حصل تلاميد مدرسة آيت إسحاق، بقرية آيت إسحاق التابعة لإقليم خنيفرة بالمملكة المغربية، الإثنين الماضي على فحص مجاني لقياس حدة البصر وتصحيح النظر.
تأتي هذه الخطوة لتوفير جزء من حقوق الأطفال المتمدرسين بالعالم القروي، وفي إطار مبادرة مجانية أفرزتها شراكة ثلاثية بين المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخنيفرة، وجمعية أطلس لدعم الوحدات الطبية المتنقلة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

تسعى هذه المبادرة إلى معرفة الشدة البصرية لكل عين، والتأكد من سلامة رؤية التلاميذ ونظرهم، والكشف عن وجود مشاكل في البصر أو العين لمعالجتها مبكرًا، أو استدراك حالات متطورة لم يتداركها آباء وأولياء التلاميذ بالمنطقة.
يعيش معظم سكان قرية آيت إسحاق على الفلاحة، لذلك قد يكون بعض أولياء الأمور غير قادرين اقتصاديًا على القيام بفحصوات طبية ضرورية لأطفالهم. 
فالدخل المادي محدود جدًا كونهم يأكلون ما يزرعون من الفلاحة، وبالتالي قد لا يكفي دخلهم ليشمل باقي الاحتياجات الأخرى كالفحوصات وشراء الأدوية، خاصة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية. 
فالمنطقة التي كانت تشهد نشاطات سياحية في فصلي الربيع والصيف خلال السنوات السابقة، ويحقق أهاليها دخلًا إضافيًا، تأثرت اقتصادياتها طيلة الأشهر الماضية الأحد عشر بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.  
147 تلميذًا في مدرسة آيت إسحاق بالمغرب يستفيدون من مبادرة مجانية لفحص البصر

147 تلميذًا في مدرسة آيت إسحاق بالمغرب يستفيدون من مبادرة مجانية لفحص البصر

إذ أدت الإجراءات إلى خسارة الأعمال بالنسبة الأسر التي كانت تعمل في فنادق مدينة خنيفرة أو المطاعم التي كانت تقدم وجبات متنوعة للسياح الداخليين أو الأجانب الباحثين عن الاستجمام وسط المناظر الطبيعية التي تزخر بها جهة خنيفرة.
هذه الفجوة المتمثلة بضعف الدخل المادي وخدمات التطبيب، توسعها أكثر الإكراهات المجالية نظرًا لتواجد القرية بمنطقة منعزلة و بعيدة عن المجال الحضري .
في هذا الصدد، قال إبراهيم التوزي، وهو موظف مسؤول بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية – خنيفرة، لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة، “إن انعزال المنطقة يجعل الحصول على الخدمات الطبية والعلاجية أمرًا مستعصيًا”.
 
وأضاف التوزي أن “الأهالي يضطرون إلى غض النظر عن بعض الأعراض المرضية إلا باستثناء تلك الحالات المستعجلة التي يتم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بمدينة خنيفرة”.
 
وأوضح أن “هذا الافتقار للخدمات الطبية عجل هذه السنة لوضع مخطط لتمكين الأطفال الذين يدرسون بقرية آيت إسحاق من مبادرة قياس البصر وتصحيح النظر، التي استفاد منها 147 تلميذًا وتلميذة بمدرسة آيت إسحاق”.
 
كما أشار إبراهيم التوزي إلى أن هذه المبادرة جاءت أيضا بناءً على دراسة مجالية للمنطقة واضطلاع مسبق على وضعيتها، واكتشاف كذلك المدرسين العاملين بمدرسة آيت إسحاق وجود مشاكل بصرية لدى بعض الأطفال، تظهر جليًا خلال القراءة والكتابة داخل الفصل.
 
وبيّن التوزي لمراسلة “تطبيق خبّر” أن هذا الأمر استدعى تنظيم مبادرة قياس حدة البصر وتصحيح النظر بهذه المدرسة، مشيرًا إلى أنها امتدت طيلة اليوم لتشمل جميع المستويات الدراسية.
 
وقد خصص الأساتذة الذين تطوعوا للمشاركة في إنجاح هذه البادرة الإنسانية، لائحة بأسماء جميع تلاميذ الفصول الدراسية التي يتابعون الدراسة فيها، والمرور بعدها إلى تنظيم صفوف في ساحة المدرسة وعلى مقربة من القاعة التي خصصت للفحص.
 
147 تلميذًا في مدرسة آيت إسحاق بالمغرب يستفيدون من مبادرة مجانية لفحص البصر

الفريق الطبي كان يستقبل تلميذين في وقت واحد لفحص البصر

كما قال التوزي إن الفريق الطبي كان يستقبل تلميذين في وقت واحد، وكشف أن الفحص مكّن 32 تلميذًا وتلميذة من الحصول على نظارات طبية، بعد فحص شامل للعين وقياس حدة البصر من طرف أطباء عيون مختصين.
 
كذلك، ساهم الفحص في اكتشاف خمس حالات تعاني من مشاكل متقدمة تحتاج لعمليات جراحية، سيتم مباشرتها خلال الفترة المقبلة بعد تواصل إدارة المدرسة مع آباء هؤلاء الأطفال الخمسة وإشعارهم بالوضع الصحي لأبنائهم.
 
بعد ذلك، أضاف التوزي، ستجرى المزيد من الفحصوات للأطفال الخمسة، منها فحص عام لصحتهم ومن ثم الانتقال إلى تحديد تاريخ وتوقيت العمليات الجراحية.
 
147 تلميذًا في مدرسة آيت إسحاق بالمغرب يستفيدون من مبادرة مجانية لفحص البصر

فحص البصر وقياس شدة النظر مبادرة سنوية تركز على المناطق القروية

كما أشار إلى أن مبادرة قياس النظر وتصحيح البصر هي مبادرة تقام سنويًا، تستفيد منها عدة مناطق في المجال القروي من ضمنها المدارس والثانويات.
 
وبيّن أنه الاختيار هذه السنة كان من نصيب مدرسة آيت إسحاق نظرًا لأنها تضم عددًا كبيرًا من التلاميذ الذين ينتمون لأسر معوزة، تجد صعوبات مادية لمواكبة فلذة أكبادها، خاصة مع تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
جدير بالذكر أن فحص البصر وقياس النظر يعتبر من الفحوصات الروتينية الضرورية التي من المفترض أن يجريها كل شخص بين فترة وأخرى للتحقق من مدى امتلاك قدرة قوية ومناسبة للرؤية بوضوح.