أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نسمة الحاج)

منذ أن تأسس تنظيم القاعدة الأم في الثمانينيات على يد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وآخرين، عانى العالم ما عاناه من الإرهاب وسفك الدماء ونشر الرعب في قلوب الشعوب باقتلاع أراضيهم ومنازلهم وأملاكهم وحتى أرواحهم. لكن اليوم أصبح للقاعدة أوجهاً كثيرة منتشرة حول العالم بعد انشقاق العديد من الفصائل والجماعات الصغرى تحت التنظيم الأم مثل حراس الدين وجماعة نور الدين الزنكي في سوريا، وأنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في شمال مالي، وحركة الشباب الصومالي في الصومال وغيرهم الكثير.

أما مسمى “القاعدة” فقد جاء بمحض الصدفة، إذ استمده التنظيم من “قاعدة المعلومات”، حيث كان المشرفون على التنظيم بقيادة بن لادن يستقبلون المقاتلين لتجنيدهم للقتال أو “للجهاد في سبيل الله” كما يصفونه ، ومن ثم يسجلون معلوماتهم الأساسية ليتم توزيعهم على معسكرات الجماعة التي كانت تسمى “القاعدة”.

دماء وأموال غير شرعية تحت عباءة "الدين".. هكذا تختار الجماعات الإرهابية أسماءها

By Mohammed Saad

وعلى نهج مختلف سارت الفصائل المنشقة التي عملت على أدلجة أتباعها على فكرة حماية الدين وحراسته ونصرته كما نرى في جماعتي “حراس الدين” و”أنصار الدين”. كما تميل هذه الخلايا الإرهابية لإدراج مبدأ “الجهاد” في أجنداتها، خارج سياقه الديني الإسلامي، لتعلق عليه جرائمها النكراء من سفك للدماء واختلاس للأموال وغسيل أدمغة القصر واستغلال النساء وترويج المخدرات وغيره.

ويشرح لنا الخبير الأمني والسياسي العراقي المختص بشؤون الإرهاب والجماعات المتطرفة فاضل أبو رغيف، أن اختيار المسميات يتم من خلال “الشورى” بين مؤسسي الجماعات، إذ يتم انتخاب عدد من الأسماء ومن ثم يتم ترشيح الاسم الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات. أما الأسماء المقترحة فتستنبط من خطب وكتب للشخصيات المؤثرة بالنسبة لهذه الجماعات، فاسم “حركة التوحيد والجهاد” على سبيل المثال استمده الزرقاوي من موقع محمد المقدسي. كما أكد أبو رغيف، أنهم يتجنبون استخدام كلمات من الموروث المقدس حتى لا يساء للنصوص، وسعياً منهم في الاجتهاد لا الاعتماد على النصوص.

ومن أبرز هذه التنظيمات، تنظيم حراس الدين في سوريا الذي تأسس في أواخر فبراير/شباط 2018، وكان وقتها فصيلاً جهادياً ضمن هيئة تحرير الشام/النصرة سابقاً، لكنه انشق عنها بسبب ولائه للقاعدة وزعيمها أيمن الظواهري، بعد أن أعلنت الهيئة حل رباطها عن الأخير. وانضم للتنظيم بعد انشقاقه كل من جيش البادية وجيش الساحل وسرية كابل وسرايا الساحل وجيش الملاحم وجند الشريعة، ليتحول بذلك من فصيل إلى تنظيم مؤسس ومتكامل موالي للقاعدة بايعه الظواهري، فيما بعد، كما انضمت إليه لاحقاً عدداً من قيادات تحرير الشام الموالية للقاعدة كذلك.

وفي القارة الأفريقية، برز عدد من التنظيمات الموالية للقاعدة في غربها، مثل حركة أنصار الدين، وحركة التوحيد والجهاد التي ظهرت في أواخر عام 2011 في شمال مالي، ويصف محللون هذه الحركة على أنها “الجماعة الإرهابية المسلحة الأكثر إثارة للرعب في شمال مالي”، ويعود ذلك نسبة لأن الحركة تشكلت من عصابات لتهريب المخدرات، بجانب استيلائها على كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة القادمة من ليبيا. وبالرغم من عدم وضوح تشكيل القيادة العليا للحركة لكن حمادة ولد خيرو، يوصف على أنه زعيم الحركة.

أما حركة أنصار الدين بقيادة الشيخ إياد أغ غالي، فتعتبر من أكبر التنظيمات المسلحة من حيث العدد في منطقة أزواد، شمال مالي، حيث تضم من 5000 إلى 10000 مقاتل. كما تعد من الحركات الرئيسية المسيطرة على المنطقة بالرغم من تأخر تأسيسها مقارنة ببقية الجماعات المسلحة هناك. وقد أعلنت الحركة عن نفسها في أواخر عام 2011.

 

اقرأ المزيد: 

قيادي في “حراس الدين” يشرح لـ”أخبار الآن” أسباب ضعف “القاعدة”