الفعالية لآية مناسبة لاكتشاف التقنيات الإبداعية التي يستخدمها الطباخون في إعداد منحوتات من الغلال والخضار، وكذلك كيفية تطويع السكين ومعدات أخرى في النحت على الخضار والفاكهة.

الشيف قحبيش: فنون النحت والطهي لا حدود لها

حول أهداف هذه الفعالية، قال الشيف حلمي قحبيش، رئيس جمعية الطهي للجميع إن الهدف منها هو إبراز فن النقش على الخضار والفاكهة كغيره من الفنون الأخرى مثل الرسم والفسيفساء والرقص، فضلًا عن تعريف الطلبة بهذا المجال الهام.
 
وعن كيفية الإعداد لهذه الفاعلية، أوضح قحبيش لمراسلة “تطبيق خبّر” أنه تم التنسيق مع مجموعة من الطباخين (الشيف)، وتحضير المعدات واللوازم الضرورية لإعداد الخضار والغلال المنقوشة. 
كما أشار إلى اعتباره أن هذا الفن من الفنون التي لاحدود لها، إذ أنه يمكن أن يتم نحت الشكولاتة وغيرها من المواد التي تدخل في الطبخ والطعام.
 
وأضاف أن عمل الجمعية لا يقتصر على التعريف بهذا النوع من الفنون، وإنما يسعى ممثليها كذلك إلى توثيق الموروث الغذائي بكامل تراب الجمهورية التونسية، وتدوينه في كتيب، مشيرًا إلى أن هذا المشروع انطلق منذ سنة 2018 وسيختتم سنة 2023.
تأسست جمعية فن الطهي للجميع سنة 2015، ولها عدة فروع بولايات الجمهورية وخارج تونس في عدد من الدول العربية والأجنبية. وقوم بتنظيم المهرجانات الطهوية ومهرجان منسيات بلادي ومهرجان صفاقس عاصمة الحلويات التقليدية. 
تونس العاصمة تشهد فعالية في فن النحت على الخضار والغلال لأول مرة

وزعت شهعادات تقدير وجوائز على المشاركين والمتميزين

 

كما تنظم مسابقة “علمني نطيب”، وهي من الفعاليات الموجهة للأطفال بالمدارس الابتدائية بغية تشريكهم في عملية الطهي وتعليمهم بعض أساسيات المطبخ التونسي.
 
وتندرج فعالية فن النحت والنقش على الخضار والغلال في إطار التحضير للبطولة الوطنية للنقش على الخضار والفاكهة التي ستنتظم قريبًا، وستتخللها مسابقات لأفضل طباخ نحات.
 
بدوره، قال كمال الرابعي، مدير المركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية، في كلمة ألقاها خلال الفعالية، أنها مناسبة تعتبر منطلقا لمبادرة شراكة بين عدد من الجمعيات، وتندرج ضمن الأنشطة الثقافية للمركز المفتوحة لطلبة الحامعات.
 
اختتمت الفعالية بتوزيع شهادات على الحضور والمشاركين، وتكريم الطباخين. كما تم توقيع اتفاقية شراكة بين المركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية وجمعية الطهي للجميع.