أخبار الآن | العراق (خاص)

ياسر شاب عراقي نهض من حُطام تفجير شارع المتنبي الشهير في بغداد عام 2007، كان عمره حينها 18 عاماً عندما فقد والده صاحب دار عدنان للطباعة والنشر بهذا التفجير الذين نفذه تنظيم القاعدة.

ياسر المتنبي مثلما يُطلق على نفسه، لم يسمح لظروف العراق الصعبة أن تؤثر على حياته، على العكس تماما، كان مؤثراً فيها.

استمر الشاب الثلاثيني ببيع الكُتب والاهتمام بمكتبة والده، ونجح في التخرج من كلية الآداب في جامعة بغداد، وحصل بعد ذلك على الماجستير في ذات الاختصاص.

لم ينتظر ياسر فرصة تعيين حكومي، أو رحمة سياسي عراقي يوظفه بشرط الانتماء إلى حزبه، ولم يكن عضواً في جماعة مسلحة حتى يبني حياته.

المتنبي وهو صاحب أحد أكبر المقاهي الثقافية في العراق، وجد نفسه أمام مسؤولية كبيرة في دعم الحياة والثقافة في العراق، فأنشأ مقهى (قهوة وكتاب) في شارع الكرادة وسط بغداد.

في وقت تُشكل البطالة نسبة 40% من العدد الكلي للشباب العراقي وفقاً لاحصائات صندوق النقد الدولي، لم يسمح المتنبي أن تأخذه هذه الموجة وأنشأ مشروعه الذي بدأ يتوسع إلى محافظات أخرى.

يستضيف المتنبي في مقاه مجموعات من المثقفين والرياضيين والإعلاميين، ويُقيم جلسات توقيع كُتب وندوات وحفلات غنائية، وكانت أبرز تلك الجلسات التي أقامها قبل ثلاثة أعوام عن تدمير تنظيم “داعش” الإرهابي لآثار الموصل.