أخبار الآن | البليدة – الجزائر (تطبيق خبِّر)

لم يكن بإمكان السيدة حفيظة وهي أربعينية مصابة بسرطان الثدي مواصلة علاجها اليومي بمدينة البليدة وهي القادمة من بلدة تبعد أكثر من 150 كيلومترا عن المدينة، دون أن يكون لها مكان تأوي إليه، مع بعض الخدمات الصحية التي يحتاجها عادة مرضى السرطان، لكن حين أرشدها بعض الأشخاص إلى دار الإحسان التي تقوم بخدمات الإيواء والغذاء لمرضى السرطان القادمين من المدن البعيدة بصفة مجانية أصبح بإمكانها متابعة علاجها الذي يستمر لأكثر من 25 حصة يومية بالعلاج الكيميائي.

 

تقوم دار الإحسان باستقبال أكثر من 700 مريض سنويا بسعة 45 سرير، لكن بسبب تبعات كورونا، تم غلقها لمدة ستة أشهر وهاهي تفتح أبوابها من جديد وفق بروتوكول صارم لمرضى السرطان قصد تمكينهم من متابعة العلاج بالأشعة بمركز مكافحة السرطان.

مراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في الجزائر “عبد المؤمن لعرابي” تحدث إلى المكلفة بالإعلام في الدار “وسام بن سديرة” إذ أفادت أن الدار التابعة لجمعية البدر لمساعدة مرضى السرطان عاودت الفتح تدريجيا باستقبال النساء المصابات بالسرطان دون الرجال كخطوة أولى في حدود 12 مريضة بالدار، كما اتخذت عدة إجراءات لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا وفق بروتوكول صحي دقيق، يقضي بتوفير غرفة خاصة لكل مريضة، مع استغلال فردي للمراحيض، إلى جانب نقل الطعام لغرف المريضات وتفادي الجلوس في الممرات.

مرضى السرطان يتنفسون الصعداء بعد إعادة فتح دار الإحسان بالجزائر

 

وشكلت إعادة افتتاح الدار متنفسا لمرضى السرطان القادمين من ولايات بعيدة للتداوي بمستشفى البليدة الجامعي ومكانا آمنا للمبيت والاستشفاء للتخفيف من الأعباء المادية على عاتقهم، إذ تتكفل بتقديم المبيت والطعام حتى انتهاء فترة الاستشفاء الخاصة بهم، والتي قد تستمر مابين شهرين حتى سنتين، حيث تقدم لهم فيها كل الضروريات بصفة مجانية.

هذه الدار تقوم بتسييرها جمعية البدر لمساعدة مرضى السرطان، بينما كانت الفكرة لمجموعة من رجال الأعمال والأطباء الذين يتكفلون بالمساهمة في تمويلها وتقبل أيضا مساهمات المحسنين والمتبرعين.

مرضى السرطان يتنفسون الصعداء بعد إعادة فتح دار الإحسان بالجزائر

 

وفي هذا الاطار صرحت المريضة حفيظة لمراسل “تطبيق خبِّر” بأنها وجدت راحتها في هذه الدار، لافتة إلى أنها تشارك في الكثير من النشاطات المرافقة لإقامتها، كالعمل في ورشة الخياطة والقيام بغرس الأزهار في شرفات المبنى، وأن إحساسها بالراحة بين عائلتها الثانية أنساها ألم وهموم المرض.