أخبار الآن | بيروت- لبنان (أ ف ب) 

تواصل الحرائق الضخمة التهام مساحات واسعة من أحراج سوريا ولبنان، وقد اقتربت في بعض المناطق من منازل المواطنين من دون أن تتمكن فرق الإطفاء من إخمادها كلّها  حتى الآن. ومنذ صباح السبت، تمّ بث مشاهد من مناطق الحرائق التي امتدت على مئات الهكتارات في أرياف محافظات اللاذقية وطرطوس في الغرب وحمص في الوسط. وقد ساهمت درجات الحرارة والرياح باشتعال الحرائق أكثر وفق تصريحات المسؤولين، من دون تحديد أسباب اندلاعها.

وثمّة 45 حريقاً في اللاذقية و33 في طرطوس، وحرائق أخرى في حمص، أسفرت عن 70 حالة اختناق وفقا للمرصد السوري  إضافةً إلى 3 وفيات في اللاذقية “جراء الحروق الشديدة”. ودفعت الحرائق أيضاً بعائلات عدة للنزوح بعد اقتراب النيران من منازلها، وفق ما قال رئيس منظومة الإسعاف السريع في المحافظة لؤي سعيد لإذاعة محلية.

وتكثرُ الحرائق في فصل الصيف في الغابات والأحراج السورية، وقد اندلعت في أيلول/سبتمبر أيضاً حرائق ضخمة أتت على مساحات واسعة في مناطق متفرقة في أرياف حماة واللاذقية.

وفي لبنان، اندلع منذ الخميس أكثر من مئة حريق في أحراج عدة في جنوب وشمال وشرق البلاد ومنطقة الشوف الجبلية، وفق ما أفاد مدير العمليات في الدفاع المدني جورج أبو موسى، الذي أوضح أنّه تمّ إخماد الجزء الأكبر من الحرائق، مشيراً إلى أنّ حرائق ضخمة ما زالت مندلعة في منطقتي الشوف وعكار “يصعب الوصول إليها”، وتشارك الطوافات العسكرية في إخمادها. واعتبر أنّ “الرياح والحرارة تساعد على انتشار الحرائق” من دون أن يتمكن من تحديد سبب نشوبها.

وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام بأنّ طوافات الجيش تعمل منذ الصباح على إخماد الحرائق في عدة قرى من منطقة المتن الاعلى، مشيرة إلى أنّ الحرائق “أتت على مساحات شاسعة من أشجار الصنوبر المثمر والتي تعتبر من أهم المداخيل المالية لأهالي المنطقة”.

وفي تشرين الأول/اكتوبر 2019، التهمت حرائق ضخمة مساحات حرجية واسعة في لبنان وحاصرت مدنيين في منازلهم وسط عجز السلطات التي تلقت دعماً من دول عدة لإخمادها. وأثارت تلك الحرائق غضباً واسعاً حتى أنّها شكّلت أحد الأسباب خلف الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي شهدها لبنان في 17 تشرين الأول/اكتوبر واستمرت عدة أشهر ضد الطبقة السياسية.

وكتب الخبير البيئي بول ابي راشد على صفحته على فيسبوك: “منذ حرائق 15 تشرين الأول 2019 حتى حرائق تشرين الأول 2020 (…) لم يحاسب مسؤول واحد مقصر في واجباته لتجهيز البلديات والقرى التي يوجد فيها مناطق حرجية يجب حمايتها”.