شهدت غابة مدينة أولاد تايمة بإقليم تارودانت بالمغرب صبيحة يوم الخميس تنظيم معسكر تدريبي مصغر لفائدة أطفال المدينة في رياضة الكيك بوكسينغ ورياضات الدفاع عن النفس.
تمت برمجة هذا المعسكر التدريبي لفائدة 60 طفلًا خلال ثاني أيام العطلة المدرسية التي تستمر طيلة ثمانية أيام، وذلك لأجل أن يحظى هؤلاء الأطفال بمساحة آمنة للترفيه والاستفادة.

دامت الحصة ثلاث ساعات صباحية، استفاد المشاركون خلالها من تدريبات تقنية، تمثلت أساساً في مجموعة من الحركات المهمة والأساسية في رياضات الدفاع عن النفس، وتحديدًا رياضة الكيك بوكسينع.
حرصت إدارة جمعية التنين لرياضات الكيك بوكسينغ والمواي تاي والصافات، التي أشرفت على تنظيم هذا المعسكر المصغر، على أن يستفيد منه جميع منخرطيه بشكل مجاني حتى تعم الاستفادة الجميع.
وتقوم الجمعية بشكل دوري بتنظيم لقاءات خارج قاعة التدريب بهدف تعويد الأطفال على أجواء مختلفة وتنويع فضاءات التدريب.
بالنظر إلى طول المدة التي شملت إغلاق قاعات الرياضات بالمغرب، والتي جعلت أغلب التظاهرات تتم عن بعد، فقد خلّف هذا تراجع مستوى الأطفال الممارسين، وأيضا فقدان التنافسية التي اعتادوا عليها خلال اللقاءات المحلية والوطنية.
هذا الأمر دفع بالإطار التقني والمدرب المتخصص في فنون الدفاع عن النفس أحمد حزضو إلى برمجة هذا المعسكر المصغر ضمن برمجة خاصة تهدف إلى مساعدة الأطفال على استعادة الطراوة البدنية التي كانوا عليها قبل جائحة كوفيد 19.
60 طفلا بأولاد تايمة يستفيدون من تدريب في الكيك بوكسينغ

60 طفلا بأولاد تايمة يستفيدون من تدريب في الكيك بوكسينغ

المدرب أحمد وجمعية التنين تحتضن الأطفال بدءًا من سبع سنوات إلى حدود فئة الكبار، وتقوم بتوفير تدريبات مخصصة تلائم مع كل مرحلة عمرية.
يتم بعدها إشراكهم في البطولات التي تنظمها الجمعية، أو تلك التي تشرف على تنظيمها الجامعة المغربية لرياضة الكيك بوكسينغ. وقد نجحت جمعية التنين في حصد ألقاب عديدة في هذا المجال، وساهمت في إخراج أبطال دوليين لهم مكانتهم في الفعاليات الدولية.
 
على سبيل المثال، أحرز الطفل المغربي البطل في رياضة الكيك بوكسينغ، محمد اعميمي، الميدالية الذهبية لصنف “الماكس فيت”، خلال المهرجان الدولي الافتراضي 2020، الذي أقيم عن بعد بالعاصمة التايلاندية بانكوك.
أحمد حزضو، وفي حوار مع مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، قال إن علاقته بالرياضة بدأت منذ سن السابعة، حين تدرّج إلى أن أضحى اسمه مقرونًا مع أسماء عالمية في مجال رياضة الكيك بوكسينغ.
60 طفلا بأولاد تايمة يستفيدون من تدريب في الكيك بوكسينغ

المدرب أحمد حزضو مع مجموعة من الأطفال المتدربين

وأضاف أنه بعد مسيرته كلاعب طيلة 15 سنة، اختار أن ينشئ جميعة التنين لأجل تكوين وتدريب أطفال وشباب مدينة أولاد تايمة، بالنظر لأهمية الرياضة في بناء شخصية مستقلة ومتوازنة وقادرة على الإنتاج داخل المجتمع.
وجوابًا عن سؤال كيف تقوم الجمعية باستقطاب الأطفال لممارسة هذه الرياضة، أوضح حزضو أنه حين أنشئت جمعية التنين في البداية، لم تكن لهذه الرياضة شعبية كبيرة داخل المدينة.
 
وكشف أنه النادي قام بلقاءات في الفضاءات العامة لأجل التعريف بهذه الرياضة، وتحفيز الآباء لأجل السماح لأطفالهم بممارستها.
 اليوم، قال حزضو، إن جمعية التنين لرياضات الكيك بوكسينغ والمواي تاي والصافات تعتبر أول جمعية على مستوى المدينة.
 
60 طفلا بأولاد تايمة يستفيدون من تدريب في الكيك بوكسينغ

رياضة الكيك بوكسينغ تساهم في تنمية احترام الآخرين التحكم بالغضب

ولفت إلى أن “أعداد ممارسي هذه الرياضة في ارتفاع مستمر، وكذلك النتائج التي نحققها تجعل من الراغبين في الالتحاق يزيد يوما بعد يوم”.
 
وتعليقًا حول المعسكر المصغر الذي نظمته الجمعية، قال المدرب حزضو إنه يدخل ضمن برنامج الجمعية السنوي الذي تحاول فيه تنويع فضاءات التدريب لزيادة قدرة الأطفال على التأقلم، ولما للغابة من أهمية في تعزيز منسوب الأوكسجين في الجسم.
ياسين بنجلول، وهو طفل ممارس لرياضة الكيغ بوكسينغ ضمن فئة الصغار، صرح لمراسل “تطبيق خبّر” أنه سعيد بالمشاركة في هذا المعسكر خلال ثاني أيام العطلة.
 
وأضاف أنه يتطلع إلى المشاركة في البطولة الجهوية لرياضات الكيك بوكسينغ والمواي تاي خلال شهر آذار/ مارس المقبل بمدينة أكادير. كما أوضح أن ممارسته للرياضة علمته ضرورة احترام أقرانه والتحكم في الغضب، كما ساعدته كثيرا في تحصيله الدراسي والالتزام.
60 طفلا بأولاد تايمة يستفيدون من تدريب في الكيك بوكسينغ

التدريب في الهواء الطلق مهم جدًا للأطفال عقب حجر صحي طويل

 

وأثنى الطفل بنجلول كثيرًا على العناية الكبيرة التي يخص بها المدرب أحمد جميع الأطفال الممارسين داخل جمعية التنين.
تعتبر رياضة الكيك بوكسينغ رياضة ملاكمة الأرجل، إذ أن معى مفرداتها بالعربية، الأولى الركل أو الرفس والثانية الملاكمة، وهي عكس الملاكمة التي تمارس بالأيدي فقط.
كما أنها  لعبة مقيدة بقوانين صارمة لأجل الحفاظ على سلامة المتبارين من الإصابات، كما تفرض لبس واقيات وتجهيزات لمنع الضربات الخاطئة.
 
كذلك تمنع الكيك بوكسينغ منعاً باتًا استخدام القوة المفرطة في إيذاء الخصم، فهي رياضة نبيلة وتلزم ممارسيها بأخلاق حميدة.