أخبار الآن | بيروت – لبنان (رويترز)

بشموخٍٍ واعتزاز يهتفُ اللبناني علي إسماعيل ويردد خلفه المتظاهرون هتافات منها “انزل يا شعبي الجبار.. فجِر ثورة شعبية”، مؤكداً أن الاحتجاجاتِ التي تجتاح لبنان منذ أكثر من مئةِ يوم جعلته يحلم بمستقبلٍ أفضل لأُسرتِه..

ويشهد لبنان منذ أكتوبر تشرين الأول 2019 احتجاجات عارمة في أنحاء البلاد على النخبة الحاكمة التي يقول المحتجون إنها أدخلت البلد في أسوأ أزماته منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.

ويصف الرجل، الذي يشارك في كل المظاهرات تقريبا منذ بدء الاحتجاجات في بلده يوم 17 أكتوبر تشرين الأول، الحركة الاحتجاجية بأنها لحظة تاريخية بالنسبة للبنان على أساس أنهت وحّدت الناس على اختلاف فصائلهم وانتماءاتهم الطائفية.

وقال لتلفزيون رويترز “مش بس اليوم، كل يوم بدي أطلع وبدي أظل أطلع وبدي أظل أناضل، لأنه ما بقى فيه حياة مع هيك أنظمة بائدة، مع هيك أنظمة فاسدة، مع هيك أنظمة قمعية ودكتاتورية، مع أنظمة بوليسية، ما عم تعمل ها الأنظمة إلا لمصالح طائفية والفئوية والمذهبية، نحن أحرار وبدنا نعيش أحرار”.

وأضاف “صامدون ومستمرون، رايحين لنحقق الحلم اللي صرنا نشوفه من بعد ١٧ (أكتوبر تشرين الأول) لأول مرة نحن بلبنان، بتاريخ لبنان، بيصير هاي الانتفاضة، وأنا برأيي باسميها ثورة لأن الكلمة هاي ثورة من بعد الشحن الطائفي، من بعد ها الضغوطات بكل المستويات”.

وتتمسك أُسرة علي إسماعيل، الذي يعمل في أعمال موسمية، بموقفها بخصوص المشاركة في الاحتجاجات على الرغم من الثمن الذي تدفعه لذلك. فزوجته فرح عقير تقول إنها تعرضت للنبذ من جانب بعض الأصدقاء وأفراد العائلة الذين لا يتفقون مع وجهات نظرها، وكذلك تسببت خلافات مماثلة مع أرباب عملها في خسارة وظيفتها.

وتضيف فرح أنها أصيبت بجروح في مظاهرة، بعد اشتباكات مع قوات الأمن اللبنانية.

وتصف ذلك قائلة “واقفة بمظاهرة سلمية جداً عم نطالب لشباب بحقهن بالحرية، مش أكتر، باتفاجأ باثنين من الجيش اللبناني، قوة مغاوير أو قوة ردع ما باعرف شو هن، فبيهجموا علي فجأة وبينزلوا في ضرب، أذوني باجري (رجلي)، صار عندي شعر بضلع من ضلاعي. هدا الشي ما خوفنا، أكيد هيدا زادنا قوة وزادنا استمرار، ونحن عم نكتر بهدا الشي ما عم نقل، فنزلتي ع الشارع، أكيد بدنا نظل وما بننزل من دون أولادي، وباشجع حتى رفقاتي ينزلوا معي”.

ويشارك ابنا علي إسماعيل معه وزوجته في الاحتجاجات، ويقول الأب إنه يرغب في أن يشب ابناه وهما يعرفان حقوقهما ويدافعان عن حقوق الآخرين.

وتشكلت الحكومة اللبنانية الجديدة بدعم من حزب الله القوي وحلفائه في 21 يناير كانون الثاني بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الاحتجاجات الضخمة ضد النخبة الحاكمة التي ينظر إليها على أنها فاسدة وضالعة في إهداء المال العام.

وتواجه الحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء حسان دياب ضغوطا مالية شديدة بما في ذلك النقص الحاد في الدولار مما أدى الى تداعي الثقة في البنوك، التي فرضت قيودا صارمة على حركة رؤوس الأموال، فضلا عن استمرار ضعف الليرة اللبنانية وارتفاع الأسعار.

ولبنان لديه واحد من أعلى مستويات الدين العام في العالم. وينبغي ان يقرر بسرعة كيفية سداد 1.2 مليار دولار تستحق في مارس اذار.

المزيد:

مصارف لبنانية تخفّض مجدداً سقف السحب بالدولار