بدأ الإيزيديون في العراق صيامهم متأثرين بارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، ويزيد الوضع سوءاً تفشي جائحة فيروس كوفيد 19.
يصوم الأيزيديون في شهر كانون الأول/ ديسمبر من كل عام لثلاثة أيام حسب التقويم الشرقي الخاص بهم. وصادفت أيام الصوم هذا العام 15 و16 و17 من الشهر الجاري.

أدت جائحة فيروس كوفيد 19 التي ضربت العالم كله إلى زيادة نسبة البطالة أينما كان. وبالنسبة للأيزيديين النازحين من مناطقهم، تسببت البطالة المرتفعة بمزيد من الثقل على كاهلهم في أيام الصوم هذه السنة.
هادي خلف نازح عراقي إيزيدي في مخيم “جم مشكو” عبّر عن استياءه من ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
 
أخبر خلف مراسل “تطبيق خبّر” الميداني ذياب غانم خلف إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ترافق مع ظروف صعبة تمر علينابسبب فيروس كوفيد 19 الذي قلل من دخلنا المعيشي في الفترة الأخيرة”.
 
ودعا خلف السلطات المحلية إلى مراقبة الأسعار والسيطرة عليها وتوفير الدعم المالي لمن تضرر عمله خلال الفترة الماضية.
بدء الصوم الأيزيدي بمعاناة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وكوفيد 19

بدء الصوم لدى الأيزيديين

 

يعيش أكثر من 400 ألف أيزيدي في مخيمات النازحين في إقليم كردستان العراق، جراء هجوم تنظيم داعش على قضاء سنجار في آب/ أغسطس 2014. تساعدهم المنظمات الدولية والمحلية خلال حياتهم بمخيمات النزوح.
لكن هذه المنظمات توجهت بعد ست سنوات من نزوح الإيزيديين إلى مناطق عراقية جديدة يحتاج أهاليها للمساعدة، خاصة بعد تحرير مدينة الموصل وعودة نسب من النازحين إلى مناطقهم.
وقد أوضح العضو التنسيقي لجمعية المستقبل الخيرية لدعم الطلبة سعيد حسن لمراسل “تطبيق خبّر” أن تفشي فيروس كوفيد 19 في البلاد تسبب بارتفاع نسب الفقر في مخيمات النزوح.
وبيّن حسن أن قرابة 80% من الإيزيديين الذين كانوا يقطنون قضاء سنجار يعانون الفقر، وهذا ما شكل عائقاً كبيراً أمامهم في أيام الصوم.
وأضاف أن التبرعات ساهمت بتسهيل أمور النازحين ذوي الدخل المحدود لفترة، لكنهم يحتاجون إلى مد يد العون لهم باستمرار.
وقال حسن، “وزعنا كجمعية المستقبل الخيرية لدعم الطلبة أكثر من 300 مليون د.ع (حوالى 250 ألف دولار) على الإيزيديين في سنجار والمخيمات في فترة تفشي جائحة كورونا المستجد، تبرع بها المئات من الإيزيديين الذين يعيشون خارج البلاد”.
بدء الصوم الأيزيدي بمعاناة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وكوفيد 19

تساهم المنظمات الدولية والمحلية في مساعدة النازحين

وأوضح أن 5 ألاف عائلة استفادت من التبرعات في فترة جائحة فيروس كورونا المستجد، “وقمنا بتوزيع 25 مليون د.ع ( حوالى 21 ألف دولار) على أهالي قضاء سنجار العائدين إلى منازلهم بجميع القرى وقصباتها في هذا الأسبوع تزامنا مع قدوم أيام الصوم والعيد”.
وأضاف حسن أن الناجيات الإيزيديات والأيتام استفادوا كذلك من 5 ملايين د.ع (حوالى 4 ألاف دولار).
كما أكد أنهم “مستمرون بمد يد العون للعوائل المتعففة لا سيما في الفترات الصعبة، لكن هذه التبرعات فقط تعتبر مُسكن لا غير لأن أعداد العائلات كبيرة والمبالغ قليلة، فلا يمكنهم الاعتماد عليها سوى لأيام معدودة”.
بدء الصوم الأيزيدي بمعاناة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وكوفيد 19

معبد لالش في سنجار

يعتمد أغلبية الإيزيديين على الزراعة وتربية المواشي كمصدر عيش رئيس لهم، لكن تدمير مناطقهم وزراعاتهم ومواشيهم، فضلاً عن ونزوحهم تسبب بتدمير اقتصادهم.
وفي وقت ترتفع فيه نسب البطالة، تزداد أعداد الخريجين الذين ينتظرون الحصول على أي فرصة عمل أو التعيين ليساعدوا عوائلهم ويساهموا في القضاء على الفقر في مجتمعهم.

ومع بدء الصوم يوم الثلاثاء، ارتفعت أسعار صرف الدولار في الأسواق العراقية، وسجلت بورصة الكفاح الرئيسية 127.200د.ع مقابل 100 دولار أمريكي.

ووفق خبراء الاقتصاد، يعود هذا الارتفاع إلى الأزمة المالية التي تمر بها البلاد بسبب انخفاض سعر برميل النفط وتأثير جائحة كورونا المستجد وحظر التجوال.
في هذا الإطار، قال الناشط المدني الأيزيدي مراد الخالتي لمراسل “تطبيق خبّر” ذياب غانم خلف إن هذه الظروف التي يمر بها العالم أجمع أثرت على الأيزيديين كثيراً، لا سيما الذين بدأوا بالعودة إلى مناطقهم الأصلية فشمال غربي العراق.
وأضاف الخالتي أن “هؤلاء بحاجة إلى إعمار منازلهم وشراء الممتلكات التي يحتاجها أي إنسان، وهذا تسبب بخلق فراغ اقتصادي لدينا مع تفشي جائحة كورونا”.
وأشار الخالتي إلى أن “للمنظمات دور مهم في نمو المجتمع الأيزيدي ، لكن مع إطالة فترة جائحة فيروس كوفيد 19، واتخاذ الإجراءات الوقائية قل نشاط المنظمات في القضاء، وارتفعت أسعار المواد العذائية”.
وبيّن أن “هذا الأمر شكل عقدة أمام الأيزيديين في أيام الصوم، واضطروا لشراء المستلزمات اليومية بأسعار مرتفعة”.
بدء الصوم الأيزيدي بمعاناة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وكوفيد 19

الصوم الأيزيدي 3 أيام فقط يليها العيد

ولفت النظر إلى أن “مئات العوائل الأيزيدية ليس لديها مبلغ شراء كيلو طماطم الآن، وهم في أكثر مناسبة دينية أهمية لديهم، ويمر البلد عامة بأزمة اقتصادية لها تأثير مباشر على موظفي الدولة، إذ يتم تأخير الرواتب كذلك”.
تعتبر أيام صوم الأيزيديين الأقصر بين عبادات الصوم لدى الديانات الأخرى، وهي من أهم الطقوس الدينية لديهم، يتقربون بها إلى الخالق ويتعبدونه. وكما في الأديان الأخرى، يمتنع الأيزيديون في صومهم عن الطعام والشراب واللذات والشهوات.