يعاني السودانيون من أزمة متأصلة هي عدم توفر أسطوانات الغاز للاستهلاك المنزلي.
 
أزمة متجددة تجعل من حليمة، وهي ربة منزل سوادنية، تنتظر مع ابنها محمد في صف طويل من الانتظار للحصول على اسطوانة الغاز بمنطقة القوز التابعة لمحلية الخرطوم.

 

أدت حلمية صلاة الفجر وتوجهت مباشرة لطابور الانتظار، كما قالت لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في السودان وليد محمد حامد.
 
أوضحت حليمة أنها تعاني معاناة شديدة مع غاز الطهي، خصوصًا أنها لم تستطع الحصول على أسطوانة غاز منذ أكثر من شهر.
أزمة الغاز تؤرق المواطنيين من جديد في السودان

حليمة وولدها محمد وانتظار يومي لاسطوانة غاز الطهي

 

وكشفت حليمة أنها تعتمد في فطور عائلتها على الفلافل التي تشتريها من الأسواق، وعند وجبة الغذاء تقوم بتقطيع الخضار، كالطماطم وغيرها مما يتوفر بسبب عدم قدرتها على الطبخ بدون غاز الطهي.
 
كما بيّنت أنها حال سماعها أي خبر عن وصول الغاز، تتلفح ثوبها وتذهب لتصطف مع رفيقاتها اللائي ضاقت بهن سبل الحصول علي غاز الطهي.
 
هنا تبدأ ساعات الانتظار الطويلة التي قد تسفر عن حظ سعيد لبعضهن بالحصول على حصتهن من الغاز، فيما تعود آخريات خاليات الأيدي، ينتظرن حطًا أوفر في المرات المقبلة.
 
أضافت حليمة أنه عندما وصول مادة الغاز إلى الميدان، تكون عادة غير كافية لجميع محتاجيها. فعدد الأسطوانات كلها لا يتجاوز 40 أسطوانة، فيما عدد الناس في الطابور أكبر من هذا الرقم بكثير.
 
وأشارت إلى أن من لا يحصل على فرصة تعبئة أسطوانة الغاز لديه، يجد نفسه أمام خيار الرجوع إلى المنزل ومحاولة الكرة في اليوم التالي.
 
كما أوضحت أنها تخسر 600 جنيه سوداني (حوالى11 دولارًا أميركيًا) في اليوم للذهاب لأماكن الغاز والعودة منها إلى المنزل، وأكدت “أنا لا أستطيع أن أدفع كل هذا فيما أعمل على كفالة أولادي”.
تنسب حكومة الفترة الانتقالية أزمة الغاز إلى أعمال تجري في مصفاة الخرطوم. وقد أعلنت وزارة الطاقة أنها، وبالتعاون مع شركات الغاز، سوف تقوم بتوزيع الغاز في الميادين العامة، بعيدًا عن الوكلاء لمنع الاحتكار ومحاربة السوق السوداء.
مراسل “تطبيق خبّر” الميداني استوضح من الشاب علي محمد، وهو أحد سكان منطقة القوز، عما يحدث معه بخصوص الحصول على غاز الطهي.
 
قال علي “نأتي منذ أكثر من شهر من الصباح الباكر وننتظر ساعات كثيرة، ولسان حال الجميع سؤالين فقط: هل سيأتي الغاز؟ ومتى؟”
أزمة الغاز تؤرق المواطنيين من جديد في السودان

علي محمد: ننتظر ولسان حالنا سؤالين: هل سيصل الغاز ومتى؟

وأضاف أنه عند وصول مادة الغاز للميدان، تكون الكمية عادة غير كافية لاحتياجات الساكنة، ما يعني أن كثيرين لن يحصلوا على تعبئة لاسطوانات الغاز خاصتهم. أكد علي “نحن في دوامة لا نعرف نهايتها، فقد نذهب بالاسطوانة فارغة ونعود في اليوم الثاني”.
ووجه علي رسالة للدولة بوجوب “تغيير السياسة الاقتصادية لأنها عندما اتخذت سياسة تحرير المواد البترولية لم تدرس آثارها السلبية على المواطن”.
يتكرر مشهد أزمة الغاز في الخرطوم من حين لأخر دون إيجاد حلول مستدامة. ومشهد اصطفاف النساء في طوابير انتظار الغاز لا يزيد إلا تعبًا على تعبهن في تسيير أمور حياتهن العائلية. 
 
وكحال غيرها من السودانيات، تحكي إقبال عطا عن معاناتها من كل الأزمات التي تمر بها البلاد خاصة أزمة الغاز.
 
قالت إقبال لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني إنها حاولت استخدام الفحم كبديل للغاز لكن بدون جدوى لأن سعره يتضاعف يومًا بعد يوم، “وحتى الكمية التي أقوم بشرائها لا تكفي لوجبتين في اليوم”.
 
أزمة الغاز تؤرق المواطنيين من جديد في السودان

إقبال عطا: يضيع يومي وأنا أتنقل من مكان لآخر للحصول على الغاز

وأضافت إقبال أنها تبحث عن الغاز لأكثر من شهر دون الحصول عليه، “ويضيع يومي بالذهاب لأكثر من جهة”.
من جانبه، كان وكيل وزارة الطاقة والتعدين د. حامد سليمان حامد إن أزمة الغاز هي جزء من المشكلات التي واجهت حكومة الفترة الانتقالية.
أزمة الغاز تؤرق المواطنيين من جديد في السودان

أزمة الغاز تؤرق المواطنيين من جديد في السودان

وأشار حامد إلى أن أسباب أزمة الغاز عديدة، منها شح موارد النقد الأجنبي، وصيانة مصفاة الخرطوم، معتبرًا إغلاق بعض المواطنين للطريق القومي الرابط بين بورت سودان والخرطوم قد أعاق انسياب الموارد البترولية.
 
وكشف أن ما تم توفيره من بواخر مادة الغاز خلال عام 2020 كان دون الطلب، لكنه بيّن أن السودان ستشهد انفراجًا كبيرًا في أزمة الغاز من واقع معطيات عدد الناقلات في الطريق، والباخرة المتواجدة في بورتسودان والسعات التخزينية.
 
كما لفت إلى أن انفراجًا قريبًا لهذه الأزمة، سيحلّ حين تنتهي أعمال الصيانة التي تجري في مصفاة الجيلي بحلول آخر شهر شباط/ فبراير الحالي.