شهدت القاعة الرئيسية بمركز التأهيل المهني سيدي عثمان بمدينة الدارالبيضاء في المغرب، تنظيم ورشة لتقوية قدرات نساء المقاطعة اللاتي تضررن جراء جائحة كوفيد 19 بسبب توقف النشاط الاقتصادي الذي كن يمارسنه.
تمحورت الورشة حول موضوع التمكين الاقتصادي وكيفية دراسة وبناء مشروع خاص. كما شكل التدريب فرصة لطرح التحديات التي واجهت هاته النسوة اللاتي يشتغلن جميعهن في مجال الحرف اليدوية التي تصنف في مجال القطاع غير المهيكل.


تم التدريب، الذي استفادت منه حوالي 20 امرأة، بتنسيق وتعاون مع إدارة مركز التأهيل المهني سيدي عثمان التابعة لوزارة الشباب والرياضة.
 
كما أشرف على تأطيره خبراء في مجال مواكبة المقاولات الناشئة، ويأتي في سياق برنامج بلجيكي مغربي لدعم المقاولة النسائية.
شكلت جائحة كوفيد 19 حجر عثرة أمام جميع النساء اللاتي حضرن التدريب، وهو ما أثر على مدخولهن المالي بشكل مباشر وسبب في مفاقمة الوضع الاجتماعي سوءا.
نساء سيدي عثمان المتضررات من كوفيد 19 يستفدن من تدريب في المقاولات

نساء سيدي عثمان المتضررات من كوفيد 19 يستفدن من تدريب في المقاولات

تعتبر مقاطعة سيدي عثمان من المقاطعات التي تعرف كثافة سكانية مهمة يصعب استيعابها عبر المشاريع الحكومية فقط، الشيء الذي يجعل من المبادرات الفردية مدخلاً هاماً لأجل التخفيف من حدة التحديات الاقتصادية والإجتماعية التي تواجه ساكنة المنطقة.
وقد وقف مراسل “تطبيق خبّر” الميداني بالمغرب يوسف أسكور عند التفاعل الإيجابي للنساء المشاركات في التدريب وقدر اهتمامهن بتطوير مشاريعهن الخاصة، وحاجتهن إلى فرص مشابهة من شأنها فتح أفاق جديدة أمامهن.
والتقى مراسل “تطبيق خبّر” فاطمة، وهي إحدى المشاركات في التدريب، التي عبرت عن بالغ رضاها بمضمون التدريب، وألحت على ضرورة إعادة تنظيم لقاءات مشابهة بالنظر لأهميتها.
وجواباً عن سؤاله حول التحديات التي واجهتها خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، أوضحت فاطمة أنها أم لثلاثة أبناء وتمتهن الخياطة التقليدية منذ ما يزيد عن سبع سنوات.
 
وأشارت إلى أن مردود هذه الحرفة يظل متغيراً بحسب فترات الأعياد والمناسبات لكنه كان يعينها في قضاء بعض المصاريف القارة التي تعين فيها زوجها.
نساء سيدي عثمان المتضررات من كوفيد 19 يستفدن من تدريب في المقاولات

التدريب هو في سياق برنامج بلجيكي مغربي لدعم المقاولة النسائية

وأضافت أن جائحة كوفيد 19 جعلتها تتوقف بشكل كامل عن ممارسة هذه الحرفة نظراً لأن “فرض الحجر الصحي جعل أغلب الأسر تجد في الزي التقليدي آخر اهتماماتها، خصوصاً وأنه تم منع الاحتفال بالأعياد الدينية بشكل جماعي”.
وأردفت فاطمة القول إن “الأعراس التي ظلت تشكل مورداً ماليا مهماً توقفت، كإجراء احترازي، لما يزيد عن تسعة أشهر، وبالتالي وجدت نفسي غير قادرة على العمل”.
 
وبيّنت أن “هذا الشيء جعلني أواجه صعوبات مالية كما أغلب نساء مقاطعة سيدي عثمان، اللاتي واجهنَ نفس المشكل نظراً لأنهن مشتغلات في مهن حِرفية يومية”.
وأكدت فاطمة أن هذا “هو ما دفعني للالتحاق بهذا التدريب لأجل أن أحاول تطوير عملي وإيجاد شركاء جدد يمكن معهم أن أعود إلى العمل”.
 
وأضافت أنها “من خلال هذا التدريب اليوم أفكر في افتتاح محل جديد لأجل توسيع دائرة عملي، بعد الفرص التي تم تقديمها للنساء المقاولات والتي تعرفنا عليها من خلال التدريب”.
في سياق متصل، صرحت أميمة، وهي شابة في عقدها الثالث، خريجة مركز التأهيل المهني سيدي عثمان تخصص الحلاقة والتجميل، أنها التحقت بالتدريب لأجل أن تتمكن من إنجاز دراسة جدوى لمشروعها الخاص، ولفهم السوق بشكل جيد وبحث الفرص التي يمكن أن تساعدها.
وقالت لمراسل “تطبيق خبّر” إنها لم تكن قادرة على مباشرة العمل على مشروعها الخاص خلال فترة الحجر الصحي، بالنظر إلى أن الصالون الذي كانت تشتغل به توقف عن العمل لأسباب تتعلق بإلتزامات مالية.
 
نساء سيدي عثمان المتضررات من كوفيد 19 يستفدن من تدريب في المقاولات

ساهم التدريب على مساعدة النسوة في إنجاز دراسة جدوى للمشاريع وفهم السوق وبحث الفرص المتوفرة

وأضافت أن ذلك جعلها تتردد في مباشرة مشروعها الخاص، كما أن عدم استفادتها من الدعم الذي خصصته الدولة لصالح الفئات الهشة جعل وضعها ووضع أسرتها متأزماً بشكل كبير، ما دفعها للعمل في أحد المصانع المتخصصة في النسيج بشكل مؤقت لتتمكن من تلبية حاجيات أسرتها الصغيرة.
وأكدت أميمة أنها حرصت على الحضور بعد أن تم إخبارها من طرف إدارة المركز بالتدريب، وذلك لأجل أن تتمكن من إيجاد أجوبة عن أسئلتها بخصوص المساعدات التي يمكن أن تستفيد منها كمقاولة شابة، وأيضا لأجل أن تتمكن من إنجاز الدراسة المالية الخاصة بمشروعها.
وشاركتنا أميمة حلمها، فقالت إن حلمها الذي ظلت تحمله منذ طفولتها، هو أن تتمكن من افتتاح مشروعها الخاص، وتساعد أسرتها الصغيرة في تلبية جميع حاجياتها.
يشكل التدريب وتقوية القدرات عاملاً مساعداً لتأهيل النساء لأجل أن تَكن قادرات على إنجاز مشاريعهن الخاصة، علماً أن نساء مقاطعة سيدي عثمان بالدار البيضاء لا يزلن في حاجة مبادرات مماثلة لأجل أن يتمكنّ من تحسين وضعيتهن.